نَبكِي على الأَطلال

  

نَبعَ الهُيامِ… أَفاتَنا التَّقدِيرُ؟!             أَم هَزَّنا، بَعدَ السُّباتِ، نَذِيرُ؟!
أَم أَنَّنا لم نَدرِ أَنَّ الدَّهرَ في              دَوَرانِهِ، لا تَستَدِيمُ أُمُورُ؟!

فَإِذا المَزارُ، نَؤُمُّهُ إِمَّا طَغَى     ــــــــــــ       شَوقُ الصَّبابَةِ، في النَّوَى، مَهجُورُ
كان النَّعِيمُ مُجَلِّلًا أَيَّامَنا،           فَالعُمرُ طِيْبٌ نَسْجُهُ، وحَرِيرُ
حَتَّى أَتَى ما لَيسَ في حُسبانِنا،           ورَماهُ، مِن غَيبِ الزَّمانِ، نَكِيرُ
وَجَفا العَبِيرُ أَراكَنا، ورِياضُنا              ذَبُلَت، وجَفَّت، في الهَجِيرِ، زُهُورُ!
***
أَنَجِيَّةَ العُمرِ النَّدِيِّ جِراحُنا                   ما زالَ مِنها في الصُّدُورِ حُرُورُ
الله! كَم مِن خَلوَةٍ سَكِرَت بِنا،             واللَّيلُ، مِن فَرطِ الهَوَى، مَسحُورُ
وأَنا أَهُبُّ إِلى المَفاتِنِ، عُدَّتِي     ـــــــــــــ      وَجدِي، ونَبعُكِ، في العَطاءِ، نَمِيرُ
فَأَعُبُّ، ما شاءَ اللِّقاءُ، وأَنثَنِي               قَلبًا يُغَرِّدُ في الهَوَى ويَطِيرُ
***
ها نَحنُ، إِذ تَمَّ القَضاءُ، فَرِيسَةٌ            نَهَشَت رُواها، في الخَفاءِ، نُسُورُ
لا البَدرُ يَبسِمُ في السَّماءِ ولَيسَ في        ذاكَ المَدَى المُنداحِ بَعدُ بُدُورُ
نَبكِي على الأَطلالِ، بَعدَ هَناءَةٍ…         أَفَهَل تُعادُ، مع البُكاءِ، قُصُورُ؟!
أَم هَل يُجَدِّدُ لِلعُهُودِ إِهابَها                 بَدْعُ القَرِيضِ، وهَل تُفِيدُ نُذُورُ؟!
لا… لَيسَ إِلَّا الذِّكرَياتُ نَلُوكُها،            فَتَرُوحُ تَيْنَعُ أَحرُفٌ وسُطُورُ
وَإِذا صَبَونا لِلوِصالِ، أَعاقَنا،          بُعدُ المَرامِ، وهَدَّنا التَّقصِير!

اترك رد