هنا القدس، هذي القدس: قاف قمر جميل تجلى و قدر نضال و شهادة، دال درب النقاء السماوي، سين سلام مفقود منشود…
هنا القدس أين ينتفض الشموخ غضبا و حٌبّا، منذ ذاك الوعد المشؤوم من قبل ميلادي و ميلاد قلمي و نبض قلبي …
قبل خيوط الفجر البعيدة تشظّى قلبي و انفطر لصوت أنّات حسناء عشقتها السماء و ارتسمت على أديمها خطوات الأنبياء و تزنّر بترابها الطاهر الشهداء و القديسون، لكن هي ذي خنازير تتربص بجنانها و جمالها. مذ عرفتها كانت فلسطين و مازالت حسناء تتألم خيبة و رجاء، تئنّ بكبرياء فلا يسمع أنينها إلا الصادقون في حب العروبة و الحمام و السلام. نعم أسمع القدس…
حلمنا المفقود و هي تناجي ربّ سمائها تشكو حنينها إلى حبيبها و فارسها صلاح الدين…
تشتاق إلى زيتونها المغتصب منذ ما قبل تلك النكبة و النكبتين و تبحث عن أبنائها منذ تلك النكسة. هنا القدس هكذا ينبض قلبي و ذاك أضعف إيمانه …
عذرا سيدتي فقد خذلناك و ما عاد الصمود الأبي يبلغ أوجه في ذاك المدى الأخضر. ما عادت أمهاتنا العربيات يلدن الأبطال…ا
نقرضت سلالة الفرسان في هذا الإنسان…المسمى عربي، وحده الخذلان و الهوان يا سيدتي قدر العربي…ما عاد العربي يحاصر بل يحاصَر…
ماعاد فاعلا بل مفعولا به …ها قد اختار أن يجمّد محله من الإعراب و أن يلون خريطة أيامه بلون الدم و الشتات فمتى يا ترى يستيقظ من سبات خذلانه و يرمم شتات أوطانه و يداوي كلوم حسنائه و يتوج سماءها بالسلام.