افتتح معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الثانية والأربعين يوم الأربعاء 15 نوفمبر وسط مشاركة واسعة من دور نشر عربية ودولية وحضور كبير من المثقفين والمسؤولين والجماهير التي حرصت على التواجد منذ اللحظات الأولى وحتى قبل الافتتاح الرسمي.
وقال وزير الاعلام الكويتي بالوكالة الشيخ محمد العبدالله الصباح في تصريح للصحفيين عقب افتتاح المعرض ممثلا عن رئيس الوزراء إن هذه الفعالية ”أصبحت جزءا من الرزنامة الثقافية العربية“ وليست حدثا كويتيا أو خليجيا فقط.
وأضاف العبدالله أن حجم الإصدارات الجديدة وجودة المعروض ”أمر يبعث على الاعتزاز“ لاسيما مع وجود مشاركة واسعة من 30 دولة خليجية وعربية وأجنبية.
ويشارك في معرض الكويت الدولي للكتاب المقام في أرض المعارض الدولية في منطقة مشرف بجنوب غرب العاصمة هذا العام 482 دار نشر من 30 دولة عربية وأجنبية منها 423 دار نشر أهلية و53 مؤسسة رسمية و6 منظمات عربية ودولية وتبلغ مساحة العرض الإجمالية 11.850 ألف متر مربع.
وتضم قاعدة بيانات المعرض أكثر من 160 ألف كتاب منها 11 ألف كتاب جديد صدرت في 2017. ومن هذه الكتب الجديدة أكثر من 7400 كتاب عربي وأكثر من 500 كتاب أجنبي و1080 كتابا جديدا عربيا للأطفال أما كتب الأطفال الأجنبية الجديدة فتبلغ 1385 كتابا.
وأعرب العبدالله عن أمله أن يتفاعل الجمهور مع هذا المعرض الهام وأن يستمر المعرض بالنمو عاما بعد عام وأن يصبح أهم معرض للكتب في المنطقة.
وهج الثقافة يطغى على أزمات السياسة
غابت التوترات السياسية التي تلف منطقة الخليج هذه الأيام عن افتتاح المعرض حيث كان لافتا مشاهدة مؤسسات حكومية وأهلية قطرية وأخرى خليجية جنبا إلى جنب في أروقة المعرض.
وتسعى الكويت للوساطة من أجل حل الأزمة الناجمة عن قطع السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع قطر متهمة إياها بتمويل جماعات متطرفة والتقارب مع إيران. وتنفي قطر تلك الاتهامات.
كما غابت عن المعرض أيضا التوترات السياسية الداخلية في الكويت التي استقالت حكومتها في نهاية أكتوبر تشرين الأول الماضي تفاديا للتصويت على طرح الثقة بالوزير محمد العبدالله بعد استجوابه من نواب البرلمان.
وكان محمد صالح العسعوسي الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت قال في مقابلة مع رويترز هذا الأسبوع إن المعرض سيكون تظاهرة ثقافية تنأى بأنشطتها عن القضايا السياسية التي يعج بها الإقليم حاليا.
وحضر الافتتاح عدد من المسؤولين والسفراء منهم السفير الأمريكي في الكويت لورانس سيلفرمان الذي قال لرويترز إن المعرض ”عظيم“ ويمثل فرصة للجمهور من الكبار والأطفال للتعرف على الكتب والإصدارات الجديدة في المجالات العلمية والأدبية والروائية.
وأضاف السفير أن الولايات المتحدة لديها جناح في المعرض يضم خمسة آلاف كتاب وهو يمثل فرصة جيدة للكويتيين للاستفسار عن الفرص التعليمية في الولايات المتحدة حيث يرتبط البلدان بعلاقات قوية في مجال التعليم.
وأوضح أن المعرض يعتبر أيضا فرصة لتبادل الأفكار لاسيما أن الكويت واحدة من الدول المنفتحة على الأفكار الجديدة معربا عن سعادته بوجود الأطفال في المعرض.
وكان لافتا تواجد عدد كبير من حافلات المدارس المكدسة بالأطفال في أرض المعارض وعلى أبواب الصالات قبل أن يفتح المعرض أبوابه رسميا للزائرين.
وهناك صالة مخصصة للأطفال في المعرض كما توجد أنشطة ثقافية مخصصة لهم ينظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالتعاون مع السفارات الأجنبية والمؤسسات المختلفة.
وقالت شيخة المطيري التي جاءت إلى المعرض ممثلة لمركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بالإمارات إن الكويت معروفة باهتمامها الخاص ”بالطباعة الجيدة والرصينة“.
وأضافت أنها متأكدة أنها ستجد كل ما تبحث عنه لمركز جمعة الماجد الذي يهدف إلى حصول الباحث على المعلومة من ”مصدرها الحقيقي والجاد“.
وقالت لرويترز ”إنني كشاعرة أبحث عن الوجوه التي كنت أراها فقط في الصور من الأدباء.. ربما أجدهم في بعض الممرات .. ربما أحضر ندوة من الندوات.. الكويت قامة في تاريخ الأدب والكتابة“.
ويعقد المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت أنشطة ثقافية متنوعة على هامش المعرض وبشكل يومي وأحيانا متزامن حيث تدور موضوعاتها هذا العام حول الرواية العربية وتفاعلها مع الواقع والتفاعل العربي مع عصر المعلومات وقضايا النشر الالكتروني في أسواق الخليج.
كما سيتم استضافة العديد من الفنانين والكتاب من دول عربية مختلفة. وسيتم توزيع جوائز مسابقة الكويت عاصمة الشباب العربي المخصصة للشعر والقصة والفن التشكيلي على هامش المعرض.
وجرى الاتفاق مع تلفزيون (بي.بي.سي) العربي على بث مباشر لبعض الندوات التي ستقام في المعرض. كما يضم المعرض أيضا مساحات مخصصة لإبداعات الشباب في الفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي.
وقال العسعوسي للصحفيين إن هذا الجمع الكبير من الناشرين يقدمون زادا ثقافيا متميزا للجمهور خلال أيام المعرض سواء من خلال الكتب التي يعرضونها أو من خلال الندوات والمحاضرات المصاحبة.
وتابع قائلا إن معرض الكويت للكتاب يعتبر ثاني أكبر معرض على المستوى العربي ومن شأن الوجود المكثف للخدمات التي يقدمها المجلس أن يساهم في توفير الأجواء المناسبة للناشرين والجمهور وخروج المعرض بأفضل صورة ممكنة.
(الكويت -رويترز)