لبنان موطن الإبداع والحضور الفكري المتميز … ضيف شرف في معرض الشارقة الدولي للكتاب

logo sharika حلّ لبنان ضيف شرف في معرض الشارقة الدولي للكتاب (6-16 نوفمبر) في دورته الـ 32 الذي افتتحه الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والمهندس كابي ليون وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانيّة.

حضر الافتتاح الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة، الشيخ عبد الله بن سالم القاسمي نائب حاكم الشارقة، فيصل طالب المدير العام لوزارة الثقافة، سامي نمير قنصل لبنان العام في الامارات، واي إس تشي رئيس الاتحاد الدولي للناشرين ، سميرة عاصي نقيبة الناشرين في لبنان، وحشد من الشخصيات الثقافية والإعلامية

 العويس

استهل الافتتاح بعرض فيلم عن المعرض، ثم كلمة عبدالله العويس، رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، قال فيها: “تكتمل سعادة الشارقة وهي تحتضن ما سطرته أقلام الباحثين والمبدعين، الذين وهبوا أنفسهم لمقاصد إنسانية نبيلة، وكذلك هو حالها، وهي ترحب بضيوفها عشاق الكلمة والحرف، تستقبلهم بكل اعتزاز في البلد المضياف الإمارات العربية المتحدة”.
#
أضاف: “تؤكد الشارقة دوما تحمّلها لمسؤولية الثقافة العربية، فلقد أخذت على عاتقها تلك الأمانة وتعهدت برعايتها، من خلال تعزيز الحركة الثقافية في محيطها المحلي، ورفده بكل ما هو مثر ومفيد لمجتمعها، وكذلك حضورها الدولي في المحافل الثقافية العالمية، ومشاركاتها بفاعلية من أجل نشر ثقافتها العربية، وتعزيز مكانتها، وإبراز منجزها الحضاري”.

وأشار الى أن المعرض يضم حوالى  ألف دار نشر ويزيد، أكثر من 400 ألف عنوان كتاب، 53 دولة،  ويحفل  بأنشطة ثقافية تربو على 500 نشاط،  فضلا عن  الاحتفاء  “بلبنان الشقيق ضيف شرف دورته الحالية، لدوره البناء في نشر الثقافة العربية ولمكانته الهامة في الحضارة العربية”.

ليون

في كلمته التي ألقاها باسم لبنان، شكر الوزير كابي  ليون حاكم الشارقة على  اختيار لبنان ضيف شرف للمعرض لهذا العام، وقال: “يطيب لي بداية أن أجزل الشكر والامتنان لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على دعوته الكريمة ليحل لبنان “ضيف شرف” في هذا المعرض الدولي للكتاب، تقديراً منه للدور الرائد والمتميز الذي منحه لبنان للعالم العربي في مجالات الفكر والثقافة والكلمة المقروءة”.

اضاف: ” لبنان كان و لا يزال موطنا للابداع الذي يغتني دائماً بمصادر تنوعه الثقافي، والحضور المتميز لأبنائه في عالم الفكر والأدب والفن. ومما يزيد في فاعليته الثقافية ويحقق لها الغنى والعمق والانتشار، انفتاحه على محيطه والعالم؛ بحيث يشكل هذا الوطن الصغير في عالم الثقافة، بقعة ضوء، ومركز استقطاب في الوقت عينه. وما مشاركة لبنان في هذا المعرض إلا التأكيد على إيمانه بأهمية تفاعل الحركة الثقافية بين البلدين، لبنان والشارقة، في سعي لتعزيز أواصر العلاقات الثقافية بينهما ورفد الحركة الثقافية العربية، بما يوفر لها أسباب النهوض والحضور في الساحة العالمية”.

وختم: “إذ أسجل ببالغ التقدير والاعتزاز استضافتكم للثقافة اللبنانية في هذا المحفل الثقافي الراقي، أثمن عالياً إتاحة الفرصة للبنان لتسليط الضوء على إنتاجه الثقافي والأدبي والتعريف بتراثه ومستوى نموه وتطوره الحضاري”.

