افتتح الأديب ناجي نعمان الموسمَ العاشر لصالونه الأدبي الثقافي (2017-2018)، فاستقبل الفنَّان النحَّات بيار كرم في مؤسسته للثقافة بالمجان ضيفًا مكرَّمًا في “لقاء الأربعاء” الخامس والخمسين.
بعد النشيد الوطني، خاطرةٌ من نعمان في جورج رحمة وشادية، فترحيبٌ منه بالحضور وببيار كرم الذي وجد فيه “خبيرَ إزميلٍ ينطقُ بكلِّ اللغات، وبشتَّى الموضوعات”، وقد “تخلَّى عن الكلام، المُباح منه، وغير المُباح، لإزميلٍ يتجاوزُ الكَلِمَ، وعِلمَه، إلى الروح”.
وجرى عرضٌ لأعمال الفنَّان الضَّيف على موسيقى لمرسيل خليفة، ثمَّ تكلَّمت الدكتورة إلهام كلاَّب البساط فقالت: “مَن يدخلُ محرابَ بيار كرم في عمشيت، ويتجوَّلُ بين حَناياه، يحارُ بين رقَّة وقوَّة، بين ضربة ولمسة، بين أتون وسكون. ليس من تمثال يُشبهه، سواء اختاره أو اختير لها، ولكنه واحدٌ في كلِّ تماثيله، هو هو في وجوه هؤلاء الآخَرين، يتشارك حياتهم، يتقاسم ما يمثِّلونه من قيَمٍ ومفاهيم، يُسامر من كان كهلاً، يحاور من كان مفكِّرًا، يعايش من كان صديقًا، مُعَقلنًا يده من كلِّ انفلات، مُطلقًا العنان لإبداعه”.
وكانت كلمة للدكتور نزار ضاهر، نقيب الفنَّانين التَّشكيليِّين، ومستشار وزير الثقافة، منها: “صاحب واقعيَّة متألِّقَة، وخلفيَّة فنيَّة رصينة، متماسكة. إبداعاته النحتيَّة تصادق الناس، فتخلق علاقة جدليَّة من خلال أنسنته الحجرَ؛ فهل سمعتم بحجرٍ ينطق؟! شكرًا لكم تكرِّمون فنَّانًا نحَّاتًا، وقبل كلِّ شيء، تكرَّمون إنسانًا لبقًا، دمِثًا، خلوقًا، مختصرًا جدًّا في الكلام، فيأسركم بمحبَّته وصفائه”.
وأما مرسيل خليفة، رائدُ الكلمة والنَّغم، فقال: “بيار كرم يأخذنا إلى واقع جديد، حياة ورؤًى، ينحت فيه وجهًا آخر للحياة المُشتهاة. في عذوبته قسوةُ الريشة على بؤبؤ العين؛ وفي قسوته عذوبةُ التفاصيل الساطعة بجُنوح الطين إلى الخروج من الحسيِّ إلى المُجرَّد. وبعد الطين والشمع يسكبُ البرونز في باب جنَّة النَّار ليقومَ التمثالُ مُضرَّجًا بالمعاني والحنين”.
وأضاف: “بيار، أخرجُ من ذاتي إليك بسنونو حنين يُشبه الكلمات، فأراك وقد خرجتَ من ذاتك ومن تماثيلك إليَّ طيفًا يستضيفُ ضيفًا على مساءٍ يتدلَّى علينا من وطن “الإشعاع والنُّور”، طبعًا بين مزدوجَين، ولكن في وسعنا أن نواصل حركةَ المعنى العابرةَ الزَّمن، والدِّفاعَ عمَّا تبقَّى فينا من أرضٍ وسماء. وما دمتَ، وقد عيَّشتَني مرَّةً أخرى من خلال تمثالك، فإنَّ عليَّ اليومَ أن أتمرَّدَ على التِّمثال، وأن أُحبَّ الحياةَ أكثر، وأحبَّكَ أكثر.
وأنهى: “بيار كرم يدُه هي التي ترى، وقلبه هو الذي ينحت”.
وسلَّم نعمان ضيفَه شهادة التكريم والاستضافة، وانتقل الجميع إلى نخب المناسبة، وإلى توزيع مجاني لآخر إصدارات مؤسسة ناجي نعمان للثقافة بالمجان ودار نعمان للثقافة، بالإضافة إلى كتب الأصدقاء، من مِثل غادة الخرسا وإميل كبا ومحمَّد إقبال حرب وتوفيق بحمَد، كما وُزِّع قرصٌ مُدمَج لأعمال كرم، وجالَ الحاضرون في مكتبة المجموعات والأعمال الكاملة وصالة متري وأنجليك نعمان الاستعادية.
هذا، وتميَّز اللقاء بحضور جمهرةٍ من مُحبِّي الفن والثقافة والأدب، من مِثل الشُّعراء والأدباء والفنَّانين والدَّكاترة والأساتذة: أنطوان رعد، إميل كبا، جان كميد، نديم نادر، نايف علوان وولديه فيرونيكا وغابريل، سهيل قاشا، توفيق بحمَد وقرينته، جورج مغامس، مازن زكريان، سيمون عيد، بهيج مخُّول، رزق الله قسطنطين، زاهي ناضر، سهيل مطر، عصام خير الله وقرينته أنَّا ماريَّا بوكوتشي، جوزف خليفه وقرينته عايده، حبيب ياغي، جورج بارود، جورج شامي، دلال جسري، نهاد حبيب، شادي روحانا، أنطوان لحُّود، فرنسيس منصور، طوني عيسى، يُسرى بيطار، محمود عثمان، سمر مزهر، غنوة رضوان، عارف الريِّس وقرينته غادة، أسامة كلاَّب، جوزف أبو نهرا، رنا روحانا، موريس غصن، رواد روحانا، الياس حبيب، سمير أبي راشد، راغدة جابر، أندريه نمُّور، محمَّد إقبال حرب، فادي قبَّاني، سوسن شهيِّب، مارلين سعادة، سهير أبو زيد، نيكولا جنحو، زكريَّا الجدَّة، روكز زغيب، جوزف مسيحي، شربل عقل، بشير زغيب، سيمون خليل، شربل شهوان، ماري تيريز الهوا، بيار أبي شهلا وقرينته ميشلين مبارك، لودي مرعب، جوزف فالوغي وقرينته ألين، نبيل نصَّار، إيليج حشَّاش، سليم أبو معشر، جورج روحانا، هوغيت روحانا كرم، حياة كرم، إلى عقيلة المُحتفى به لاريسَّا وابنته ألكسندرا.