تحت عنوان “كلمات الآخرين” انطلق صالون الكتاب الفرنكفوني في دورته العشرين في البيال – بيروت (1- 10 نوفمبر) من تنظيم المعهد الفرنسي التابع للسفارة الفرنسية في لبنان، بالتعاون مع وزارة الثقافة ونقابة مستوردي الكتب في لبنان، وبرعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان.
يستقبل الصالون ضيوفاً مرموقين، وفنانين محترفين من العالم أجمع، ويحفل بنشاطات ولقاءات يستفيد منها الكبار والصغار.
الأكاديميّة الفرنسية ضيف الصالون هذا العام، على رأسها السكرتير الدائم Hélène Carrière d’Encausse و Xavier Darcos المنتخب في مقعد فيها في يونيو 2013. يذكر أن الأكاديمية الفرنسية تأسست عام 1635، بهدف إعطاء اللغة الفرنسية قواعد تسمح لها بالنضوج، هذه المؤسسة تطور القاموس الذي يتجدد كل سنة.
من أبرز محطات الصالون إطلاق المعهد الفرنسي في لبنان ومكتب الشرق الأوسط في الوكالة الجامعية الفرنكفونية (AUF)، الدورة الثانية من الجائزة الفرنكفونية الإقليمية Liste Goncourt / Le choix de l’Orient، برعاية ماتياس إينارد، صاحب رواية Rue des voleurs الفائزة بالجائزة في 2012، وحضور فيليب كلوديل، عضو أكاديمية غونكور، أما لجنة التحكيم فتضمّ 15 عضواً برئاسة شريف مجدلاني ( روائي وأستاذ في الآداب).
للترجمة جناح مخصص لناشرين لبنانيين بالعربية يهتمون بترجمة مؤلفات فرنسية إلى العربية. تأتي هذه الخطوة بهدف جعل بيروت مساحة للتبادل بين الفرنكفونية والعربية. في هذا السياق أيضاً تنظم نشاطات تسمح بتبادل حقوق النشر بين الناشرين اللبنانيين والرنكفويين، ومعالجة قضايا تتعلق بالترجمة وعقد لقاءات مع مؤلفين أجانب.
يستضيف الصالون أدباء فرنكفونيين من بينهم: Gilbert Ashcar, Rachid Benzine, Rémy Courgeon, Xavier Darcos, Mathias Enard, Denis Genequand, Dany Laferrière, Charif Majdalani, Souleymane Mbodj, Olivier Poivre d’Arvor, Philippe Claudel, Katarina Mazetti et Carole Chaix
معارض
تتجاور المعارض في صالون الكتاب الفرنكفوني مع النشاطات المتعلقة بالكتاب والكتّاب،أبرزها: معرض بعنوان “إيميه سيزار” ، بمناسبة مئوية ولادة إيمية سيزار (من المارتينيك)، يعيد رسم الأوقات المهمة ومعارك الكاتبة والشاعرة والسياسية.
معرض للرسام التشكيلي والشاعر مازن كرباج، يعرض جداريّة تبين عمله في 2012 بشكل يوميات حميمة مزينة برسوم. لكرباج مجموعة رسوم نشرها يومياً على الإنترنت خلال حرب 2006.
مجموعة فؤاد دباس: خلال حياته جمع فؤاد دباس أكبر مجموعة من البطاقات البريدية والصور الفوتوغرافية القديمة في الشرق الأوسط، بدأت هذه الهواية على ضفاف السين عام 1975 عندما حصل على خمسين بطاقة بريدية لطبيعة لبنانية في نهاية القرن التاسع عشر. جال العالم لتعزيز هوايته وبلغت مجموعته عند وفاته عام 2001، 45 ألف صورة. يضم المعرض نماذج من الصور من المجموعة.
مشهد ثقافي
أوضح جورج تابت، نقيب مستوردي الكتب في لبنان، “ان المعرض يشكل فسحة مميزة لاكتشاف الحياة الثقافية اللبنانية والمشهد الثقافي في المساحة الفرنكوفونية، ينتظره الجمهور اللبناني كل سنة، بشغف، ويتخطى باشعاعه الحدود اللبنانية”.
