من يشق جدار الحزن؟

     
عالم مطوق بالحزن (افرادا وجماعات) تشعر بالحزن متسلل الى اعماقه حتى وهو في قمة عبثيته ورقصه ومرحه حالما تفتر عيونه من ضحكة او مرح ترتسم معالم الحزن وتتسارع الدموع وحتى الذين يتحدثون عن القوة والصلابة او عدم الاكتراث او القفز على الواقع بمجرد ان تنفرد بهم او تحيطهم كوة من الخلوة فإنهم يجهشون حزنا وضعفا.

شكوى متصاعدة وواقع ملبد بالغيوم وبقع الدم والقتل والتشريد والجريمة والعوز والقهر يتغالب فيه الاقوياء والضعفاء ويستباح به كل شيء.

الاغلب يركض الى الامام هروبا من وهروبا عن ولكن لا مغارات ولا ملجأ حقيقي يضمن السلامة والامن.

نقاشات معظمها سطحية وقليلها عميق يتحدث عن اسباب هذا الحزن والوجع وشحيحة هي الحلول او مفترضة او طوباوية او تغرد خارج السرب في المعظم.

اسئلة ضرورية لا بد من سؤالها:

هل ان مصادر هذا الحزن والالم والوجع مصدره ذواتنا ام انه منعكس عليها من مصادر خارج عنها وفي كلا الافتراضين ما هي مسؤوليتنا تجاه ما يحدث لنا او يحدث عنا؟

هل نحن مدركون لحجم الواقع الذي يحيطنا والحال الذي نحن فيه وما هي مقاييس ادراكنا وسلامتها؟
هل ان الامر يتعلق بشحة الموارد ونقصها او بسوء عدالة التوزيع ام ان الامر يتعلق بخلل في قائمة الضروريات والاهميات مما يثقل تلك القائمة بما هو غير ضروري؟

هل بحثنا في حلول السماء التي تحدثت عن مسالك السعادة وهل هناك اجابات فعلية تتصل بحزنا؟
هل نحن موضوعيون في شعورنا ام مبالغين فيها ومضخمين لها؟

هل ان الامر يتصل بمرحلة معينة او بجيل معين كما نتحدث عن ازمنة الفرح والبهجة واحاديث كان زمان ام ان الامر نحو من الوهم وان هذا الحزن وضعا عاما والسرور لحظات استثنائية؟

هل ان هذا الحزن مترابط في اسبابه وعلاجاته ام يمكن تفكيكه الى مناطق او موضوعات او قطاعات او مساحات ومن يحدد ذلك؟

هل نحن بحاجة الى ثورة او ثورات لمواجهة الحزن ام نحن بحاجة الى مزيد من الصبر والتحمل والانتظار؟

هل من المفيد ان يتحدث العالم بحزنه بصوت واضح ومرتفع ام ينبغي الصمت والكبت؟

في كل واحدة من هذه الاسئلة تتفرع منه اسئلة كثيرة تحتاج الى جهد فلسفي وفكري واجتماعي واخلاقي وديني وسياسي يناقش صورة العالم الباكية.

اترك رد