… ولم تُشيري! فهل تفعلين؟
ألَم تقطف شفتاكِ والقلب، ما نزف من أوجاعي، وتبدّى من أحوال الوِجدان، وتلألأ من خصوصيّات الذّات؟ هل عبَثًا، أبُثُّكِ هذا البَوحَ الحميم؟ يا ألله! لمَ تفعل بي هذا، فتجعل منّي أقصوصةً بلا حياة، وجرسًا بلا رنين، وزهرًا من دون عطور…
سُبْحانَك، أللهمّ! تهدي مَن تشاء، وترفع مَن تَشاء، وبين هذا وذاك، تفتح وشاحَك فوق الجميع، تُلقي بظلّك فوق الجميع، لا تُمَيّز بين الجميع! لَكَم أنتَ ظاِلمٌ مُعانِد! كيف لا تفرقُ بين إنسانٍ وإنسان، بين عاشقٍ وبَليد، بين حارٍّ وبارد، بين صادقٍ ومُدّعٍ، بين أصيلٍ ومُقَلِّد… لا تعرف؟ فكيف أنّك اللهُ الفاهمُ كلَّ شيء، العارفُ كلَّ شيء!؟ لا تريد؟ فكيف أنك اللهُ، العادِلُ، الشفيقُ!؟ لا تهتمّ؟ فكيف تكافىء، إذًا، وكيف تُعاقب!؟ وأنت الأوصيت: “ما وصيّةٌ أعظمُ من هذه: أن يُحِبَ بعضُكم بعضًا…”!
وحيدتي!
أشيري! أشيري! وإلّا تصرّفتُ! وإلّا غرقتُ في أوحال الظِّلال الطّينيّة، فما استطعتُ الخلاصَ منها! أتُوافقين!؟
أشيري! وإلّا سقطتُ في خطيئة عُظمى: أن أحِبَّكِ كلَ يومٍ مقدارَ سابقِه! وهذا تقصيرٌ غيرُ مقبولٍ، ولا يجوز…
أشيري! تنازلي وأشيري!
(ألأحد 15- 2- 2015)