من حريق الديار إلى غريق البحار

  

يقولون عودوا
كيف نعود ياصديقي
قبور الأهل نهشتها الغربان

والبيوت خرائب حطام …حجر وأشلاء وذكريات
كأنها ما كانت
لم يعد للندى أغصان
والصخرة التي لثمت ركبتي
تفتت
لتزاحم الأوثان
ويقولون عودوا (أهي عودة غودو) ام انتظار الى اخر الزمان!!!
نستغرب يقولون عودوا
أين هي الاوطان؟
نبحث…….
نجد غريبا مزقته الوحشة
لا مكان له
يبقى غريبا أينما كان…
مياومون نحن
في حياة الاوطان
نهرب من غريقها
نركب البحر هربا من حريق
يدهمنا صقيع الخلان……
نشتاق والشوق يحفر فينا وجعا
ينتابنا الوطن
نعود اليه بالروح والاحزان
لا حي يجمعنا
لا حارة حتى لا مخبأ فئران
حتى الطيور التي نشأت فوق اغصاننا رحلها القرف فآثرت الهرب والهجران
تدق الرؤى باب احلامنا
تنهرنا:
كيف هجرتم تلك الشطان؟
تنهشها الكوابيس تصفعها تهرب …تموت …تدفن في اللامكان
عودوا …عودوا
كيف نعود ياصديقي
بعد ان انتهينا
وصرعنا الخذلان………

اترك رد