كرّمت الجامعة الأنطونيَّة –فرع مجدليا-زغرتا رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونيّة المطران جورج بو جودة خلال حفل أقامته على مسرح الجامعة في حضور حشد من الشخصيات تقدّمها الى المحتفى به، مفتي طرابلس مالك الشعار وأسقف نيابتيّ الجبّة وزغرتا-إهدن المطران جوزيف نفّاع، ومطران طرابلس والشمال للروم الملكيين الكاثوليك ادوارد ضاهر والنائب العام على أبرشية طرابلس المارونيّة المونسنيور بطرس جبور ومطران طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس افرام كرياكوس ممثلا بالأرشمندريت كاسيانوس عيناتي، والرئيس العامّ للرهبانيّة الأنطونيّة الأباتي مارون أبو جودة، ورئيس الجامعة الأنطونيّة الأب ميشال جلخ، وأمينها العامّ الأب توفيق معتوق، ورئيس فرع الجامعة الأنطونيّة في مجدليا-زغرتا الأب فرانشيسكو الخوري ومدير الفرع الأب جوزيف فرح وأسرة المُكرَّم، والسيّد مصطفى حلوة ممثلا النائب محمّد الصفدي، وقائمقام الشمال السيدة ايمان رافعي ووجوه روحيّة وبلدية واجتماعية محلية وأكاديميّة.
الاحتفالية التكريميّة التي تزامنت واحتفال المُكرَّم باليوبيل الذهبيّ لسيامته الكهنوتيّة والذكرى الثانية عشرة لسيامته الأسقفيّة، تخلّلها، إضافة الى وقفتين موسيقيتين، مقابلة مصوّرة أجرتها معه الاعلاميّة أورنيلا عنتر في حين تولى الاعداد والاخراج الأب جوزيف فرح وتمحورت حول طفولته، ودعوته الكهنوتية والرهبانية كما أسقفيته. كما تصدرّها اطلاق منحة شخصية العام التي ترافقت وتخصيص منحتين دراسيتين باسم المكرَّم لطالبين من الجامعة الأنطونيّة تشجيعا للعلم والثقافة.
بو جودة
أسقف أبرشية طرابلس المارونيّة تسلّم من الجامعة الأنطونيّة “درع شخصيّة العام”، وقد عبّر في كلمة عن امتنانه للجامعة ورهبانها متوقفا عند العلاقة الوثيقة التي تربطه بها خصوصا وأنه إبن بلدة عُرفت دائما بإرتباطها بدير مار شعيا، الدير الأُم للرهبانيّة الأنطونيّة. في مداخلته، لفت المطران بو جودة الى أنه وإن انتمى روحيا ورسوليا الى جمعية الرسالة، المعروفة بجمعية الآباء اللعازاريين وتشرّب روحانيّة القديس منصور دي بول، أب الفقراء والمرسلين، إلاّ أنه حاول دائما أن يجمع بين هذه الروحانيّة وروحانيّة القديس أنطونيوس الكبير . وقال “هذه الروحانيّة المزدوجة حاولت أن أعيشها في حياتي الكهنوتيّة من خلال عملي الرسولي والتبشيري مع عدد من زملائي الكهنة والعلمانيّين من خلال نشر تعليم الكنيسة الإجتماعي، والإهتمام بالشبيبة (…) وتابع : ” كما أنّ تعاوني مع الرهبانيّة الأنطونيّة، إضافة إلى هذه الروحانيّة، يتجلّى حالياً في العمل المشترك معها في الشمال بفرعها الثقافي اللآهوتي في إكليريكيّة مار أنطونيوس البادواني في كرمسدّه، الذي انطلق وباشر به سلفي المثلّث الرحمات ورفيقي في الدراسة المطران يوحنا فؤاد الحاج، والأباتي، المطران حالياً، أخي وصديقي المطران سمعان عطالله، السامي الإحترام. وبفضل هذا التعاون تحوّل دير مار يعقوب الشهيد (مار يعقوب المقطّع) في كرمسدّه، إلى خليّة نحل يتوافد إليه عدد كبير من الشبّان والشابات، ومن العائلات واللجان الرسوليّة، للتزوّد بالثقافة الدينيّة والإنطلاق لحمل كلمة المسيح حولهم. إن في لجنة العائلة أو في لجنة المرأة، أو في لجنة الشبيبة أو في لجنة العمل الرسولي”.