أضاف في كلمته التي ألقاها في افتتاح الصالون: عرف الصالون في السنة الماضية نجاحاً، ما دعا المنظمين للابتكار أكثر والإتيان بالجديد من خلال دعوة الأكاديمية الفرنسية للمشاركة هذه السنة، وعلى رأسها الأمينة العامة هيلين كارير دنكوس، والشاعر الفرنسي – البريطاني ميكايل إدواردز، والكاتب دومينيك فرنانديز، والكاتب اللبناني امين معلوف، ويستقبل المعرض نحو 100 كاتب لبناني واجنبي”.
بدورها اعتبرت سلوى ناكوزي، رئيسة منطقة الشرق الأوسط في الوكالة الجامعية الفرنكوفونية، في كلمتها في المناسبة “ان هذا المعرض هو مدرسة حياة، ووجوده كل سنة هو تحد، وهذه السنة التقى الفرنكوفونيون ليحتفوا بعيد الكتاب، من وزارة الثقافة إلى سفارات بلجيكا، كندا، سويسرا ونقابة ناشري الكتب والسفارة الفرنسية التي وضعت إمكاناتها لإنجاحه والكتاب. وهذه السنة نحتفل “بكلمات الأخرين”، كلمات الأخرين ضد امحاء الآخر وسلاح من أجل كل الذين يعانون من حروب الآخرين”.
قيم مشتركة
أشار باتريس باولي ، السفير الفرنسي في لبنان إلى ان معرض الكتاب في بيروت هو لقاء بين الكتاب والناشرين والموزعين والقراء، وقال: “الفرنكوفونية هي جماعة متعددة متنوعة منفتحة تجمعها قيم مشتركة، ترى في الاختلاف فرصاً وفي التنوع مكسباً، ثمة كتاب يأتون من العالم أجمع، وهذا التنوع يجد صدى في لبنان، هذا البلد المتنوع والمتعدد اللغات والثقافات والطوائف، الذي لن يخط مستقبله سوى مجموع أبنائه ومكوناته، والجمهور الكبير لهذا المعرض يظهر، منذ عشرين عاماً، بأن اللغة الفرنسية غالية على اللبنانيين، وبأن قيمتي الاحترام والتسامح تجدان صدى.الفرنكوفونية هي جزء من هوية لبنان، وتجدد بيروت اليوم عهدها مع اللغة الفرنسية أمام عدسات الإعلام”.
وشكر كل من ساهم في انجاح هذا المؤتمر، معتبراً أن لبنان يعيش أوقاتاً صعبة، والتجربة تكمن في الإنغلاق على الذات ورفض الحوار، ولكن يجب أن يشكل معرض الكتاب هذا مثالا بأن تنوع الثقافات والعادات ليست عائقا أو حاجزاً بل غنى”.
أما كابي ليون وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال فأوضح أن “إقامة معرض الكتاب دليل بأن لبنان يبقى منارة ثقافية، وركناً من أركان الفرنكوفونية، رغم الوضع السياسي الداخلي والإقليمي غير المستقر والمقلق، فاللبنانيون يتحدثون الفرنسية ويحبذونها ويكتبونها. وهذا المعرض يشكل فرصة وموعداً لمحبي الكتابة، فالفرنكوفونية، بالنسبة لنا، هي التزام لخدمة ثقافة وقيم وأسلوب تفكير ونمط حياة. ولبنان اعطى هذه اللغة كتابا مميزين لن اعددهم لأني لن انتهي من ذلك الليلة”.
أضاف: “صحيح أن قوى الظلام تحاول أن تشدنا إلى أسفل الدركات محاولة، بمختلف الوسائل، إعادتنا إلى ساعات الحرب المؤلمة، ولكن الصحيح أيضاً أن الغالبية العظمى من اللبنانيين تفتش عن السلام والأمن والاستقرار، فاللبناني يحب الحياة ومنفتح على كل الثقافات في العالم”.
تابع: “شرف لي أن أفتتح هذا المؤتمر وأمثل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وأشكر باسمه فرنسا والمعهد الفرنسي على كل الجهود المبذولة لإنجاحه، كما أشكر المنظمين، ووزارة الثقافة فخورة بأن تكون شريكة للسنة الثانية على التوالي في هذا المعرض. آن الآوان بأن يمسك كل اللبنانيين، من دون تميز، بدعم وتشجيع من أصدقائهم أيديهم وأن يرتقوا عاليا، عندها لن تتمكن أي قوة في العالم منعهم من الخروج من المستنقع، وسينطلقون كطائر الفينيق من جديد”.
كلام الصور
1- Hélène Carrière d’Encausse
2- Mathias Enard
3- Xavier Darcos