صدرت عن «الدار العربية للعلوم ناشرون» رواية «رحمة» للكاتبة ناهد فران.
فيما يلي نبذة من الرواية: منهك هذا الجسد/ متعب حد الثمالة/ مهان، مغتصب، مقهور/ وبارد كآلة/ آلة حديد يعلوها الصدأ/ كلما لامسها أحد/ أصدرت صوتاً أليماً/ كأنين عجوز مريضة/ مرهق هذا الجسد/ بليد، فاقد للأحساس/ نهشت شهواتهم روحه/ وداست على كرامته/ أقدام الأنجاس…
حوار بين رحمة وشخص في الرواية:
في حي دار سلم… هناك… لا يوجد نظام للصرف الصحي أو شبكة للكهرباء… حتى إننا نحصل على المياه من البئر وإن أردنا النور ليلاً تحايلنا على الحياة لمد شريط كهربائي وإضاءة مكاننا… نحن يا صديقي سكان المحاوي، بيوتنا عبارة عن هياكل لما يمكن أن يدعى بيتاً… فما يبنى من الكرتون وعلب الصفيح وإطارات السيارات والأقمشة وأكياس النايلون لا يطلق عليه مكاناً للسكن… تلك المحاوي المسيجة لفصلها عن العالم الخارجي… لعزل ما دون البشر عن البشر… تلك المحاوي التي ينخر البرد عظام ساكنيها ليلاً ويدعون الله أن لا يرسل المطر كي لا تنهار فوق رؤوسهم… واحدة منها هي التي ضمتني أنا وعائلتي وإخوتي وأولادهم لسنوات وسنوات ..
– كنت أشك بأنك من الأخدام …
انتصبت جالسة وهي تقول بحدة :
– لسنا أخداماً… نحن لسنا بخدم لأحد… ولكننا المهمشون في تلك البلاد.