جلخ
وكان الحفل الذّي قدّمه الاعلاميّ روبير فرنجية استهلّ بكلمة لرئيس الجامعة الأنطونيّة الأب ميشال جلخ أعرب خلاله هذا الأخير عن سروره بهذا اللقاء الذي يهدف الى أن يحييّ في هذا الرجلِ-القُدوةِ مسيرة طويلة من الإنجازات والمبادرات جعلت منه عنوانا للعمل الراعويِّ الاجتماعيِّ وللانفتاح المسكونيّ. وممّا قاله: ” لقد عرفه الشَّمال، كما عرفته كنيسة لبنان بأسرها، كاهنا نشيطا مهتمّا بتفسير تعليم الكنيسة الاجتماعيّ داخل أروقة الإكليريكيّات والمعاهد الجامعيَّة التي درّس فيها، كما في الأوساط الأوسع، ولا سيّما من خلال جمعية “عدالة ومحبَّة”. وأردف: “عرفه، كما عرفتْه كنيسة لبنان بأسرها، كاهنا مؤمنا بدور العلمانيّين الأساسيّ في الكنيسة هو الذي أسَّس عام 1983، مع مجموعة من الشابات والشبان من أبرشيّة طرابلس، حركة المرسلين العِلمانيّين.والحقُ يقال فإنّ الآتي إلى الشّمال من جورة البلوط في المتن مرورا ببيروت وباريس وسواهما، سرعان ما يصبح ابن الرعيَّة الموكلة إليه، قرية صغيرة كانت أم رابطة أخويّات ممتدَّة على لبنان كله، أم جمعيّة اللعازريين في الشرق رمّة. ولأنَّه راسخ في الإيمان، فهو راسخ في المحبَّة والانفتاح، عامل بجدّ وإصرار على تمتين روابط الأخوَّة بين المسلمين والمسيحيّين في أبرشيّته، ولا سيّما في مدينة طرابلس التي يحلو له أن يذكّر بأنَّها لطالما حملت لقب “أمّ الفقراء”، واحتضنت مسيحيّيها ومسلميها من دون تمييز أو تفرقة”.
نفّاع
بدوره، تحدّث أسقف نيابتيّ الجبّة وزغرتا-إهدن المطران جوزيف نفّاع فشكر الجامعة الأنطونيّة على لفتتها مسترجعا مع الحضور محطّات طبعت مسيرة المحتفى به الذّي، بحسب ما أورد ، هو خير من يمثّل فلسفة الجامعة الأنطونيّة التي تشكل بصروحها كافة مساحة للتلاقي بين اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين. نفّاع لفت في معرض كلمته، الى أن تكريم المطران جورج بو جودة انما هو تكريم للعيش المشترك وللعلاقات المتميزة وللشمال الأبيّ داعيا الى اعادة التواصل بين زغرتا وطرابلس الى سابق عهده. وقال: ” طرابلس لن تكون طرابلس بدونكم يا أهل زغرتا والجوار. كما أنّنا هنا، في قضاء الزاوية، نشعر كلّ يوم بالخنقة، طالما لم ننفتح على هواء البحر العليل. ندعوكم يا أهل القرار في طرابلس وزغرتا، ونحن معكم، إلى العمل الجدّي لإعادة اللحمة بيننا، لا من ناحية العلاقات الإنسانيّة، فهي موجودة، بل من خلال تأمين مجالات الاستثمار والتطوير والبنى التحتيّة وفتح المجالات الاقتصاديّة؛ لتأمين فرص العمل لأولادنا وإمكانيات العيش الكريم. لن نقبل أن تكون عاصمة لبنان الثانية بؤرة للفقر المدقع والتقهقر المستمرّ. وتكريمنا اليوم لمطران طرابلس، بوجود سماحة المفتي، في هذه الدار العلميّة العالية، ليس إلاّ إعلان منّا عن تصميمنا السير قدمًا في هذا المشروع الحيويّ”.
الشعّار
من جهته، ذكّر مفتي طرابلس والشمال الدكتور مالك الشعار بالدور الذّي قام المحتفى به خصوصا في عاصمة الشمال وأشاد بالمواقف التي اتخذّها والحكمة وروح التعاون والمحبّة والاخاء التي أبدى عنها ابّان الأزمات التي عصفت بالبلد وممّا قاله: “يوم ألمّت بطرابلس تلك الحوادث الجسام كان سيادته في طليعة الحاملين لهَمِّ الناس في حياتهم، وأمنهم، ومعيشتهم” مضيفا “التاريخ سوف يذكر أنه يوم كانت إرادة الشرّ تخطّط لإشعال نار الفتنة بين مكونّات طرابلس والشمال، كانت إرادة الخير التي اجتمعت عند المرجعيات الدينية هي السدّ المنيع الذي حمى المجتمع والناس وردَّ الشر إلى نحو أصحابه”.
لحود
كذلك، كانت كلمة من القلب لمسؤول شبيبة أبرشية طرابلس جو لحود شكر فيها المطران بو جودة على مساندته الشبيبة ووقوفه الدائم بجنبها.