الحاج حسن: لتطوير التعاون الاقتصادي والمعرفي من خلال القطاعين العام والخاص
أقيم في فندق فينسيا، المنتدى الاول لاتحاد رؤساء الجامعات الروسية والعربية، الذي تنظمه جامعة الاداب والعلوم والتكنولوجيا في لبنان AUL واتحاد الجامعات العربية ومجلس رؤساء الجامعات الروسية، برعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ممثلا بالنائب عاطف مجدلاني، وفي حضور وزير الصناعة حسين الحاج حسن، وزيرة التربية والعلوم الروسية اولغا فاسيليفا، سفير روسيا الكسندر زاسبكين، العقيد طلال صفوان ممثلا قائد الجيش العماد جوزف عون، العقيد نبيل قزح ممثلا مدير عام قوى الامن الداخي، اللواء عماد عثمان، المقدم هادي ابو شقرا ممثلا المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، العقيد باسم ابي فرح ممثلا المدير العام لامن الدولة طوني صليبا، رئيس مجلس رؤساء الجامعات الروسية فيكتور سادوفيتشي، امين عام اتحاد الجامعات العربية سلطان ابو عرابي، رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور فؤاد ايوب، رئيس جامعة AUL عدنان حمزة، رئيس الوكالة الجامعية الفرنكوفونية ايرفيه سابوران، السكرتير الاول في السفارة السعودية ماجد مانع ابا العلا، المستشار الاول في سفارة فلسطين ماهر شيعل، رئيس البيت اللبناني الروسي الدكتور نيكولا بدوي وعدد من رؤساء الجامعات الروسية والعربية.
حمية
بداية، النشيد الوطني اللبناني وكلمة منسق الاتحاد الدكتور علي حميه، قال فيها: “هذا المنتدى التأسيسي، نؤمن بأنه حدث كبير ستتجلى آفاقه في التعاون والتفاعل بين الجامعات العربية والروسية والذي نعتقد بأننا بأمس الحاجة اليه، ليس من اجل الارتقاء بالتعليم وحسب، بل من اجل تعزيز قيم الحوار بين الثقافات والحضارات وتكاملها لدى الفئات المجتمعية العليا فيهما، مما سيجعل تاليا وبلا شك من امتي العرب والروس، يتحدان ضمن بوتقة مشتركة، تدفع بمسارهما ومصيرهما نحو مزيد من التلاقي والتكامل بينهما، وذلك في سبيل تسهيل مخاض ولادة عالم جديد من التعاون الاكاديمي والمشاريع البحثية المشتركة والتي تصلح لان تكون ايضا انموذجا في تلاقي الثقافات وتلاقحها”.
اضاف: “ان نجتمع اليوم وبعد اقل من عام على انشاء اتحاد رؤساء الجامعات الروسية والعربية والذي جرى التوقيع عليه في جامعة موسكو برعاية وحضور وزيرة التربية والعلوم في الاتحاد الروسي والحاضرة بيننا اليوم، لهو تأكيد على ان هذا المنتدى يعكس ارادة حقيقية مصممة على مأسسة هذا الانجاز”.
واكد ان “ما يحدث اليوم لا تنحصر ابعاده في السياسة والعسكرة والاقتصاد ولا نستطيع ان نضفي عليه صيغة التفاهمات اللحظوية بين طرفين، جمعتهما المصالح المشتركة في حقبة زمنية معينة، لا بل اننا نعتقد بأنه حدث يتخطى في تداعياته تفاهم دولتين في ما بينهما، او حتى تفاهم منظومات سياسية في ما بينها.. الحدث ، بلا شك، يتخطى هذا وذاك، الى فضاءات ارحب واوسع من كل ذلك، انه يطاول فضاء استراتيجيا ارحب يعنى بتطور التعاون في مجال التعليم والبحث العلمي والتبادل الاكاديمي المشترك بين مؤسسات التعليم العالي للاتحاد الروسي والدول العربية”.
أبو عرابي
من جهته، اعتبر امين عام اتحاد الجامعات العربية ” ان هذا اللقاء الهام يجمع الجانب الروسي مع الجانب العربي”، وقال: “في شهر ايار الماضي عقدنا اجتماعا تم خلال التوقيع على اتفاقية مشتركة بين اتحاد الجامعات العربية واتحاد الجامعات الروسية في جامعة موسكو الاتحادية، على ان يكون هناك اتحاد يجمع الطرفين، وهذا يدل على العمق الكبير للعلاقات الروسية العربية، وهذه ليست بجديدة بل تعود الى عشرات السنوات الماضية، التعليم العالي والتعليم العام ليس لهما حدود”.
