نظمت جمعية ” حضارة بحضور رئيسها الاستاذ ادمون شيخاني وأعضاء الجمعية ” في جامعة ” الحكمة ” فرن الشباك. ندوة سياسية فكرية حول موضوع وتوقيع كتاب” الحروب والصراعات الإقليمية والدولية في الشرق الأوسط” (1917 – 2017) للعميد الركن المتقاعد ميشال ابي غانم ، في حضور ممثل فخامة رئيس الجمهورية المستشار الأستاذ رفيق شلالا وممثل قائد الجيش العميد جورج الصحيح وبحضور وزراء ونواب ونقيب المحررين الياس عون ورئيس رابطة قدامى القوات المسلحة العميد الركن جوزيف روكز ورؤساء بلديات وعمداء وشخصيات عسكرية وقضائية وحقوقية واعلامية وثقافية ورؤساء جمعيات وعمداء جامعات ونقابات ووجوه اجتماعية..
وقد شارك في الندوة محاضراً كل من المونسينيور كميل مبارك الرئيس السابق لجامعة الحكمة ورئيس معهد الدكتوراه والعميد فادي أبي فراج المدير السابق لمركز البحوث والدراسات الاستراتيجية للجيش اللبناني والسفيرة الدكتورة رنا أبوظهر والعميد الركن أنطوان نجيم والمحتفى به العميد الركن ميشال ابي غانم .
بعد النشيد الوطني اللبناني، قدم ومهد للحفل عضو الهيئة الادارية لجمعية حضارة الأستاذ جورج شختورة الذي رحب بالحضور والمشاركين، وبتقديم نبذة عن المحاضرين.
بداية الكلام كان مع المونسنيور كميل مبارك، الذي تحدث عن الحكمة ودورها في المجتمع، وكم لبنان بحاجة الى حكمة وحضارة لكي نصنع وطن يليق بشعبه، وأشار اننا تعلمنا في إيماننا أنه من الممكن أن يموت واحد ليحيا الشعب كله، ومن غير المقبول أن يموت الشعب ليحيا رجل واحد. وأشار ان التدخلات الخارجية للدول الكبرى في شؤون الدول الصغرى والضعيفة، لا يمكن أن تتم إلا اذا تحكمت الانقسامات في شرائح المجتمع في هذه الدول. فالصمود والتماسك يمنع أي محاولة في زعزعة الاستقرارمهما كانت محاولات الدول.
وبدوره اعتبر العميد فادي ابي فراج، ان اسلوب الكاتب متحرر بالكتابه ، ووصف بدقة الصراعات التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط، بالقول ان هذه المنطقة تعتبر هدف للسيطرة عليها من قبل الدول الكبرى التي تشكل النظام العالمي، نظرا لموقعها الجيو استراتيجي، وكذلك لثرواتها المتعدد وخاصة من النفط والغاز الطبيعي.
والمفارقة ان القوى الكبرى تعمل وبكل الطرق لخلق مجموعات تحمي مصالحها وتكسبها مناعة وقوة، وبلدان الشرق الاوسط تتباعد وتتفرق وتتنازع وتبقى الضحية الأضعف مما يجعل جميع شعوبها يشعرون بعدم الاستقرار.
واشارت سعادة السفيرة الدكتورة رنا ابو ظهر ان منطقة الشرق الاوسط تُعِدُّ بُؤْرَةَ تَوَتُّرٍ وَصِرَاعٍ مُنْذُ نِهَايَةِ الْحَرْبِ الْعَالَمِيَّةِ الاولى حَيْثُ لَا تُزَالُ تَعِيشُ وَسَطُ تَحَدِّيَاتٍ وَرِهَانَاتِ تَصْفِيَةِ الإستعمار وَنَتَائِجَ الْحَرْبِ الْبَارِدَةِ والإستقرار وَالسُّلَّمَ وَالْحَرْبَ مَعَا، فَهِي مِنْطَقَةُ تَمَاسِّ مُتَنَاقِضَةِ غَيْرِ مُسْتَقِرَّةٍ، وَمُلْتَقَى طُرُقٍ وَمَعَابِرِ بَالِغَةِ التَّعْقِيدِ، فَطَبِيعَةَ مَوْقِعِهَا الْجُغْرَافِيِّ وَوَضْعِهَا الْمُعَقَّدِ يَتَحَكَّمُ فِي الْعَلَاَّقَاتِ الدَّوْلِيَّةِ والجيوستراتيجية وَالْجِيُوسِيَاسِيَّةَ عَلَى إمتداد قَرْنٌ مِنَ الزَّمَنِ، لِتَدَخُّلِ الْمِنْطَقَةِ فِي مُزَايَدَاتِ الرِّهَانَاتِ، رِهَانَ الْهُوِيَّةِ وَالنُّفُوذِ عَلَى مَوَارِدِ النَّفْطِ وَالْغَازِ وَالْبِتْرُولِ، وَاللُّعَبَ عَلَى أَوْتَارِ الْهُوِيَّاتِ الْقَوْمِيَّةِ وَالْمَذْهَبِيَّةِ الْعَشَائِرِيَّةَ وَالطَّائِفِيَّةَ وَالْعِرْقِيَّةَ وَتَفَاقُمَ مُشَكَّلَةَ الْأقَلِّيَّاتِ.
وتحدث العميد أنطوان نجيم، حول دور اميركا والصين وروسيا والاقتصاد العالمي الذي يتمحور حول التحكم بمقدرات وثروات المنطقة، وان الدول الكبرى تعتبر ان الشرق الاوسط يختزن طاقات من الموارد النفطية الهائلة ويعتبر من أهم مخزون للاحتياط النفطي في العالم، وان السياسة في العالم يتحكم بها الاقتصاد والاتجار بالسلاح وما الشرق الاوسط سوى مسرح وساحة للتجارب، وسوق لبيع الاسلحة للدول العظمى والكبرى.
وختاما، كانت كلمة المؤلف العميد ميشال ابي غانم، حول ملخص كتابه والصراعات والحروب في الشرق الاوسط، واعتبر ان التاريخ يعيد نفسه، وان منطقة الشرق الاوسط ستظل تعاني من هيمنة الدول الكبرى والعظمى، وان صراع الاقليات هي قنبلة موقوته تهدد بإنفجار الشرق الأوسط .
و كرّم رئيس جمعية حضارة الشيخ ادمون شيخاني العميد ابي غانم وقدّم الدروع الى المحاضرين وأختتم الحفل بكوكتيل.