أمامَ رَسْمِكِ تَوَقّفَ القَلَمُ
وَخارَ الحِبْرُ … مُغْشِياً عَلَيهِ !
وأنا بَعْدَ كُلّ رَسْمَةٍ …
أعيدُ تَفاصيلَ الألْوانِ كَلِماتٍ !
هِبي قَلَمي ……. بَعْضاً مِنَ الحِبْرِ
لِيَبوحَ بأِسْرارِ عَيْنيَْكِ، بسِحْرِ النَظَراتِ
لِلْصَباحِ أغْنِيَتُهُ …
ابْتِسامَتُكِ الذائِبَةُ على شِفاهِ القَلَمِ
ليسْتَفيقَ مِنْ سُباتِهِ وَيُراقِصَ النَغَمْ
يا عُصْفورَةً تَطيرُ …
في القُلوبِ صَوْتُها … نَبَضاتْ
يا روحاً سامِيَةً …
تُعيد لِلأَرزِ شُموخَهُ وَلِلْوَطَنِ أصداءَهُ
تَبْذُرينَ القَمْحَ في مُدُنِ الإغْتِرابِ
لتَحْصُدَهُ المَناجِلُ سَنابِلَ نَدِيّةً
يا لَحْنَ الأنوثَةِ
والبُحّةِ … الخَجولَةِ
تُلْبِسُ الصَمْتَ فَساتينَ الدَهْشَةِ
دَعيني أحَبّرُكِ
طيبَ … حُروفٍ
أكَحّلُ … أهْدابَ اللّيلِ
يا قَمَراً …. أنْجَبَتْهُ السَماءُ
كيفَ أدخُلُ عالَمَكِ ؟
كُلّما اقْتَرَبْتُ مِنْكِ…
نادَيْتُ أقْلامي وألْواني …
وَقَفَتْ عاجِزَةً …
أمامَ تِلْكَ البَساطَةِ المُعَقّدَةِ
كلّما حاوَلْتُ سَبْرَ أغْوارِها
تعَثّرْتُ بِشَجَرَةِ أرْزٍ
أوْ مَوْجَةِ بَحْرٍ راكِضَةٍ
تَنْحَني الشَواهِقُ … لِهَيْبَتِها
افْتَحي نَوافِذَ القَلْبِ
ضَمّدي جِراحَ الوَطَنْ
أكْتُبي …أنْثُري رَذاذَ العِطْرِ
مِنْ رَحيقِ شَفَتَيْكِ
فأنتِ الصَوْتُ الصارِخُ
في بَراري الوُجْدِ
أنْتِ الأصْداءُ
في كُلّ المَداراتِ.
****
(*) ألقيت لمناسبة توقيع كتاب “اصداء” للإعلامية نادين صموئيل شلهوب على خشبة مسرج المجمّع الثقافي- الرباضي (الشياح- الشفروليه)، الأربعاء 18 أبريل 2018.