مَنْ ذا يَرى الوَجَعَ في قَلْبِ طِفْلٍ صَغيرْ،
مَنْ ذا يَحُسُّ الجوعَ في عَيْنَيِّ فَقيرْ،
مَنْ يُجَفِّفُ دَمْعَ ذي قَلْبٍ كَسيرْ؟
مَنْ ذا يَدَعُهُ مِنَ البُكاءِ السَّعيرْ؟
مَنْ يَقْرَأُ عُيونَ الطُّفولَةْ،
مَنْ يَضُمُّ إلى صَدْرِها الزَّنْبَقَ،
مَنْ ذا يغْسِلُ قَلْبَها بالعَبيرْ؟
هِيَ الطُّفولَةُ المَقْهورَةْ.. وَما مِنْ جِهاتٍ مَسْؤولَةْ..
هِيَ لا سِواها.. قَدِ اخْتُصِرَ في خُدودِها العالَمُ،
وَجاءَ ذِكْرُها في القُرْآنِ وَالإنْجيلْ.
هِيَ الطُّفولَةُ إِنْ سَأَلَتْ.. صَرَخَتْ بِالدَّمْعِ الغَزيرْ:
سَأَمْضي عَلى وَقْعِ أَقْدامِيَ العارِيَةْ إِلى ظُلْمَةِ المَصيرْ،
وَسَتَبْقى شِفاهِيَ الظِّماءُ تَشُدُّ جِراحِيَ وَتُجيبْ:
إنِّي يا أُمّي قَدْ ضاقَتْ بَعْضُ القُلوبِ بِمُعاناتي،
وَعَمِيَتْ مِنْ بُكائي عُيونُ الضَّميرْ
فَالأَرْضُ قُصورٌ لا خَيْرَ فيها..
ساكِنوها مُلوكٌ وَالمالُ خِزَنٌ وَالدَّنانيرْ..
يَجُرّونَ أَذْيالَ الشُّرورِ عَلى هَيْئَةِ قابيلْ.
6 . 6 . 2018
***
(*) مِنْ ديوان “… أَدْراجَ الهَــوى”.