تأتي أو تأتي؟ تأتي أو لا تأتي؟ أتساءل مضطربًا قلِقًا، وهَمٌّ أسْودُ جارحٌ لئيم، يجثمُ فوق أعصابيَ والقلب!
ثمّ أهيم أتخيّلُنا قبل الاحتفال، بيوم، نتحدّث، نتشاكى، نتأتئ،.. فأسأل، متمتمًا، متلعثِما، متعرّقًا… خافقَ الكيانِ كلِّه: تأتين أو لا تأتين!؟
ولا يرفّ لك هدبُ قلبٍ، ولا نهدة نفسٍ، أو نبضة شريان! كيف تقدرين!؟
وبين “تأتين” ولا “تأتين” يُهدهِدُني شوقٌ إلى الّلقيا، فائرُ العاطفةِ، ناريُّ الوِجدان، ولا أستطيعُ أستقرّ إلّا على قلقٍ يعصفُ بي، يجرفني حَبّة ترابٍ تذوب في الهواء، أو ورقةً في مُحيطٍ هائج.
لكنّك أتيتِ! بل أولى الآتياتِ، كنتِ. أتيتِ بجبينك الشّامخ؛ بوجهك المتألِّق؛ بقامتك الهَوجاء؛ وبنبضك الصّاخبِ أتيتِ؛ وبشوقك الجارف؛ وبألق روحِك الخلّاق! فما عدتُ أعرفني! أأنا غريقٌ في نهر العطر، أم أنا محمولٌ على أجنحة الرغبة، أم أنّ مرآكِ خَدّرَني، فما عرفت بما أحسسْتُ!؟
وما وعيتُ من انخطافي على وقْع رؤى عينيك في خلاياي، حتّى انثنيْتُ وبي عالمٌ من الرؤى البِكْرِ، وكلُّها آياتٌ أو سُوَرٌ تأخد بي، تزرعُني في جداول النور، فيها أذوب، نتوحّد ذاتَين كاملتَين، ننصهِرُ ذاتًا كلّيةَ الوحدة الأرقى!
حضورُك الغيابُ المؤثِّر، الفاعلُ…
وغيابُكِ الحضورُ الخلاقُ، الموحي!..
فلْتسْلمي!
ألسّبت 28- 2- 2015