قصيدة الومضة عند الشاعر العراقي المعاصر فاضل حاتم

    

القصيدة الومضة: اشكالية التسمية وتقاناتها عنوان لكتاب صدر حديثا عن دار جلجامش للدكتورة امل سلمان حسان، كتاب بمثابة مدخل نظري ودراسة تطبيقية في شعر الشاعر العراقي فاضل حاتم كشاعر معاصر عبثي ومتمرد لا يتورع عن السخرية والتهكم. ولقد ارتكز البحث على ناحيتين اسايتين:

الاولى: الفوضى المعتمدة في تعريف قصيدة الومضة وانقسام آراء الباحثين حولها بدءاً باشكالية التسمية، فمنهم من اعتمد تسمية قصيدة الابجرام على رأسهم عميد الادب العربي الدكتور طه حسين كون هذا المصطلح منضوي تحت أشكال ادبية مختلفة كالامثال والحكم والخواطر، ومنهم من اعتبر هذا النوع من الشعر ينضوي تحت قصيدة الهايكو عند اليابانيين وهو شعر يعتمد على التكثيف والاخنزال مع السهولة والبساطة في اللغة. وآخرون اطلقوا مصطلح القصيدة القصيرة جدا اولهم الدكتور عز الدين اسماعيل الذي درّس هذا النوع من القصيدة في كتابه بنية القصيدة القصيرة في شعر ادونيس.

وهناك مصطلح القصة القصيرة جدا بحيث كان جبران خليل جبران من رواد هذا النوع الادبي. إضافة الى مصطلحات اخرى انتشرت في الوسط الادبي والنقدي كقصيدة الصمت الايجابي والقصيدة الومضة التي عالجتها الدكتورة امل في بحثها هذا.

من هنا ندخل الى الناحية الثانية من البحث ألا وهي القصيدة الومضة عند الشاعر العراقي فاضل حاتم، فقد تمكنت القصيدة الومضة ان تشكل مفهوماً جديداً لحركة الحداثة في الشعر من خلال الاختزال في اللغة والعمق في المعنى.

وقد تمكن شاعرنا على امتلاك القدرة على الاقتصاد والادهاش في تكوين الومضة في النص الشعري كقوله مثلاً: محاصرٌ بالصمت ويضجرني الكلام، مركزاً على المفارقة الجميلة بين الصمت والكلام.

كما ونلاحظ ان اغلب ومضات الشاعر حاتم مثلت تجربته الحياتية بشكل مكثف ومقتضب اذ قال باحدى ومضات شعره: الريح التي نحتت الصخرة، سرقت ملامحي. وهو استطاع بفضل ثقافته والتقانيات الاسلوبية لديه نقل تجاربه الحياتية المريرة التي عاشها الى قرائه: منذ خمسين عاماً، لم اعثر في روزنامتي على تاريخ احتفل به.

ختاماً على الرغم من اختلاف وتعدد الاراء حول مصطلح قصيدة الومضة الاّ ان المراجع حولها تبقى شحيحة وكتاب الدكتورة امل سلمان حسّان يبقى من المراجع النادرة في هذا المجال في شرقنا العربي خاصة وانها عالجت موضوع شيق في طور الحداثة وتطرقت الى شعر شاعر عراقي معاصر ما زال ينتظر اقلام الباحثين في الخوض في تجربته الغنية.

اترك رد