في الحبّ (رسائل مهرَّبة) 9

      

يا أنتِ!

هل تتصوّرين أنّ حبّي لكِ ينمو ويسمو، على صمتك التّامّ، المطلَق!؟

تكونين مُخطئة!

لا ينمو الحبّ إلّا عبر الحوار، خطّيًّا كان، أم شفهيًّا.

ذلك أنّه يفتح القلوب، يُلقِّح الأفكار، يُقيمُ الانسِجامَ بين الأرواح، ما يَرقى بالكائنَين، ويُرضي الخالق. هكذا تبدأ طريقُ السّماء!

فإذا انفتحت القلوبُ على بعضها، انتشر جوٌّ من الصّراحة، ما يُريحُ ويُسكِن ويُطمئن. فالصّراحة جذّابة تُدخِلُ الثقةَ إلى النّفس، ألواثق قويّ يرتاح ويدخل قلبَ محاوِرِه، فينقل الثِّقةَ إليه، يسعدان معًا ومعًا يسكنان، يطمئنان، يُقيمان في الفرح، يرتقيان إلى السّعادة.

وإذا تلاقحتِ الأفكارُ اغتنت، فبات الواحدُ الفَردُ كَثرةً، وحصل تفاهم أكثر شُمولًا، وأعمق أبعادًا، وأغنى تنوُّعًا؛ حينئذٍ ينفتح الواحدُ على الآخر، مايؤدّي إلى عذوبة عيش، ورقّة حياة، فيسمو الواحدُ بالآخر، وتجمل الحياة.

وإذا ما تمّ الانسجامُ، كاملًا، بين كائنَين يعشقُ واحدُهما الآخر، تفاهما على كل أمر، فنضرت حياتُهما، وتألّقت، وشَفّت!

هل أدركتِ إلى أين قد نصل إذا بقيتِ نائيةً، وصامتة؟ ينتج، عن ذلك، ولا شَكّ، الإهمالُ الرّذيل، ولا ينتهي إلّا بموت الواحد بالنّسبة إلى شريك الحوار! هل هذا ما ترجين!؟

تَصَرّفي، إذًا!

ألجمعة 20- 2-  2015

اترك رد