أهل الجنوب..
أهلَ الإبا والجودُ فيكم أمرعُ
ولكم على الجوزاء ثمّة موضعُ
من تحت غرّتكم شموسٌ أشرقت
والشعر والأدب الرفيع المبدعُ
وسنابك الخيل الحثيثة لا تني
رجف العدى من وقعها وتزعزعوا
أحتار كيف سأبتدي بقصيدتي
تتلعثم الكلمات .. حارَ المطلعُ
شكرًا لكم والحب يملأ مهجتي
والفخر يحدوني وقلبي يُقرعُ
إني أتيت و سيف حرفٍ في يدي
ودماء آبائي بصدري تونعُ
- حيّيتُ أهلي في الجنوب لأرتوي
- من زمزم الأرض الكريمة أشبعُ
أنا بنتكم بنت الجنوب وأهله
أهلي كرامٌ مطلقا لم يخضعوا
أنا بنت أرض قدّمت شهداءها
نُجُما على نُجُم الثريا تسطع
وترابها عطر المروءة والنقا
مهما جرى فوق الثرى لا نركع
ولئن تهدّمت البيوت تراصفت
أحجارها وشيوخها والرضّعُ
وتشكّلت منها الجسور لأننا
نحن الألى نحو العلى نتطلّعُ
درب الفخار تعبّدت بدمائنا
شهدت بطولتنا الجهات الأربع
وتجرّع الأعداء كأس هزيمة
فتقهقروا وتفرّقوا وتوزّعوا
دُحروا على أعقابهم فتمزّقوا
رتقوا التمزق في الوجوه ورقّعوا
وتلقّنوا الدرس العظيم على المدى
أرض الجنوب سماؤها لا تصفعُ
وتعلّموا أنّا الألى لا ننكفي
لا نرتضي لا ننحني لا نخضع
لسنا نهاب الموت مهما استفحلوا
لو مات منّا واحدٌ يتفرّعُ
يا من تحاول أن تمسّ حدودنا
فاسمع لحاك الله إن لا تسمعُ
نحن الجبال الراسيات بأرضنا
أتُزحزحُ الجبل الأشمَّ الإصبعُ؟!
نحن الأسود فهل نهاب طنينكم ؟
أيخيف آساد الجبال الخوتع؟
هيا اذهبوا من حيث جئتم ..أنصتوا
من أين جئتم؟ أصلكم مستنقعُ
هذي البلاد تكونت من قبلكم
عودوا إلى أجحاركم وتقوقعوا
لا لن تنال قرودُكم من أرضنا
مثقال خردلة وخردلة فعوا
إنّ الكرامة محضُ طبعٍ راسخٍ
وجذورها في أرضنا لا تُقلعُ..
