إنتخابات..العصر ..!

من عتيقِ الخوابي .. وحكايات الأيّام…!

      

حَدَّثنا العمُّ (#حاتِم_الكلّاسي) قال:

إذا كانتِ الحياةُ مدرَسَة، فإنَّ تجارِيبَها هي أكاديميَّةٌ مفتوحةٌ ، نَتعلَّمُ منها و نُعَلِّمُ ، للإتِّعاظِ وفَهْمِ منِطِقِ الدُنيا وأحْوالِها…!

خَبَّرنا (ابو إميل) ، أَنَّ عِلْمَ الفِلاحَةِ والزراعةِ ودرايةِ المنتوجاتِ ورعاية المحاصيل والعنايةِ بالغِلال ، هو تخصُّصٌ كاملُ الشروطِ والمواصفاتِ ، لا يُحَصِّلْهُ الْمَرْءُ إِلَّا بالمَراسِ و التجْرُبةِ و طولِ البال…

خَبَّرَنا ، حَضَنَهُ الله،أنَّ إِحْترامَ الأَرْضِ هو مِنْ أساسيّاتِ الوَلاءِ للتُرابِ والإِلتزامِ بالقِيَمِ وفَخْرِ الإنتِماءِ الى الْوَطَن..” وهلْ من وطنٍ بلا أرضٍ…أَوْ أرضٍ بلا تُراب ؟؟”..

كان يَطيبُ ( لحكيمِ الفتوحِ ) أَنْ يَنْقلَ فلسَفاتِه اليوميِّةَ و يُبَسِّطَها لِلْناسِ ويُقَدِّمها لهم على طَبَقٍ قَشٍ مُلَوَّنٍ مُزَرْكَشٍ مَشغولٍ بِفَنٍ جَماليٍّ ، قاصِداً نقلَ أخبارِ السَلفِ العِتاقِ الى الجيلِ الجديدِ ، حُبَّاً مِنهُ بأَنْ تَكونَ الحكايا جِسْراً يَعْبرُ عَلَيْهِ الخَلَفُ الى السَلَفِ…بِخِفَّةِ دَمٍّ ولَطيفِ كلام..!

وَمِنْ دَفْتَرِ أيّامِ العمّ ( حاتِم )

:نَقرأ حِكْمَتَيْن :

١-الحِكْمَةُ الأولى؛

{ كِتْرِة الْوَاجِب بتْقَلِّلْ القيمة}!

ومعناها :أَنَّ الإكثارَ منَ القيامِ بالواجباتِ، أَكانَتْ بِمَحَلِّها أو بِغَيْرِ مَحَلٌِها…فإنّها تُقَلِّلُ مَنْ قِيمَةَ ومقامِ الشخصِ ألذي يَعْتَقدُ عَنْ طيبةِ قلب ، أَنَّهُ مُتواضِعٌ وعارِفٌ بالأُصولِ ويحترِمُ الناسَ..!

ويُصِرٌُ العمّ ( حاتِم ) ، في شرْحِ تعاليمِهِ.. أنَّ لا خوفَ على كرامةِ النَّاسِ مع أبناءِ الأَصْلِ والفَصْل، في القيام بالواجِب، بَلْ مع حديثي السُلْطةِ الَّذِينَ يَسْكرونَ مِنْ زَبيبِ العِنَبِ لا منْ عَصْرَةِ العنقود..!!

٢- الحِكْمَةُ الثانِية ؛

أنَّ المُزارِعَ الجيِّدَ ، هو الذي يُتْقِنُ فَنَّ إدارةِ الْوَقْتِ وإختيار اللّحظةِ الأنسَبِ ، لُتنْفيذِ أربعةِ شروطٍ في معرفةِ أُصولِ الفلاحة :

أ-أن يختارَ البِذارَ الأَجْود والمُأَصَّلَ..!

ب-أن يعرفَ أوانَ الفلاحةِ ومتى يزرع ؟ وكيف يَُوزِّعُ بِذارَ القمحِ بالتساوي بينَ الثلوم..!

ج-أنْ يعرفَ كيفَ يحني ظَهْرَهُ للحصاد، بحَيْثُ لا تهربُ مِنْ مِنْجَلِهِ سنبلَةٌ..!

د-وهوَ متى حَصَدَ القَمْحَ و(درَسَهُ )وكوَّمَهُ تِلالاً على البيدَرِ… عَلَيْهِ أنْ ينتظِرَ آخرَ لَحْظةٍ ليعْرِفَ أينَ يقِفُ للتذْرِيَة …فلا يُحاربُ الريحَ ، و لا يعاكِسُ مَجْرى الهَواءِ، وإلّا …أَعْمَتْهُ الغُبارُ وضاعَتِ المحاصيلُ..!

والمغزى منْ هذا الكلام ، أنّ على الإنسانِ ألّا يَسْتَعْجِلَ الأمورَ ولا يُسابِقَ الزَمَنَ ، بَلْ أنْ يَتَحَيَّنَ الْوَقْت الأنْسبَ للتعاملِ مَعَ الأحداثِ والأَزَماتِ .. وأنْ ينتَظِرَ (آخِرَ لَحظةٍ) حتى يعرفَ : كيفَ يقِف على البيَادرِ؟ وأينَ يُوَجِّهَ مِذْراتَهُ ؟ وكيفَ يواجِهُ الريحَ و يُديرُ ظهْرَهُ للهواء ، حتى يَسْلُمَ الحصادُ وتكونُ الغِلالُ وفيرَةً..!

إِنَّ إدارةَ الوَقْتِ فَنٌ…لا يُتْقّنَهُ إِلَّا المُجَرَّبونَ منَ الأيام..! وَنَحْنُ نُسَمِّيهم ” فلاسفة الأَرْضِ “..!

اترك رد