أجنحة الخيال

(سنوات الغربة في نيويورك، وأواخر الحرب في لبنان)

أيُّ حلمٍ راودَ فصولَكِ
يا أرضَ الألم والعنفوان
فنذرتِ الفداء
عبرتِ اللهب
طوَّعتِ الزمان…
سلامٌ لرجالك،
سلامٌ لنسائك،
سلامٌ لأطفالك والشيوخ،
والمجدُ للشهداء…
***
متى لناي الحزن أن يغيّر نغمته،
للفجر أن يبدِّد شحوب السهر،
وللساحات أن تئنَّ
مِن وقْعِ أقدام المبتهجين…
للذين صبروا،
للذين خافوا،
للذين فُجعوا،
للذين صلّوا،
للذين نزفوا،
للذين قاتلوا،
وللذين ماتوا لأنهم لم يموتوا،
أكاليلُ الغار والنياشين،
والسلالُ العامرة بالثمر.
***
أرضَ القمح والزيتون،
أتخيَّلكِ تحضنين أمواج الرقص،
أتخيَّلكِ تنتشين مع انتشاء الصدور،
أتخيَّل اتساع فضائكِ لعواصف الفرح،
أتخيَّل صمتَ الأرز الناطق بحكايا الدهور،
أتخيَّل أنوار الليل
وعيوناً هجرت النعاس
إلى مهرجان لا ينتهي…
أتخيَّل الأطفال أفواجاً لغدٍ ملآن،
وصوتاً شاسعاً لأجمل نشيد…
أتخيَّل السواعد والجباه والهامات،
قاماتٍ يقول شموخُها كلَّ شيء…
أكاد أرى،
أكاد أسمع،
أكاد أهتف،
ولكن بيني وبينكِ جبالٌ وصحارٍ ووديان،
بيني وبينك امتدادُ الشوق ومجدُ الزمان،
كيف أمضي إليكِ
وجناحي شررٌ من خيال؟
دماؤكِ التي سُكبت
صبغت روحي،
الشظايا التي ضاعت
طاولت قدري،
الصرخة التي كُتمت
تناهت إلى صمتي…
متى عرسُك يغمر قلبي
ويُشرع بابي لشمس الرجاء؟
*****

اترك رد