ركام وقيامة
(سنوات الغربة في نيويورك، وأواخر الحرب في لبنان)
تنبعثين من الألم حلماً
لن تَطالَـهُ يدٌ،
لن يبدِّدَهُ فجر،
أتوق إليه بعينين
تبحران في ضوء الدموع…
***
تدحرين الموت بالموت،
أرضُ الملاذ أنت وأنا ضائعتُكِ،
بأشجارك أستغيث،
بأشواك مراعيكِ،
فكّي عني قيدَ الألم،
فعندي موتٌ كثير…
***
من منفاي أرى
أرزاً يدفع المارد بأغصانه
عذارى يحرقن الألم بخوراً
لعودة الغائبين…
أُبصرُ شعباً مقيماً في صوتي…
أرى الركام والذكريات
تلالاً من البلّور واللآلئ…
ألمحُ الريح تُـحوِّل دموع الباكين
نجوماً تتمرأى في الأنهار…
أتأملُ وطناً ينبع من شهدائه…
***
أرضُ الحب أنتِ وأنا موعودَتُكِ،
لي في هوائك أنفاس،
لي على جسورك خطى،
لي في حقولك عشبٌ وتراب،
لي من حكاياتك حكاية،
فهل لأمطارك أن تغسلني
من هذا الاغتراب؟
***
ناري ونوري أنتِ وأنا حالِمَتُكِ،
أجيءُ في الحلم إليكِ،
مثقلةً بذنْب البعاد،
شوَّهَتْ يديَّ حرائقُك،
أطفأت عينيَّ الفجائع…
أيةُ هدية تمحو عذابَكِ؟
أيُّ ثمينٍ يضاهي تاجَكِ؟
أيُّ نادرٍ يجد غبطتَكِ؟
أيُّ نفيسٍ يليقُ بحبّات رملِكِ؟
***
على بابِكِ أُلقي التعبَ والجرحَ والحنين،
أَنضمُّ إلى مواكب الفرح الحزين،
أُرنِّـمُ مع المرنِّـمين،
وفي العشيات أُنصت إلى هدير القيامة.
***
أرضُ البذل أنتِ وأنا مبهورتُكِ،
لأن نصرك قدَرٌ وإرادة،
لأنه أمثولةٌ وميراث،
لك، قوساً لقيامتك،
أبجدياتُ المجد
وقبَّةُ السماء.
******
مرتبط