حوّاء ليست من ضلع آدم

قراءة تمهيدية في مطلع سورة النساء

  

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ .

عندما يتعلق الأمر بالاجتماع الإنساني، يأتي التنبيه بواسطة النداء “يا أيها الناس” ومفردة الناس تنطوي على الرجال والنساء، والصغار والكبار، ومن مختلف الألوان والأعراق. وإنْ كان لهذا الأسلوب في التنبيه من دلالة، فهي في أنه يهيء لإعلان شرعة تريدُ الاجتماع الإنسانيَّ على نحوٍ مخصوص؛ وإلاّ، فلماذا مناداة الناس!؟ أما القول بأن المقصودَ بالناس أهل مكة، أو العرب، فهذا لا يغيّر في المطلوب شيئاً.

الآية تعقّب على النداء هذا بالأمر “اتقوا ربكم” والتقوى هي تحصين الذات، وإذ يقع فعل التقوى على “ربّكم” فهذا يمنح الفعل معنى مأخوذاً من الأبعاد الدلاليّة العديدة للربوبيّة، فهي العناية والرعاية والتربية والهداية وما يمكن أن ينتمي إلى هذا الحقل. والناس ناس لأنهم في هذه الأرض مربوبون، أي في عناية ورعاية وتربية وهداية… ومفردة الناس لا تطلق على مفرد، وجذرُها “أ، ن، س” “وهو ظهورُ الشيء، وكلُّ شيءٍ خالَفَ طريقة التوحُّش” ، ما يعني أن مفردة الناس تُطلق على الجماعةِ المؤتلفة، فيكون ائتلافها عقداً اجتماعياً يحمي حقوق الأفراد المكوِّنة لهذا الاجتماع، وهو مظهر الربوبية في حياتهم. وإذْ يكون التنبيه بـ”يا أيها الناس” لإلقاء الأمر عليهم بتقوى الرب “اتقوا ربَّكم”؛ فهذا يعني أن خللا حاصلا يهدد الأمن الاجتماعي أو العقد الاجتماعي، ومردُّ هذا الخلل هو في فقدان التقوى، أي السلوك اليوميّ المخالف لما تقتضيه الربوبيّة. فما هو هذا الخلل؟ وكيف يتجلّى في النص؟

تتّصف مفردةُ ” ربّــ ” المضافة إلى ضمير المخاطبين”ـكم” بالاسم الموصول “الذي”؛ فهو أداة نحوية من شأنها هنا توجيهُ الأذهان لفهم الربوبيّةِ من زاويةٍ مخصوصة، فتأتي صلة الموصول “خلقَكم” لتحدد هذه الزاوية المخصوصة.

وقع فعْل الخلْق على المخاطبين في أول الآية “يا أيّها الناس”، وقد وصل أثر هذا الفعل إلى مركّبٍ وصفي “نفسٍ واحدةٍ” بواسطة حرف الجرّ “من”. وحرف الجرّ هذا مُختلَف بشأنِ معناه؛ فهو عند الغالبية من المفسرين حرف ابتداء الغاية لتكون هذه النفس الواحدة مبتدأ الوجود الإنسانيّ السلاليّ، وتدلّ مفردة النفس هنا بحسبهم على “آدم” أبي البشر. ويشير هؤلاء المفسرون إلى قلة تقول بأنّ “من” بيانيّة أي إنها تبيِّن نوع المادة التي خلق منها الناس. والغرض من هذا البيان نفهمه من خلال فهمنا الحمولة الدلاليّة للأمر”اتقوا ربكم”؛ إذْ لا يمكن لأمر أن يُطلب تنفيذه في الوقت الذي يُنفَّذ فيه، بل يطلب تنفيذه عندما لا يكون معمولاً به في الناس. وأن يبيّن علةَ وجوب التنفيذ في بيان كون الناس من أصلٍ واحد، أو مادّة واحدة، أقوى من أن يكونوا سلالةً أو سلالات؛ وهذا يحيل على سلوك يوميٍّ للناس يعارض ما يقتضيه خلقُهم من أصل واحد، فإنّهم يجورُ بعضُهم على بعض تبعاً لمواقف ضمنيّة فاسدة؛ فالمطالبة بتقوى الرب الذي خلقهم من نفس واحدة ترمي إلى دفع الجور بالتزام قواعد سلوكية ذهنيّة وحركية مؤسّسَة على حقيقة أنهم من أصل واحد. والسلاليّةُ لا تخدم هذه الفكرة لأنّها تنطوي على التفريع، والتفريع يحيل على الاختلاف الذي هو حق بين الناس؛ فهم مختلفون ألوانا وأحجاما، هيئاتٍ وألسن، نساء ورجالا، صغاراً وكبارا…إلخ؛ وهذا لا يقتضي أمرَ الناس بالتقوى؛ لأنّ الاختلاف ليس فساداً، ولا ينبغي أن يكون سبباً للفساد في الأرض.

