ثمة جهد ملموس لإحياء الثقافة بزخم وسنكمل في هذا الطريق
رعى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري قبل ظهر اليوم في السراي الحكومي، وبحضور وزير الثقافة الدكتور غطاس الخوري، حفل اطلاق مشروع بناء وتجهيز المعهد الوطني العالي للموسيقى (الكونسرفتوار) بهبة مقدمة من حكومة الصين الشعبية، في حضور الوزراء: ملحم الرياشي، جمال الجراح، عناية عز الدين، معين المرعبي ورائد خوري، الوزير السابق عدنان القصار، سفير الصين وانغ كيجيان، رئيس مجلس الانماء والاعمار المهندس نبيل الجسر، رئيس مجلس ادارة الكونسرفتوار الدكتور وليد مسلم ومدارء عامين وفاعليات ثقافية.
الجسر
بداية النشيدان الوطني والصيني، ثم قال الجسر: “ليست المرة الاولى التي تقدم فيها الصين هبة الى لبنان، إلا ان مشروع اليوم هو الاول من نوعه الذي تنفذه الحكومة الصينية لا سيما وانه حدد استنادا الى البرنامج التعليمي للكونسرفتوار وللانشطة الموسيقية التي ستقام في هذا الصرح المعماري الهام في ضبية، حيث تم تخصيص مبلغ 220 مليون يوان صيني ما يعادل تقريبا 31،9 دولار من الهبات المقدمة من الحكومة الصينية، وسيتم التنسيق في وقت لاحق مع الجانب الصيني في ما يتعلق باحتياجات التشغيل والصيانة. واليوم سيتم التوقيع على اولى الرسائل المتبادلة لهذا المشروع على امل البدء بالتنفيذ العملي قريبا”.
السفير الصيني
بدوره، أشار كيجيان الى “تميز الثقافة اللبنانية بالتنوع والتسامح الانفتاح”، لافتا الى أن “الموسيقى والفنون اللبنانية ليست كنوزا للبنان فقط بل انها ثروة ثقافية للبشرية، وان الحكومة الصينية قررت مساعدة لبنان في بناء المعهد الوطني العالي للموسيقى للمساهمة في الارتقاء بمستوى المرافق التعليمية العالية للموسيقى في لبنان وزيادة امكانية تأهيل الموسيقيين من جهة وتحسين الخدمات الموسيقية العامة للجمهور”.
وقال: “طريق الحرير القديم يربط بين لبنان والصين منذ قرنين من الزمن وكانت روح طريق الحرير التي تنتقل عبر الاجيال نواتها الانفتاح والتسامح والتعلم والاستفادة المتبادلة والسلم والتعاون والمنفعة المشتركة، ونأمل ان يصيح هذا المشروع معلما هاما في سجل الصداقة الصينية – اللبنانية”.
الخوري
من جهته، قال وزير الثقافة: “بالانماء يصنع السلام، وبالتعاون البناء بين الدول تتحقق التنمية المستدامة، وينتج عن كل ذلك صداقات، تقرب بين الشعوب والدول. إن مشروع درب الحرير، الذي أطلقته منذ مدة حكومة الصين الشعبية، لتقريب المسافات، وتعزيز العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بين الدول، وإحداث نهضة عارمة لكل دولة يمر بها. وضمن هذا السياق، الذي تنتهجه حكومة الصين الشعبية، تأتي المساهمة في بناء وتجهيز المعهد الوطني العالي للموسيقى (الكونسرفتوار)”.
أضاف: “إن بناء هذا المركز، سيتيح للمعهد إمكانية التطور المثمر والإبداع الخلاق، لجهة قاعات تدريس الطلاب وتدريب الفرق الاوركسترالية المتنوعة، ناهيك عن انفتاح المركز على الجمهور العريض، لحضور البرامج الموسيقية المتنوعة، في قاعات العروض المجهزة بأفضل الوسائل اللوجستية والتقنية”.
وتابع: “بالأمس القريب، وقعنا في العاصمة الصينية، بروتكولا للتعاون بين وزارتي الثقافة في الصين ولبنان. وقد لمست، من خلال اجتماعاتي هناك، حرص حكومة الصين الشعبية، على إقامة أفضل علاقات التعاون مع الحكومة اللبنانية، وعلى تعزيز المبادرات والزيارات ما بين البلدين. وفي هذا السياق، دعمت وزارة الثقافة سفر فرقة للرقص الفولكلوري اللبناني، وفرقة مختصة بعروض الدمى، للمشاركة في مهرجانات ثقافية في الصين. ونعمل بالتعاون مع السفارة الصينية، لتنظيم أسبوع ثقافي صيني، بالإضافة إلى افتتاح المركز الثقافي الصيني في بيروت”.
وشكر حكومة الصين الشعبية، عبر سفيرها، مؤكدا “التصميم على متابعة هذا التعاون البناء”.