جدتي وإنقاذ البشرية…

 

ولدت لا جد لي ولا جدة فلقد توفوا كلهم قبل ولادتي، غير اني اكن لجدتي الحاجة فاطمة والدة ابي معزة خاصة ستعرفون سببها من خلال القصة التالية: كانت جدتي تعيش معنا في منزلنا وتساعد الوالدة في تربية أحفادها.. كان بكر اسرتنا طفلا ذكرا سماه والداي عامر وكرت بعده سلسلة من الاناث بلغ عدد حلقاتها الاربعة.. فكانت جدتي -رغم حبها لهن- تضيق ذرعا بهن أحيانا، خاصة الأخيرة منهن، فكانت تزجرها كلما بكيت قائلة: “رابعة وعم تبكي كمان؟”

وحينما بلغت هذه الطفلة عامها الرابع توفت جدتي وذلك قبل ولادتي بأشهر قليلة (لا داعي لذكر السنة كي لا تعرفوا عمري). فلما توفت اصبح العبء ثقيلا على والدتي خاصة تمشيط شعر اربع بنات وتجديله قبل ذهابهن الى المدرسة.. وزاد الطين بلة خبر أرق مضجع والدتي.. تبين لها انها حامل ولم يكن الوضع يحتمل ابدا طفلا جديدا.. فعزمت والدتي على الخيار المر: الإجهاض..

ولكن في اليوم نفسه شاهدت والدتي في منامها جدتي تحول ثياب اختي “الرابعة” الى ثياب ذكر.. وفي الليلة التي تليها شاهدت جدتي تحمل قفصا فيه طير ووضعت فيه طيرا جديدا.. فاستبشرت والدتي بالخير خاصة ان الرسالة جاءت من حماتها التي فارقتها حديثا وصرفت النظر عن اجهاض حملها الموعود..

وهكذا ساهمت جدتي بعد وفاتها في انقاذ البشرية من مصير أسود كان ينتظرها (يلي بيحط اشارة ضحك بدي افقعه بوكس بعينه J ) ولهذا ادين لجدتي بكل مشاعر الحب والتقدير رغم اني لم أرها.. وأظن ان العالم يدين لها بهذا ايضا..

ملاحظة: انا ايضا لم احسن تأويل قصة الطير ولكن والدتي فهمت منها ان أخا ذكرا جديدا سينضم الى العائلة ليؤنس أخيه الكبير..

اترك رد

%d