إذن، النفس الواحدة، هي المكوّن الواحد لكل الناس المشمولين بـ”ـكم” المخاطبين، هي الحقيقة الأولى، و في اللسان “النَّفْس عين الشيء وكُنْهُه وجَوْهَره” ، ما يستدعي أن نفهم اختراع الناس كان من جوهر واحد، ومن الجوهر نفسه كان قرينُه؛ فالنص يواصل بيان الأمر بالتقوى فيظهر الربوبية للناس ليسلكوا بما تقتضيه معرفتُهم ـــــــ إلى خلْقِهم من نفس واحدة ــــــ أنه خلَق منها زوجها، والزوج بحسب ابن سيدة في لسان العرب”الفَرْدُ الذي له قَرِينٌ” ، فالزوج قرين زوجه أو هي لزوجها قرين. ولازمُ هذا البيان في سياق التنبيه على ضرورة تقوى الرب؛ هو في أنّ خللاً ما في العلاقة بين الزوج وزوجه مؤسّساً على اعتبارٍ يغالط الحقيقة التي تقول بأنّهما من نفس واحدة، من جوهر واحد؛ فلا اختلاف بينهما في الرتبة إنما في الهويّة. وإن كان لا بدّ لأحدهما من أن يكون سيداً فلا يكون مردّ ذلك إلى كونه رجلاً، أو إلى كونها امرأة، فالتقوى تقتضي أن يكون مردُّ ذلك التفاضل إلى الحقّ، وإلى الحقّ وحده.

بالنظر إلى ترتيب الأفعال في صلة الموصول، نلاحظ أن فعل الخلق واقعاً على المخاطبين﴿ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ قد سبق فعل الخلق واقعاً على زوجها ﴿وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾، ويعطف عليه فعل البثّ واقعاً على الرجال والنساء ﴿وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً﴾.

عندما يؤتى بالاسم الموصول “الذي ” وصفاً لربكم؛ فذاك لغرضٍ محدد، وهو بيان ما يوجب فعل التقوى، والذي يوجب فعل التقوى هو الخلل القائم في سلوك الناس لاعتبار جهلهم حقيقةَ خلقِهم أو تجاهلها؛ فيأتي الفعل خلقكم من نفس واحدة هو المضاد الحيوي لهذا السلوك الذي يشي بأن بعض الخلق من جوهر مختلفٍ عن الآخر أو من حقيقةٍ أخرى غير الحقيقة التي خُلِقَ منها الآخر. ونفهم عندها أن مقاصد الآية ليست في بيان الترتيب الواقعي للخلق، بل في بيان ما يُلزم بالتقوى؛ لوقف التمييز ضد الآخر المختلف. وجاء فعل الخلق الثاني لا ليدل على حصوله بعد الفعل خلقكم، بل لبيان الحقيقة التي انطوى عليها الفعل خلقكم، وهي أن الفرد وقرينه من نفس واحدة، وحرف العطف “الواو” ليس للترتيب إنما هو للجمع مطلقاً. وإلى ذلك أشار ابن مالك في الألفية :

واعْطِفْ بِواوٍ سَابِقًا أَوْ لاَحِقَا      فِي الْحُكْمِ أَوْ مُصَاحِبًا مُوافِقَا

وغاية الجمع هنا كما سبق وأشرنا هي في إبراز ضرورة التقوى مؤسّسةً على هذه المعلومة المهمة.

ويواصل النص المراكمة، فيعطف الفعل “بثّ” على الفعل “خلق” بوصفه مظهراً آخر لإيجاد الناس، يقتضي الربوبيّة أيضا، فالمبثوث هو الرجال والنساء، وما هذا التفصيل هنا إلا بمقتضى خللٍ ما في العلاقة بين الرجال والنساء، وهذا الخلل كما تبيّنَ لنا مبنيّ على معلوماتٍ خاطئة تفيد بأنّ الرجل أعلى رتبة من المرأة، وهذا لا يتفق مع التنبيه “يا أيها الناس”، فهل الناس هم الذكور فقط؟! ولا يتفق مع الطلب الذي يأمر بتقوى الرب الذي خلق من نفس واحدة، ولا يتفق مع حقيقة أنّ الزوجين من جوهر واحد؛ وأن يعطف الفعل “بثّ” على فعل الخلق فذاك لبيان حقيقة الانتشار الإنسانيّ وتفرقه واختلافه، وأن يكون المبثوث رجالاً ونساء، فذاك تسييق للنظر في مقاصد الآية الرامية إلى تعديل العلاقة بينهما، وتصويبها بتأثير من معرفة الحقيقة التي لا تميز بينهما تميييزا في الرتبة وإن تفرّقا في الهويّة. فالبث كما يقول ابن فارس:”الباء والثاء أصلٌ واحد، وهو تفريق الشيء وإظهاره” .