اضاف: “بدأت في السنوات الخمس الماضية مرحلة جديدة هي رحلة العولمة والتعاون الدولي وعقدنا الكثير من المؤتمرات بين الجانب العربي والمؤسسات والمنظمات العالمية.. وكان واجب علينا ان نتعاون مع شركاء قدامى لنا هو الجانب الروسي وهذا الاجتماع الاول، ونأمل ان تكون له نتائج ايجابية خصوصا في مجال تنقل الطلاب والاساتذة، والطلبة العرب الذين يدرسون في الجامعات الروسية وهم بالالاف. ونأمل من الجانب الروسي ارسال طلبتهم الى الجامعات العربية ليدرسوا ليس فقط اللغة العربية، انما ليكون هناك جوانب بحثية مشتركة، ومعادلة للشهادات وضمان الجودة”.
سادوفيتشي
وأعلن رئيس مجلس رؤساء الجامعات الروسية فيكتور سادوفيتشي “ان المجلس رؤساء الجامعات الروسية تأسس عام 1992 وهو عقد لغاية الان نحو عشرة منتديات، حضر معظمها الرئيس فلاديمير بوتين والقى كلمات فيها”.
وقال: “طرحنا عدة مبادرات أيدتها الحكومة الروسية من تأسيس منتدى علمي للشباب، كما عقدنا حوالى خمسين منتدى علميا مع رؤساء جامعات دول مختلفة منها اليابان والصين وتركيا”.
واعطى لمحة عن تأسيس جامعة موسكو عام 1855 وعن المنتديات والمؤتمرات التي اطلقتها ومنها مؤتمر علمي تحت اسم كونسوريتوم الحواسيب العملاقة، والمهرجان الرياضي في كل الجامعات الروسية. وقال: “طرحنا مبادرة حديثة هي تقييم دولي للجامعات العالمية، اضافة الى مهرجان العلوم الذي اسس عام 2006 وتطرح فيه كل الجامعات الروسية انجازاتها العلمية ومنها الروبوتات وانتاج السيارات الذكية، وشارك الكثير من البلدان في هذا المهرجان ونأمل ان تشارك الدول العربية فيه وهو يعقد في 7 تشرين الاول”.
وشرح لنظام التقييم الجديد تحت عنوان ثلاث رسائل للجامعات، مشيرا الى انه يراعي النشاط العلمي والتعليمي وعلاقات الجامعات بالمجتمع والثقافة ودورها في الحياة الاجتماعية، وقال: “كل هذا نسميه خدمة الجامعات لمصلحة المجتمع ويضم ممثلين عن وكالات التقييم الرئيسية في العالم”.
اضاف:” نملك اكثر الحواسيب العملاقة في العالم، واطلقنا ستة اقمار اصطناعية وبواسطتها ندرس الفضاء وما حول الارض، كما نعتبر جامعة موسكو مركزا طبيا متقدما جدا”، مشيرا الى “قسم اللغات الشرقية في جامعة موسكو الذي زاره عبر التاريخ مجمل الزعماء العرب”، كما اشار الى المنتدى السعودي الروسي في علم الاستشراق”.
ورأى “ان من مهمات المؤتمر اليوم هو زيادة عدد الطلاب العرب الذين يدرسون في روسيا وزيارة تبادل الطلاب، كما نسعى لبدء التعاون على مستوى المدارس ونطمح لانشاء فرع لجامعة موسكو في احدى الدول العربية”.
حمزة
من جهته، اعتبر الدكتور حمزة ان “هذا المنتدى يشكل علامة فارقة، فإلى المشاركة اللافتة والمميزة، هناك السعي الدؤوب لترجمة فكرة التعاون، واني اتوجه بالشكر الى كل من ساعد وساهم في تنضيج فكرة التعاون التي تتجسد اليوم في هذه التظاهرة العلمية المتمثلة بهذا المنتدى، الذي تبنى عليه آمال كبيرة وتطلعات مستقبلية”، وقال: “لذلك نحن مطالبون بأن نخرج من هذا المنتدى برؤية واحدة عنوانها التعاون البناء والتشارك المفيد، وان نضع نصب اعيننا مهام اساسية تستهدف توفير الفرص المطلوبة لخريجي جامعاتنا للاستفادة من اختصاصاتهم وتعليمهم العالي، وهذا عامل اضافي نساهم به من اجل تحصين مجتمعاتنا والسير بها نحو التقدم والتطور والازدهار”.
