جمعية لقاء العمرين تكرّم الفرزلي وكلمات تنوه بعطائه وحنكته وحبه لوطنه وكونه من رجالات السياسة في لبنان

كرمت “جمعية لقاء العمرين” في جامعة الحكمة، نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي، في حضور وزير العدل سليم جريصاتي ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، النائب اميل رحمة ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب حكمت ديب ممثلا رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل، إيلي الزوقي ممثلا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، النائب نعمة الله ابي نصر، النائب ناجي غاريوس، ممثل قائد الجيش العقيد الركن جورج موسى، الوزير السابق مروان شربل، ربيع حاتم ممثلا الوزير السابق وديع الخازن، العميد جوزاف تومية ممثلا المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، العقيد بيار براك ممثلا المدير العام لامن الدولة اللواء انطوان صليبا، محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، النقباء السابقين أمل حداد وأنطونيو الهاشم ورئيس الرابطة المارونية النقيب انطوان قليموس، وعدد من الشخصيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفاعليات ثقافية وأصدقاء.

الشدياق

استهل الحفل بالنشيد الوطني، فتعريف من الزميل مفيد سرحال، ألقى بعدها نقيب المحامين في بيروت المحامي اندره الشدياق كلمة، قال فيها: “إختار الاستاذ ايلي في بداية المشوار الطب الذي درسه لسنة واحدة، ثم مال عنه إستجابة لما ظل يخالجه من حلم نيل الاجازة في الحقوق، ولما حصلها انتسب الى نقابة المحامين في بيروت. ترسل مهنة الرسالة في وطن الرسالة على حد ما عبر عنه في ما بعد أصدق تعبير قداسة الحبر الاعظم يوحنا بولس الثاني، وأصبح فارسا من فوارسها الابطال، تآزرت ألمعيته فيها مع قدرته الفائقة على تشخيص خبايا ملفاتها كطبيب ينهل من مهارته ليزرع الشفاء في جسم عليل، فجمع في حاضره ماضي كل من جده ووالده”.

وتوجه الى الفرزلي بالقول: “في الندوة البرلمانية، استلهمت العبر، من اساتذة مدرسة الحقوق الرومانية المنحوتة تعاليمهم على جدرانها المهدمة على مقربة من ساحة النجمة، فتوحدت كمحام وعلى مدى ولايات نيابية ثلاث، بحكم الانتخاب وليس بقوة التمديد، مع قضيتك الاولى، قضية الشعب اللبناني بأسره، فمضيت عنيدا دوما الى الحق، قاطعا كسيف، وغاضبا كثائر، لتجسد بأبلغ مدى المدلول الفعلي للمادة 27 من الدستور التي فيها وعبرها يتجلى دور نائب الامة، نائب الامة جمعاء. ما مللت في المجلس النيابي، عن ضخ مواطنيك بالقيم الوطنية والمواقف الرشيدة، نائبا غزير العطاء، ونائب رئيس محنكا، وفقيه لغة وقانون، تبرع بالكياسة والسياسة وتلمع بالقول والتلميح، فكنت كلما وجدت شعبك شتيتا مهملا متروكا هائما ضائعا خائفا، تشده بإيمان الى صيرورته الخلاصية المحتومة بالوحدة، وترنم له أناشيد العزة والاباء والرجاء. ولم تنس نقابتك لا في الهيئة العامة لمجلس النواب ولا في اللجان النيابية، فدافعت بضراوة وشراسة كعادتك عن النصوص والاحكام التي تصون مجدها وهيبتها لتبقى متألقة يفخر المحامون بالانتساب اليها”.

وتابع: “يا حضرة الزميل الناجي من محاولات اغتيال ثلاث، احداها تحت قبة يعلوها صليب في دير من اديرة زحلة، العروسة الازلية، المدينة التي أحببت وفيها نشأت وترعرعت، لقد كرست نفسك لخدمة لبنانك الذي آمنت بمشرقيته بعزم معروف عنك لا يلين، وبت سندا وعضدا لخلاصه من خلال نظرتك بوجوب ارتقائه من تعاليم المسيحية والاسلام ومواثيق الحريات العامة وحقوق الانسان نحو مفاهيم عليا يشيد عليها، وتتبلور في ابراز تراث ديني وطني استراتيجي انساني موحد وموحد”.

وختم: “انت تبصر الواقعة، تنقشع امامك فورا الرؤية كنور مشع، تكشف خفاياها، تحللها مميزا بين حسنها وسيئها، تتمايل على لسانك الكلمات بدائع مرصعة، مقضوضة من عقل ومصبوبة من وجدان، ومن فرط احترامك للآخر اخيك الانسان، تروح تشرح مغازيها وتشرح ابعادها، ساكبا الحجة على شروحاتك، مستدركا سلفا ما قد يدلى بوجهك بخصوصها، لتفند إربا اسانيد حجة معاكسة قد ترشق بها. لو قيض لمؤلفي القواميس والمعاجم ان يبلوروا تعريفا حديثا للذكاء، لما ترددوا في الاشارة الى انك احد مخترعيه. في اسبوع القيامة المجيدة، ما من احد الا ويستذكر آلام وعذابات السيد الفادي ابن ستنا مريم بنت عمران، سيدنا يسوع المسيح الذي يحضرنا ما كتبه عنه نبي لبنان، جبران خليل جبران في مؤلفه “العواصف” فقال: “لم يجىء يسوع ليعلم الناس بناء الكنائس الشاهقة والمعابد الضخمة في جوار الاكواخ الحقيرة والمنازل الباردة المظلمة، بل جاء ليجعل قلب الانسان هيكلا ونفسه مذبحا وعقله كاهنا”.