أمّا لماذا تقدّم الرجال بالذكر على النساء، فهذا تقديم المُلقي على المتلقّي في آليات البث الطبيعية، وهذه ليست فضيلةً للرجل، ولا نقيصة للمرأة؛ بل هي الطبيعة كذلك، إذْ لا ينزل المطر إلا بالتقاء غمامتين إحداهما سالبة والأخرى موجبة، فأيّ الغمامتين أرقى وأعظم!!! .

وأن يفرّق بين الرجال والنساء بمفردة “كثيراً” فذاك إمعان في التفريق بين عنصري النفس الواحدة، حفاظاً على هوية الرجل مختلفةً عن هويّةِ المرأة، والعكس. أمّا لماذا تقدّم ذكر الرجال على ذكر النساء ؛ فذاك لا يمنح الرجال مرتبة متقدّمة ولا النساء مرتبةً متأخرة؛ فالواو كما مرّ معنا لا علاقة لها بالترتيب. ومع ذلك نرى أن الذي يقتضي ذلك في هذه الآية الكريمة وفي سائر القرآن الكريم، هو طبيعة اللغة العربيّة بوصفها مسكن العرب ومظهر مواقفهم الذكورية، والله جلّ وعلا يخاطب الناس بحسب تقاليدهم القولية.

مفردة “كثيراً” ليست وصفاً للرجال كما يحلو للبعض أن يفهم، بل هي وصف للمصدر المحذوف “بثّاً”، وما حذفه إلا علامةً على عدم مقصوديته، بوصفه حدثاً مطلقاً غير مقيد بزمن، في الوقت الذي ينوب فيه الوصف “كثيراً ” عنه، للدلالة على النماءالعددي ، وهو المقصود هنا. وتأخيره إلى ما بعد ذكر الرجال المبثوثين، أوْهَم بأنه وصفٌ للرجال، وهذا لا يستقيم والوظيفة الدلاليّة الملحوظة هنا؛ إذ لو تقدم “كثيرا” وقال :” بثّ منهما كثيرا رجالا ونساء” لتغيّرت الدلالة وشطّت إلى غير مقصود الآية، فيكون الغرض إذّاك تأكيد البث ونماءه عدديا، وليس هذا ما يفيد تسويغاً للتقوى المطلوبة، بل المطلوب بيان المبثوث وهم الرجال والنساء، لأن التقوى هي الاحتراز مما يغوي به التسلّط و الطغيان؛ لكون الفرق بالهوية بين الزوجين، قد يوهم بفرق في الرتبة الإنسانية.

ويؤكّد النص طلب التقوى مرّةً أخرى وذلك بإسناده أمراً مطلوباً إلى الناس المكنّى عنهم بواو الجماعة “واتقوا”؛ إلا أنه المرّةَ هذه يقع بهذا الفعل على لفظ الجلالة العلَم” الله” ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ﴾.

عندما ينبه النص الناس بأسلوب النداء، ويلقي عليهم أمراً بالتقوى، ويقع بتقواهم على ربّ الناس؛ فإننا بذلك فهِمنا أن النص يَعتمد نمطا إيعازياً/ برهانياً يرجع فيه إلى مفردةٍ تكتظّ دلالاتها للإضاءة على مقتضى الأمر بالتقوى. مفردة “رب” تشير إلى العلاقة مع المربوبين، وهي هنا، علاقة خلق وتفريع ونشر، وكلها منّة يلقيها النص على الناس ليعدّلوا سلوكهم البينيّ، إذن؛ اتقوا ربكم، تعني اتقوه باعتبار علاقته بكم، وقد ذكر المفسرون أنّ معنى اتقوا هو احذروا، وهذا المعنى لا يفيد في هذا السياق، بل هو يقدّم لنا الرب، ويقدّم لنا الله على أنّه ممتلئٌ بشهوة التعذيب والانتقام، وحاشا للرحمن أن يكون كذلك. بل معنى اتقوا ربكم، أو اتقوا الله أي اتخذوا ربكم أو الله وقاية لكم، وهذا ما عنينا به تحصين النفس من مغويات الجور. وقلنا إنّ هناك خللاً في العلاقة البينية تتنافى مع الخلق والتفريع والبث كما وردت من رب الناس. فاتقوا ربكم يعني إصلاح ذات بينكم بهذه المرجعية المعرفيّة.