القاسمي

في المناسبة  القى الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي كلمة أثنى فيها على “الابداع اللبناني الذي حضر للمشاركة في المعرض، ومؤكداً “أن المثقفين في دولة الإمارات يجسدون حرية أبدية، هي حرية الحكم على الأشياء، وأنهم يملكون العقل الذي يكشف أكثر الأكاذيب خداعا، ويدعم اليقينيات المستندة إلى العقلء ويحفزهم على أداء رسالتهم لتنوير الفكر ونشر الثقافة”.

أضاف: “بعد أيام قليلة، ستكمل الإمارات عامها الثاني والأربعين، وهي مدة قصيرة في عمر الشعوب. فبفضل من الله، وعمل مخلص دؤوب من قادتها، واجتهاد وبذل وعطاء من شعبها، استطاعت أن تصل إلى هذا المستوى من الرقي الثقافي والحضاري، هدفها تنمية الإنسان عقلا وروحاً.  ولا نقول أننا لم نواجه مصاعب في تلك المسيرة، بل كانت كثيرة، منها الدولية والمحلية، واجهتها قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة بالعمل النافع والفكر المستنير”.

وتابع: “تعلمون ما ورد إلينا قبل سنوات معدودة، ما سمي بالعولمة والتي كانت قد رفضت من معظم دول العالم، فاستطاع زبانيتها أن يغلفوها باتفاقية التجارة الدولية، لتمر مرور الكرام على كثير من القادة. هدفها القضاء على الإنسان المفكر الناقد أو الذات الناقدة، لتخلق بديلا له “الإنسان البضاعة” يبيع ويشتري، ويباع ويشترى، ويعده تحت ستار حقوق الإنسان وحريته، بأنها ستعطيه أبسط الحقوق، وهو حقه في الوجود بذاته ككائن مفكر وواع، وتنذر بأنها ستتمخض وفي يدها سلاح العولمة، عن شمولية بشعة لم تر الإنسانية مثيلا لها حتى الآن. لكن مجموعة من بنات وأبناء هذا الوطن والذين أوكلت إليهم مسألة مناقشة تلك الاتفاقيات استطاعوا بعقولهم النيرة أن يوقفوا ذاك الغزو الثقافي للعولمة. أما ما تسرب في الآونة الأخيرة إلى دولة الإمارات من تيارات تلغي الفكر المستنير ليحل محله العنف والظلامية، فقد وقفت الإمارات قيادة وشعباً ضد مسببات الفتنة”.

أخيرأً توجه  إلى المثقفين في دولة الإمارات قائلاً: “إنكم تجسدون حرية أبدية، هي حرية الحكم على الأشياء. إنكم تملكون العقل الذي يكشف أكثر الأكاذيب خداعا، ويدعم اليقينيات المستندة إلى العقل، فلا بد من أن تقوموا بأداء رسالتكم لتنوير الفكر ونشر الثقافة”.

بدوره ألقى رئيس الاتحاد الدولي للناشرين واي إس تشي، كلمة شكر فيها القاسمي على “دعوته للاتحاد لحضور افتتاح فعاليات الدورة 32 للمعرض، وهنأ لبنان لاختياره كضيف شرف للدورة الحالية من المعرض،  وقال: “سرني ما وجدته هنا في دولة الإمارت، من تنام في جمعية الناشرين الإماراتيين، خلال لقاءاتي المتعاقبة معهم، وآمل أن نواصل البناء على علاقتنا”.بعدها كرم القاسمي الفائزين بجوائز المعرض.

جوائز

  فازت رواية  “عندما تغضب” للمؤلفة دنيازاد السعدي والرسامة ظريفة حيدر، (صادرة عن “دار أصالة” للنشر-بيروت )  بـ “جائزة اتصالات لكتاب الطفل 2013  عن فئة أفضل إخراج، متفوقة على قصة “أنا رومي… أحب أمي، ولا أحب الفساتين الوردية” الصادرة عن “مؤسسة أروى العربية للنشر والتوزيع” من المملكة العربية السعودية للمؤلفة أروى داود خميس والرسوم لحنان قاعي، وقصة “عود السنابل” الصادرة عن “دار نهضة مصر” – جمهورية مصر العربية، للمؤلفة الدكتورة عفاف طبالة والرسوم لهنادي سليط. #

يذكر أن “جائزة اتصالات لكتاب الطفل”، التي  يمنحها  “المجلس الإماراتي لكتب اليافعين ” برعاية “شركة اتصالات”، إحدى أبرز الجوائز المخصصة لأدب الأطفال في العالم العربي وأهمها، غايتها  إثراء ثقافة القراءة وحب الكتب العربية لدى الأطفال من خلال إلقاء الضوء على  أفضل  الكتاب والرسامين والناشرين العرب.