مبارك

وألقى رئيس جامعة الحكمة السابق ورئيس جمعية لقاء العمرين الاب كميل مبارك كلمة قال فيها: “يسألنا البعض لماذا ايلي الفرزلي، فنجيبهم يا دولة الرئيس بقناعة العقل ورضى القلب: لأن ضميرك سريرك، وعقلك اميرك، وحب الناس نصيرك، وخير الناس عشيرك، ووحده الله كبيرك. ولأنك لم تستر وجهك بالقناع كما فعل كثيرون، حتى انهم حين نزعوا القناع لم يعرفوا انفسهم. ولأنك تؤمن بأن في معركة الميول والاهواء، الاستسلام لا يعني السلامة. ولأن قلبك مفعم بالايمان وبحب الوطن، ولأنك سخرت علاقاتك مع المتنفذين من اجل نصرة المظلومين، ولأنك تعجب وتستغرب كيف ان الاديان التي تدعو الى السلام والرحمة والمحبة، تغدو سببا للقتال والظلم والكراهية، ولأنك تعرف أن أصعب من ارتقاء المناصب، ان تبقى فيها كما كنت، حين لم تكن المناصب، ولأنك مقتنع ان من كان سريره من ذهب، ليس بالضرورة ان يحلم احلام الملوك، ولأنك تعرف ان أطول من عمر الانسان سمعته، واقصر منه قدرته، وادنى اليه ميتته، ولأنك اعتبرت المواقف الخطيرة كالدواء المركب، يجب ان يخض قبل الاستعمال، ولأنك تؤمن بأن الحقيقة كفن يحمله قائلها، وعلى الرغم من ذلك التزمت بها قولا وسلوكا لاجل كل هذا نقول: انك لمستحق، آكسيوس آكسيوس”.

سلامة

أما المحامي رشاد سلامة فقال فيها: “تلبيتي الدعوة، للمشاركة، متكلما في هذا الاحتفال التكريمي، هي عندي، شرف أولاني اعتلاء المنبر الراقي لهذا الصرح الجامعي الذي أرسى قواعده كوكبة من أهل الطموحات، أصحاب المروءات وحماة المعرفة ومريديها، وقد عنيت رجالات استعاروا من أرز لبنان، طبعه بالرسوخ وبالشموخ، فارتفع بفضلهم البنيان، صلبا صلابة القلاع”.

أضاف: “تلك هي خصوصية جامعة الحكمة. ولهذه الخصوصية، أرفع التحية لجميع مستحقيها، لاولئك الذين تعهدوها بالرعاية، والذين تعاقبوا على رئاستها، وتولوا مسؤولية ادارتها لعمداء فروعها ولطاقم اساتذتها الجامعيين”.

وتابع: “دعوتك هكذا، ليس للتباهي بقربي منك وهذا الواقع، هو بلا ريب مدعاة للتباهي، بل لكي ابدأ بأبهى صفائك، وأحبها اليك واغلاها واعلاها. ذلك ان للصداقة عندك حرمة محصنة باستقامة خلقك ، مزينة بالود والوفاء والصدق والاخلاص وسائر الفضائل المثلى التي بتنا نفتقدها اليوم كثيرا، بسبب رداءة خلق هذا الزمان. فأنت اذا صادقت، صدقت. واذا عاهدت، صنت عهدك. ولعلك تفتديه حتى ولو أوجعك لان الصداقات تحل عندك بمنزلة الامانات، فلا ترهن لظرف، ولا يطيحها تبدل الاهواء. ولان الصداقة قيمة اخلاقية، فأنت تظل ثابتا فيها، ثباتك في موقع القيم، يقينا منك ان الصداقة لا تكون شيئا طارئا من طوارىء الامزجة، بل هي نتيجة لنسيج متقن، لعله يبدأ بخيوط من حرير، ولكنه يتطور ثم يستمر بقوة سحرية، دافئة ومقاومة لصقيع التباعد وجفاء المسافات”.

وختم: “لم أنس، في غمرة كلامي، على بعض خصائصك، انك من كبار رجالات السياسة في لبنان، تخوض غمارها، بطبعك، وخيارك وهواك، ولا عجب لان السياسة اصلا سمة عائلية للسلالة الكريمة التي منها تحدرت حتى لتصبح السياسة قدرك الذي لو لم تدركه بخيارك لأدركك. الكلام على تجربتك المديدة في عالم السياسة، هو كلام يطول. ففي خزان تجربتك، أحداث من المؤكد انها تركت بصماتها في تاريخ لبنان، ماضيه وحاضره، وتلك الصلة السببية، بين حاضره ومستقبله. وفي جعبتك، من تلك التجربة مجموعة من الاسرار التي تراوح بين المأساة، والملهاة، بين الجدي منها والمهزلة. وقد عشتها بعمق، فخفت على لبنان من بعضها وسخرت بدورك من بعضها الآخر”.

وفي الختام، قدمت درع تكريمية للفرزلي، الذي شكر الحضور واللقاء لتكريمه، وألقى قصيدة شعرية للمناسبة.

اترك رد