واكد “أن المسؤوليات الكبيرة في ما خص بناء الانسان والمستقبل تقع على عاتقنا كجامعات، وهذا يستدعي وضع خارطة طريق تشكل نقطة التقاء دائم بيننا، وتضع في رأس أولوياتها، مهمة خلق بيئة علمية صالحة، واجزم ان التعاون البناء في ما بيننا يساهم في ترشيد التعليم وتوجيه الاختصاصات ومواءمتها مع اسواق العمل، وهذا تحد كبير نواجه من خلاله حالات البطالة التي ترتفع نسبتها في عالمنا العربي، وبهذه المهمة نعطي زخما كبيرا للجامعات العربية والروسية على حد سواء”.
وشدد الحرص على “توثيق التعاون بين الجامعات الاعضاء في اتحاد الجامعات العربية والجامعات الروسية، فهذه فرصة حقيقية لتبادل الخبرات في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، وكلي ثقة بأن المشاركين في هذا المنتدى لديهم الحرص ذاته، وهذا ما لمسناه خلال اللقاءات التي سبقت انعقاد المنتدى. لذلك فاني اقترح ان نخرج من هذا المنتدى بميثاق شرف تعليمي واكاديمي للتعاون المشترك”.
زاسبكين
واعتبر زاسبكين “ان هذا المنتدى هو محطة هامة في تطوير العلاقات العربية – الروسية في مجال التعليم، وكلانا يملك تجربة ثمينة اكتشفناها منذ عشرات السنين، ومن الضروري ان يبقى تعاوننا متناسبا مع متطلبات المرحلة الحالية والمقبلة”.
وتوجه الى المسشاركين العرب قائلا:” تعرفون الحالة التي نعيشها في روسيا والشعب الروسي بقيادة الرئيس بوتين يقوم بخطوات هامة في سبيل التنمية الاقتصادية، ونحن نعمل دائما على ادخال التكنولوجيا الحديثة في كل المجالات الادارية والاقتصادية والعسكرية والجامعات الروسية تساهم في هذا العمل”.
واعلن انه “ستجري في روسيا في 18 اذار المقبل انتخابات رئاسية جديدة وهذا الاستحقاق سيرسم آفاقا جديدة امام بلدينا”.
وقال: “تعرفون انه في السنوات الاخيرة قد ارتفع نفوذ روسيا في المنطقة العربية، واذكر بأن السياسة الروسية ستكون سياسة واضحة وشفافة وسنعمل على تطوير العلاقات على اساس التكافؤ والمساواة. وروسيا تبذل جهودها في سبيل تطبيع الاوضاع في المنطقة وتسوية الازمات القائمة ومكافحة الارهاب. وهذا المنتدى سيحقق انجازات كثيرة واتمنى ان تسهم قراراتكم في تنمية العلاقات لصالح شعوبنا ولصالح الصداقة والتعاون بيننا وبين العالم العربي”.
فاسيلفيا
ورأت الوزيرة فاسيلفيا “ان لهذا المنتدى اهمية كبيرة في تطور التعاون بين الجامعات الروسية والعربية، والمشاركة فيه تشكل فرصة للتعرف على الحضارة العربية واللبنانية ونحن نعرف في روسيا قيمة العلماء العرب في الحضارة العالمية”.
وقالت: “ان روسيا تحاول ان تساعد الدول العربية في تأهيل الخبراء في مجالات التكنولوجيا الحديثة والطب والهندسة وغيرها. وان التعاون العلمي والتعليمي يشكل جزءا هاما للتعاون الثقافي، ونحن ننطلق من قاعدة جديدة للتعاون العلمي ونولي اهمية كبيرة لزيادة المنح الدراسية للطلاب الاجانب، ونتعاون مع سوريا، فلسطين، العراق والسعودية، عبر اعطاء منح دراسية للطلبة في الجامعات الروسية انطلاقا من الاتفاقات الثنائية، وهناك الان نحو 1259 طالبا من البلدان العربية يدرسون مجانا في روسيا و4205 طلاب دراسة شبه مدفوعة، ويدرس الان في الجامعات الروسية نحو 11 الف طالب من الدول العربية. ونحن نخطط لزيادة عدد الطلاب الاجانب الذين يدرسون في موسكو من 270 الفا الى نحو 700 الف طالب”، واوضحت ان “هناك اربعين جامعة روسية تقبل الطلاب الاجانب”.
واشارت الى “التعاون بين روسيا والدول العربية ومن ابرزه زيارة العاهل السعودي الى روسيا في تشرين الماضي”.
وقالت:” نحن نبذل اهتماما لتطوير الثروة البشرية من خلال الاعتراف المتبادل بالشهادات ومن خلال دراسة اللغات، وتشكل اللغتان الروسية والعربية وسيلتين مهمتين للتعاون الدولي، وان اتحاد الجامعات الروسية والعربية ينوي توسيع دراسة اللغة الروسية في الجامعات العربية ووزارة التعليم تشجع على الجهود المبذولة في هذا الاتجاه.
