إِنَّني عبدُ شمس

   
هَيَّا ادْخُلِيني وَاقْطُفِيْ أَثْمَارِي! * وتذوَّقي وتنفسي أشجارِي!
لكِ تِيْنَتِيْ أَوْرَاقُهــا مُلْتاعَــةٌ * لِتَلفَّ عَنْكِ الليـــلَ بالأسْــرارِ

لكِ كَرْمَتِي تعلو سَماَءَ عَرِيشتي* تُضفي الحنُوَّ على ظِلالِ الدّارِ
ما فاحَ منكِ نَدَىً شَذِيٌّ ذُقْتُهُ ***إ لا وذَكَّرنـي شَذَى أزهــــارِي
فِلْتَنْشقي مِنّي القَرَنْفُلَ في الضُّحَى*أو فانْشَقِي النَّسْرينَ في الأسْحَارِ
وإذا بشهرِ شُباطَ فاتَكِ نَرْجِسي*** فَلْتَطْلبي الجُـــوريَّ فـي أيّـــارِ
وعلى رُبَى تَمُّوزَ كوني قِمّةً***ذاتَ اشتهــــاءٍ قبلَ أنْ تَنْهَاـــرِي
وترنَّمِي مثلَ اليَمَامَةِ غُدوةً**بصَدَى يرا عـــةِ* عازفٍ أَشْعارِي
أنتِ البريئةُ من دَمِي وَلَرُبَّمَا***أنتِ اتَّكَأتِ لِتَكْسِريْ مِــزْمارِي
ولقد تَوَسَّلَتِ اليَمـامَــةُ مَـــرّةً***كَيْما تظلِّــي مثلَهــا بِجِـــوارِي
ما كانَ منكِ سوى ابتسامٍ ساخِرٍ***منّي فحَطَّمَ عِزّتي وَوَقــارِي
وأرَى جمالَكِ هاجمـًا ومُهَدِّدًا * كهجـــومِ جبّــارٍ علـى جبّـَـارِ
ولقد ثَبَتُّ كَمَا أريدُ بموقعي***وَحميتُ ظهـــري سانِدًا بجـــدارِ
يا من قَصَفْتِ دمي برمشٍ ساحرٍ*دَمَّرْتِ بي تَوْقي إلى الأسْحارِ
وَأَرَى جبينَكِ مُقْمـراً إشـراقُـهُ***فَيَصُدُّنـي نظــري عن الأقماـرِ
لا كنتُ أن لم أسترحْ من رحلتي*وأظلّ نَحْوَكِ قاصداً مِشْـوارِي
لكنْ أخافُكِ فـي غرورِكِ إنّـهُ***طـــاغٍ وقد يدعو إلـــى إِنْكارِي
وأنا إذا ما رُحْتُ أُغْرِقُ زورقي*وَقَعَدْتُ من رَهَبٍ عن الإِبْحــارِ
فَلْتَعْذِرينـي رُبَّ ذَنْبٍ جئتُــهُ * فغَدَا يوبِّخُنـي علــى الأَعْـــذَارِ
لكنّني والوَجْدُ باتَ مُسامِـــرًا***ليلـــي وأغنانـــي عــن السُّمّــارِ
لا أسْتَقِرُّ ولا تكونُ لذاذةٌ***فــي عمقِ ذاتــــي أو يقــرُّ قَــرَارِي
إلا إذا وافــى خيالُكِ إنّهُ***سُؤلـــي وغايـــــةُ مُرْتجَــى أفكاري
أوْ لا فهاتي من لُغَاكِ قصيدةً**تشدو وأَعْزفُهــــا علـــى قيثــارِي
مَلأتْ قصائدُكِ الحِسَانُ دفاتري**وأظلُّ ليلــــي مُنْشِداً ونهــارِي
لا تعجبي والشّمْسُ أنتِ وإنني*عَبّاـــدُ شَمْسٍ حيثُ دُرْتِ دَوَارِي

اترك رد