وتأتي الدورة الخامسة لـ “جائزة اتصالات لكتاب الطفل” كمنعطف جديد في تاريخ هذه الجائزة، إذ نجحت على مدار السنوات الأربع الماضية في تعزيز أهمية أدب الطفل العربي، وإحداث نهضة جديدة في هذا القطاع الحيوي.

وتهدف الجائزة إلى: الارتقاء بصناعة كتاب الطفل في العالم العربي، تكريم كتب الأطفال المميزة والمبتكرة التي تتناول مواضيع معاصرة وتثري أدب الطفل العربي، تعزيز مكانة كتاب الطفل في مواجهة البدائل التقنية، وتحفيز الناشرين والكتاب والرسامين للإبداع في مجال نشر كتب الأطفال.

“عندما تغضب”

تتمحور قصة “عندما تغضب”، حول “هادي”، طفل يشعر بالغضب سريعاً إلى أن يهتدي إلى طريقة تجعله يهدأ ويخفف من غضبه، وهذه الطريقة هي الرسم والكتابة والغناء وما إلى ذلك.

الرسوم مدهشة وغريبة نوعا ما، مبتكرة وفريدة، تشبه الشخصيات فيها إلى حد بعيد الأسطوانات، ولم تعتمد الرسامة والمخرج الألوان الحية المعتادة كالأحمر والأزرق والأخضر، بل الأسود والرصاصي مع ظلال تضفي على الرسوم رونقاً وجمالا، لتأتي هذه الرسوم لائقة بنص جميل وطريف، يزيد من طرافة القصة وجمالها.

تسلمت مديرة “دار أصالة” شيرين مصطفى كريدية التي شاركت في حفل الإعلان عن الجوائز، بنفسها الجائزة، كمؤسسة لبنانية وحيدة تفوز بهذه الجائزة بين مؤسسات من خمس دول عربية أخرى، وقالت  في المناسبة: “فخر كبير لنا وللبنان أن نفوز بهذه الجائزة، ولبنان يستحق التألق دائما، لأننا ندرك جيدا مدى التعب الذي يبذل في سبيل نهضة الكتاب في لبنان، ولأننا نعرف أيضا أن التعب في الزرع لا يمكن إلا أن يؤدي إلى حصاد وافر”.

أضافت: “كانت المنافسة محتدمة وقوية، إذ أن الكتب الأخرى المشاركة في المنافسات ذات نوعية ممتازة، وروج لها في المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي وفي الإعلام، لكن قصة “عندما تغضب” كانت مميزة بحق، واستحقت الجائزة”.

من ناحيتها، تلقفت الرسامة ظريفة حيدر في لبنان الخبر بفرح وسرور، وقالت: “أنا سعيدة، وأبكي من فرحي، لا أعرف ما أقول، جل ما أستطيع قوله أني فخورة بهذا الفوز وهذه الجائزة، وشكرا لـ”دار أصالة” ولـ”المجلس الإماراتي لكتب اليافعين” الذي ينظم هذه الجائزة”.

جوائز أخرى

وبالنسبة إلى الجوائز الأخرى، فجاءت على المحو التالي:

جائزة أفضل نص:  قصة “أمي جديدة” للكاتبة الإماراتية مريم الراشدي (“دار العالم العربي- الإمارات).

 جائزة أفضل رسوم: قصة “عود السنابل” للفنانة المصرية هنادي سليط (دار نهضة مصر).

 فئة أفضل رواية لليافعين: قصة “أجوان” للكاتبة الإماراتية نوره النومان (دار نهضة مصر).

أفضل كتاب للأطفال: قصة “عود السنابل” (نهضة مصر للنشر).

كلام الصور

1- مشهد من حفل الافتتاح

2- مشهد من حفل توزيع الجوائز

اترك رد