ودعت الوزيرة الروسية للمشاركة في “المؤتمر الدولي الخامس في مجال التعليم في موسكو في 20 نيسان المقبل”.
الحاج حسن
من جهته، رأى الوزير الحاج حسن “ان التعاون بين روسيا والدول العربية في المجال العلمي قديم، وكنت اتمنى ان يشار اليه اكثر، فنحن في لبنان لدينا حوالى عشرات الآلاف من الخريجين من الجامعات الروسية، واعتقد ان الرقم قد يصل في الدول العربية الى مئات الالاف، وهذا امر يجب ان يؤكد عليه من خلال تطوير البحث العلمي المشترك وتطوير الدراسات العليا المشتركة ومن خلال تطوير الزيارات العلمية المتبادلة والنشر العلمي المتبادل وما سواه من الامور التي تقتضي وضع برامج وخطط عملية في هذا الاطار”.
اضاف: “اما النقطة الثانية التي أود ان اقول انها ضرورية وكنتيجة لهذا التعاون هو تطوير التعاون الاقتصادي والمعرفي، نحن لدينا فرصة كبيرة من خلال الشركات والمؤسسات في القطاعين العام والخاص، ومؤخرا فازت شركة روسية نفطية من خلال “كونسوريتوم” مع شركتين فرنسية وايطالية، وفازوا بعقد استثمار الثروة النفطية والغازية اللبنانية في البلوك رقم 4 و 9، وهنا مناسبة لنؤكد ان الموقف اللبناني الوطني الرسمي والشعبي الحاسم في مواجهة العدوان الاسرائيلي والتهديدات الاسرائيلية بما يتعلق بأرضنا ومياهنا وجونا وسمائنا ونفطنا وغازنا في هذا الموضوع الحاسم، وبالتالي نحن نتوقع ان يقوم ائتلاف الشركات الثلاث بدوره كما هو متوقع ومخطط ومدروس، وان يبدأ التنفيذ والحفر في بداية عام 2019 في البلوك رقم 9، والبلوك رقم 4″.
وتابع: “النقطة الثالثة: ان روسيا تلعب دورا كبيرا في هذه الفترة في منطقتنا ويجب ان نوجه التحية والشكر الى الرئيس فلاديمير بوتين والى القيادة الروسية على دورهما الكبير في محاربة الارهاب التكفيري في منطقتنا، والذي كان يمكن لو انه وصل الى مبتغاه والى اهدافه لكان وضع المنطقة مختلفا. لقد قامت شعوب ودول المنطقة لمحاربة هذا المشروع التكفيري الارهابي وكانت روسيا من الدول القليلة في العالم التي وقفت الى جانب شعوب المنطقة ودولها في قهر هذا المشروع التكفيري والظلامي وبالتالي اصبحنا امام ثلاثة مستويات حقيقية من التعاون الروسي اللبناني والروسي العربي”.
وختاما قدمت جامعة AUL درعا تكريميا للوزير الحاج حسن وللوزيرة الروسية ، كما قدمت جامعة موسكو هدية رمزية للحاج حسن، وحمزة وعرابي.
وقدم عرابي درع الاتحاد للرئيس سعد الحريري ممثلا بالنائب مجدلاني، وللوزيرة الروسية ولرئيس مجلس الجامعات الروسية .
رئيس جامعة موسكو
وتحدث رئيس جامعة موسكو لـ”الوكالة الوطنية للاعلام” على هامش المؤتمر، فقال:”ان هذا المنتدى مهم جدا لانه للمرة الاولى يجتمع ممثلو روسيا والبلدان العربية، وهناك ثقافة وجذور تاريخية عميقة تربط بيننا في مجال الثقافة والتعليم، اتذكر عندما كنت طالبا في الجامعة في الدراسات العليا وعينت مشرفا علميا لطالبين واحد من مصر وواحد من الجزائر. نشهد الان انبعاث التعاون الروسي العربي، ونعتقد ان عدد الطلاب القادمين للدراسة في روسيا سيزداد وسيبدأ ايضا التعاون في المجال العلمي، وفي مجال الحواسيب والمعلوماتية والطب، هذا المنتدى مهم جدا”.
واشار الى انه “على هامش هذا المنتدى وقعنا اتفاقيات الاداب والتكنولوجيا اللبنانية والتجربة ستؤكد بأننا سنوقع على عدد من الاتفاقيات”.
وعن اهمية انعقاد هذا المنتدى في بيروت، قال:” ان لبنان هو مركز مهم في الوطن العربي وهو مركز للثقافة وللحضارة، وفي لبنان توجد امكانية للتواصل الحر والكثير من الروس يحبون زيارة لبنان”.