سَأَلْتُ الزَّمَنَ وَقَدْ كَحَّلْتُ عَيْنِيَ،
أَزَحْلَةُ ما هُنا، أَمْ عَروسٌ بِقاعِيَّةُ المَلامِحِ
يَرْخَصُ لَها الحُبُّ وَإِنْ كانَ غالِيا
*
سَأَلْتُ الثَّرى، أَبِالخَمْرِ، وَبِالشِّعْرِ ثَمِلَ،
أَمْ بِشَميمِ طيبٍ تَناهى إِلى بَناتِ الكُرومِ حالِيا
***
هُنا وَقَفَ الجَلالُ إِزاءَ رَوْنَقٍ كَسا النَّواحِيَ
فَلا عَجَبَ إِنْ دَنا بَدْرُ السَّماءِ مُناجِيا
*
هُنا رامَ النَّسيمُ أَنْ تَمايَلَ في مَوْئِلٍ قَطَعَ بِهِ العُمْرَ أَمانِيا
هُنا البِرْدَوْني سَقى عَذْبَ بُرودِهِ وَهْوَ يُدَنْدِنُ الأَغانِيا
*
وَيا وادِيًا هَفَتْ عَلَيَّ ظِلالُهُ.. وَقَدْ حَسِبْتُ مَوْكِبَ النُّجومِ مَكانِيا
فَما دَرَيْتُ أَنْعَمَ مِنْكَ نَضْرَةً.. وَأَعْطَرَ أَرْجاءً دانَتِ الأَقاصِيَ
***
زَحْلَةُ، هذا الوُجودُ المُكَلَّلُ بِالغارِ.. ما رَضِيَ في مَعالِمِ العِزِّ إِلّا تَعالِيا
فَيا طيبَ الهادي إِلَيْكِ عِزَّةً لا تَموتُ، وَعَزْمًا لا يَزالُ بادِيا
*
يا الشَّمَمَ أَعْلامَكِ.. وَحَسْبُ الصُّمودِ مِنْهُمْ لَبْنَنَةٌ لَيْسَ خافِيا
وَذا نَسَبُ أَهْلِكِ الصّيدِ.. تَجَذَّرَ في التّاريخِ وَازْدادَ تَمادِيا
*
يا مَنْ بِهِمِ الفَخْرُ قَدْ جابَ آفاقَ السَّماءِ مُباهِيا
أَبْناءَ زَحْلَةَ النُّجُبَ بَنَوْا عَلى العَزائِمِ المَعالِيَ
*
إِنَّكُمْ سادَةُ المَجْدِ أَحْرَزْتُمْ شُهَداءً.. زَكى دَمُهُمْ أَرْضَ لُبْنانَ مُتَغالِيا
وَعَزْمُكُمْ أَشَدُّ مِنْ حُسامٍ.. مَتى كانَ مَصْقولًا ماضِيا
*
فَأَنْتُمُ اللُّيوثُ وَطِباعُ الجودِ وَليدةٌ.. أَوْفَتِ الأَجْيالَ تُراثًا زاهِيا
هذي مَجامِعُكُمْ وَذا طُموحُكُمْ.. لَعَلَّ خَيالاً مِنكُمْ يَلْقى خَيالِيا
*
فَكَمْ مِنْ ذي فَصاحَةٍ ساروا عَلى إيقاعِ الشِّعْرِ يَسْتَشْرِقونَ القَوافِيَ
إِذْ أَجادُوا، فَرَجْعُ أَنْفاسِ الخَواطِرِ.. وَما وَجَدوا لَهُمْ في النُّهى مُبارِيا
***
إِنّي يا مَلاذًا هَفا إِلَيَّ بِالسُّرورِ مُباهِيا.. أَقْبَلْتُ بِالمَديحِ أَحْمِلُهُ صافِيا
وَلي مِنْكِ في هذا البُعْدِ أَرْضٌ.. وَلي سَماءٌ اسْتَهامَتْ فُؤادِيَ
*
لَوْ كانَ لِلْغِيابِ عَنْكِ أَنْ تَكَلَّمَ .. لَدَوّى صَوْتُ الشَّوْقِ مُنادِيا
وَإِنْ كانَ لِلْبُعْدِ أَنْ أَذْنَبَ.. لَأَنْصَفَني العُذْرُ إِذِ ارْتَدْتُ المَكانَ حافِيَةْ.
*
فَيا زَحْلَــةَ عَلَيْكِ مِنّي سَلامٌ مِنْ زُمُرُّدٍ،
وَأَلْفَ شُكْرٍ أُهْدي الْقَريبَ وَالْقاصِيَ.
زَحْلَة في 2 . 3 . 2018
****
أُلْقِيَت خلال ندوة ثقافيّة بعنوان: ” السّلام – ثقافة وحوار”، وذلك في إطار شهر الفرانكوفونيّة، أقامها مركز اللّغات في الجامعة الانطونيّة – فرع زحلة، تحت رعاية وزارة الثّقافة، وبالتّعاون مع المعهد الفرنسيّ اللّبنانيّ، بحضور رئيس الجامعة الأب ريمون الهاشم، والمدير الاداريّ الدكتور طوني رعيدي، وعدد من فعاليّات المنطقة وجوارها، ومشاركة نخبة من الثقافيّين الفرنسيّين واللّبنانيّين، والأدباء والشعراء.