أمّا اتقوا الله، فـــهي بما هي عليه من دعوة إلى تحصين النفس دلالة على أنّ علاقتكم بالله لا تستقيم وسلوككم البينيّ فيه هذا الخلل، فاتخذوا الله وقاية لكم في علاقاتكم وفي معاملاتكم. الله إلهكم بإرادتكم، أنتم اخترتم واقتنعتم، وينبغي أن تكونوا قد التزمتم بما يقتضيه خياركم وقناعتكم.

ووقوع التقوى على الرب أو على الله، فهو لاعتبارين، الأول مرتبط بالربوبية وهي علاقة الخالق بمخلوقاته، والثاني مرتبط بالإيمان. فالرب ربكم سواء آمنتم به أو لم تؤمنوا. أما الله فهو ليس إلهكم إلا إذا آمنتم بألوهيته. لذلك يطالب النصُّ الناسَ بالسلوك في علاقاتهم ومعاملاتهم ومواقفهم الضمنية والعلنية، باعتبار الربوبية، وباعتبار الألوهة. يعني أنتم مسؤولون عن الحياة المستقيمة، المؤسَّسة على قاعدة الأصل الواحد لكل بني البشر، سواء كنتم مؤمنين أو غير مؤمنين.

وتأتي مفردةُ “الأرحام” منصوبةً على الأرجح، لتعيّنَ موطن السلوك المستقيم الذي تغيَّته هذه الآيةٌ الكريمة، فعطف الأرحام على لفظ الجلالةِ؛ لتدل على أنّ تقوى الله جلّ وعلا تكون بالسلوك المستقيم مع الأرحام. فـ”اتقوا ” واقعاً على الأرحام تعني أن اتخذوا الأرحام وقايةً لكم من السقوط في الخلل والزلل المنافي للاستقامة المرجوّة في السلوك من جرّاء الإيمان بالله، وذاك منعكَسٌ جيّدٌ لتقوى الله الذي تساءلون به.

﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ ، بمنظارٍ تداولي ننظر إلى الضرورة التي استدعت التأكيد بـ:”إنّ”، لنرى أنّها في الخلل الحاصل في العلاقات الاجتماعية وبخاصة مع الأرحام، فهي لا تقف على ما تقتضيه تقوى الله، ولا تلتزم ما يمليه الإيمان بالله الذي تساءلون به، فالتأكيد هنا لإزالة الغفلة عن ربوبية الله لخلقه، وقد تمثلت هنا في العلامة “رقيباً” يقول ابن فارس: “الراء والقاف والباء أصلٌ واحدٌ مطّرد، يدلّ على انتصابٍ لمراعاةِ شيءٍ. من ذلك الرَّقِيب”

وفي اللسان”راعَيْتُ الأَمرَ: نَظَرْت إلامَ يصير” . وهذا يجعلنا نفهمُ دلالة إدخالِ “كان” هنا ؛ فهي لإثبات استمرار الرقابة على الإنسان، إذ ” تختص كان بمرادفة ” لم يزل ” كثيراً ، أي: أنها تأتي دالة على الدوام ، وإن كان الأصل فيها أن يدل على حصول ما دخلت عليه فيما مضى ، مع انقطاعه عند قوم ، ……أو سكوتها عن الانقطاع وعدمه عند آخرين” ويطرأ سؤال هنا في علّة العدول عن “لم يزل” إلى “كان” لنجدَ أنّ الأصل في “كان” هو الدلالة على حصول ما دخلت عليه فيما مضى، وليس هذا أصلاً فيما دخلت عليه “لم يزل”، والحاجة إلى إثبات الدوام سابقاً وحاضراً ومستقبلاً تقصِّرُ عن حقها “لم يزل”، وأنّ “كان” تلبي هذه الحاجة؛ فكان استخدام “كان” لإثبات الدلالة المرجوة.

وعليه، يكون التأكيد بـ”إنّ” من جهة، وماضوية “كان” من جهة ثانية، لا تطلب مجرد التصديق بالرقابة الإلهية للإنسان، بل تنكر غفلةَ الناس عن حقوق الأرحام، وهذا تعظيمٌ لفداحة الخلل في العلاقات الاجتماعية التي نبهت إليها الآيةُ الكريمةُ في مستهلّها.

اترك رد