احتفل المتحف الأركيولوجي في الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) وجمعية أصدقاء المتحف، بمرور 150 سنة على تأسيسه، في حفل أقيم أمام مبنى المتحف في حضور وزير الثقافة غطاس خوري، وزير الثقافة السابق روني عريجي، رئيس الجامعة فضلو خوري، وكيل الشؤون الأكاديمية محمد حراجلي، مديرة متحف الآثار في الجامعة ليلى بدر ومهتمين.
بعد النشيد الوطني، قالت بدر:”وفرت لنا الجامعة الأميركية في بيروت رمزا للاستمرارية، لنهدف دائما إلى تحقيق أعلى المعايير والمستويات المهنية من خلال متحفها الأركيولوجي، ثالث أقدم متحف في الشرق الأدنى، بعد القاهرة والقسطنطينية، هو أقوى رمز لهذه الاستمرارية الثقافية. وقد سلط الضوء على قيم تراثنا في الجامعة الأميركية في بيروت، وفي لبنان والمنطقة. مرت على متحف الجامعة الأميركية في بيروت حربان عالميتان، وحرب أهلية أيضا، ومع ذلك فإنه لا يزال هنا مستقرا وثابتا في دوره ورسالته”.
وتحدثت عن سنواتها الأربعين في المؤسسة، والتي كان أبرز ما فيها التجديد الكامل للمتحف، وركزت بشكل خاص على الدور الأساسي الذي قامت به جمعية أصدقاء المتحف من أجل تحقيق هذا التجديد.
ثم تحدث خوري وأشار إلى بعض من تاريخ المتحف، الذي بدأ مع مجموعة من الكنوز القديمة من قبرص التي تبرع بها الجنرال لويجي بالما دي سيسنولا، الذي أصبح في ما بعد أول مدير لمتحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك.
وتحدث عن كيف كان متحف الجامعة الأميركية في بيروت هو المتحف الوحيد الذي ظل مفتوحا طوال سنوات الحرب الأهلية، كما وصف هذا المتحف بأنه جوهرة مخبئة في رأس بيروت”، وقال:”أعتقد أنه من الإنصاف القول ان هذا هو أكثر بكثير من جوهرة مخبئة. إنه الماس مشرق، للجامعة الأميركية في بيروت وللبنان، ليس فقط من رأس بيروت، بل من ثقافتنا المشتركة من كل شبر من العالم العربي”.
اما خوري فقال:”لكل شعب من شعوب العالم، رسالة حضارية، يستمدها من مفاهيم القيم الإنسانية. هذه المفاهيم، التي تتراكم وتتكون عبر الزمن، من خلال تفاعل الأفراد والشعوب، مع البيئة الطبيعية والبشرية. وبقدر ما تعي الشعوب خاصيتها الحضارية، بقدر ما تساهم في تطور البشرية وتقدمها نحو الأفضل. لأن وعي الذات، يكمن في معرفة التراث، بوجهيه المادي وغير المادي. لبنان رسالة، هو كلام البابا الراحل يوحنا بولس الثاني. نعم لبنان رسالة كونية، تجاوزت حدود الوطن الصغير، لتحلق في العالم، على امتداد ستة آلاف سنة”.
وأضاف:”كما لبنان هو رسالة، كذلك الجامعة الأميركية في بيروت هي رسالة، منذ أيام التأسيس الأولى حتى يومنا هذا، تؤديها تربويا واجتماعيا، وتعمل على تعزيز المواقف الإنسانية الإيجابية لدى طلابها. لم تكتف الجامعة بحدود التعليم والتدريس، بل عملت على حفظ التراث التاريخي اللبناني، في متحف له خاصية علمية وأكاديمية وإنسانية”.
تابع:”منذ أكثر من مئة وخمسين سنة، أسست متحفا للآثار، إيمانا منها أن حفظ التراث التاريخي، هو أولا حفظ للذاكرة الإنسانية الجماعية، وثانيا هو الدلالة الراسخة للبنانيين على أهمية بلدهم، وموقعه الجغرافي والحضاري، على خارطة الحضارات المختلفة. انه عمل دؤوب، قام به فريق مسؤول، وجهد متراكم، أوصلنا بعد مئة وخمسين سنة، إلى متحف يضم في جوانبه، معالم وشواهد يفتخر بها كل لبناني”.
وختم:”مبارك جهدكم، وهو موضع تقدير جميع اللبنانيين، وهو تأكيد على أن الرؤية التربوية والاجتماعية والإنسانية، هي ميزة تتحلى بها الجامعة الأميركية في بيروت”.
ثم قدم خوري شهادة تقدير لبدر، وانتقل والحضور الى حيث النصب التذكاري لزرع شجرة تخليدا للذكرى، بعد ذلك، كانت جولة على لافتات معلقة للمدراء الثمانية الذين اهتموا بالمتحف على مدى 150 عاما، وحفل استقبال داخل المتحف.
تستمر الذكرى السنوية على مدى العام الحالي بنشاطات عدة، تبدأ بمعرض وفيلم في أيار، الذي سيسلط الضوء على تاريخ متحف الجامعة الأميركية في بيروت، وثم بندوة حول موضوع من مجموعة إلى متحف في حزيران، سوف تجمع بين مدراء أعظم عشرة متاحف في العالم، ومنهم المتروبوليتان والبريطاني واللوفر وبرلين وبروكسل وأثينا والقاهرة وإسطنبول. ومن المعالم الرئيسية الأخرى في احتفالات المتحف إصدار طابع خاص من وزارة الاتصالات.