حديثُ الكَرْمِ للخابِيَة..!

    

ما بالُها أميرةُ العُناقيدِ … حارِسَةُ الكَرْمِ…ناطورةُ الأَقبيَةِ..عَدّادَةُ الخوابي .. مُلْهِمَة الخَمّاراتِ … ما بالُها صافِنَةٌ واجِمَة…؟!

ما خَطْبُها شفيعةُ الخَمَّارينَ.. و ذَوَّاقَةِ المُعَتَّقاتِ… ؟؟

ما بها حافِظَةُ الأجَاجِينَ.. عَذْراءُ الكُهوفِ..!!؟؟

مَنْ أَوْحى لها أنْ تَخْرجُ ، تَقْطفُ العناقيدَ…تُفَرِّدُالغُصونَ..تُلَمْلِمُ الوَرَقَ..تُداري الدالياتِ… تَطْمُرُ الجَرَذوناتِ.. تُخَبِّئُ الزَبيباتِ من دَرْبِ الزراقِطِ ودبابيرِ الكروم…؟

ما بالُها ، إلَهَةُ العِنَبِ، متى إخْتَمَرَ العَصيرُ…لَبِسَتْ ما يليقُ بالمقامِ ، وأقامَتْ وَليمَةَ خَمْرٍ( مَشْرَبَةٌ مشَاعٌ) مَفْتوحَةً، لِلَّذينَ يَصْغونَ لِرَنَّةِ الكأسِ، و يَفْقَهونَ سِرَّ الرَشْفَةِ وآخرِ ثُمالةٍ..

طوبى لها السيِّدَةُ المُلْهِمَةُ تَفْرشُ مائدَةَ العيدِ، وكلُّ لياليها ، وكُلُّ نهاراتِها عِيدُ ..وَليمَةٌ ،طبَقُها زَبيبٌ، شَرابُها نَبيذٌ، فاكِهَتُها عِنَبٌ، حُلْوُها دِبْسٌ..!

ما بالُها رَبّةُ النَشْوَةِ، تُحَلِّلُ اللَّذَاتِ…تُشَرِّعُ على البارِدِ… تُثَلِّثُ العَرَقَ ..تُخَمِّرُ النبيذَ ، تُعَتَّقُهُ ..تَدْفُنُهُ في الأقبيَةِ ، تُخَبِئُهُ لـيَوْمِ القِيامَةِ ثَواباً ، و تُقَرِّبُهُ قرابينَ عَنِ أَرْواحِ النشامى ،و تُقيمُهُ ذِكرىً لِلذَوَّاقَةِ والشعراء ِ الصَعَاليكِ..!؟؟

ما بالُها أَميرَةُ الكرومِ تَخْرُجُ عاريَةً تُسابِقُ الشَمْسَ مُلْتَحِفَةً بوَرَقِ الجَفَنِ ، تًمُدُّ أَنامِلَها بِرِفْقٍ ، تُداعِبُ براعِمَ الكَرْمَةِ… تَخْجَلُ الحُصْرُماتُ منَ أُمِّها العَناقيد ، تَعْتَذِرُ منَ مواسِمِ القِطافِ والجَنى ، تَسْتَحِيَ منَ الخابياتِ…تَصومُ عَنِ الإِثمارِ..!؟؟… فلا خَمْريِّاتَ ..لا مجالِسَ شرابٍ…لا جواري….لا راقصاتٍ .. لا مقاصِفَ جمالٍ ..لا دواوينَ شُعورٍ ….لا مُحَرَّماتٍ لَذَّةً .. لا أطايِِبَ جَمالٍ..لا زَفَرَ ، لا دَسَم …فلا حياة….!؟؟!!

أَيُّ مَعنىً للسْهلِ مِنْ دونِ كُروم.؟؟

ولِماذا تكونُ المواسِمُ ، إذْ لَيْسَ قِطافٌ ، و لا عَصْرٌ ، و لا تَثْلِيثٌ و لا تَخْميرٌ و لا شُرْبٌ ولا سِكْرٌ و لا زَهْوٌ و لا رَقْصٌ ولا شعائِرَ ولا أهازيج ….!؟..بَلْ صَلاةٌ منْ عُمْقِيّاتِ القلبِ أَنْ يُكاثِرَ الرَّبُ مواسِمَ العِنَبِ لِيَزْدادَ ( المُؤمنونَ ) وتَكْبُرَ الرَعِيَّةُ ، وينكَسِرَ صَوْلَجانُ السُلْطانِ ، مُحْتَكِرِ الخَمْرِ ، و زَعيمِ الخَمَّارينَ…وَ نُعْلِنُ قيامَ (جُمْهورِيَّةِ السلامِ ) …و يَكُونُ النَبيذُ (شَرَابَ الدَوْلةِ الرَسْمي ) ، و شِعارَ الحكومةِ والبرلمانِ والمُعارَضةِ والمُوالاةِ وَ كُلِّ الَّذِينَ يَشْرَبونَ والذينَ لا يَشْربونَ…. ويَسْكَرونَ ولا يسْكرون.؟؟!!؟؟

( نيسان ٢٠١٨)

اترك رد