أحلام ألإنسانه الحاضنة لكل القلوب
الأديبة اللامعة كضوء القمر ..
وأنت تذرفين دموعك حباً لتلك المجاهدة التي. تركتِ قلبك على جبينها. الشاوية التي زرعت فيك حبا وقوة وانتماءً ، لهذا الوطن الغالي، كم أنت قوية عندما تعترفين أن هناك من يكتب (هذا اعترافك طبعاً) افضل منك، لا لشيء إلا لأنك صادقة ومحبة للآخرين للتواضع للحب..لان ما تبدعينه وصل لقلوب الملايين بصدق وإحساس كبيرين.
أنا اصدقك لان قراءك يشبهونك، وأشعر أنني أشبهك ببساطتك صفائك بحبك القوي.. أنت سيدتي النبع القوي، الذي لا ينضب.. واخترعت مدرسة متفردة، في الأدب العربي. أنت من تنشرين الحلم الجميل من أجل حب الوطن في قلوبنا حتى ولو ان { الاحلام خلقت كي لا تتحقق } وحريتها التي تصل الى عنان السماء ، يكفينا أننا نعيشها بكل جمالها,
تنثرين الحرف كأزهار الربيع كأوراق الخريف، التي ترسم على الأرض أجمل صورة لتغيير الطبيعة ، واستمرارها وتجديدها في الحياة.. كزخات المطر التي تدغدغ أحاسيسنا وتغسل أرواحنا المثقلة بالآهات والزفرات والألم والغبن..
أنت سيدتي الجميل ، من تزيحين هذا الوجع .. تعبدين الدروب الشائكة بالأمل والتحدي، بإبداعك وتواضعك، الى الاشتهاء الأول للحياة .. إلى صفاء الروح.. كلنا نلتقي مع البشر لكن الإنسان فينا أصبح نادرا، وانت صنعت فينا الإنسان المحب للسلام وللوطن وللخير والإحسان.
أحسست فيك الروح المشبعة بالإنسانية، لمسته وأنا ألتقيك أول مرة، كانت لهفتنا توازي صواريخ أرض أرض. في صمتٍ ولهفة كلقاء عاشقين أضناهما الفراق ، كعاشقين كانا يتبادلان رسائل الحب خفيتاً من الجيران وساعي البريد يأتي على دراجته في قيلولة الصيف، نختبئ وراء شجرة الحي ونقاطعه من أجل أن نسأل عن آخر رسالة حبِ وصلت، ونرتبك عند فتحها بلهفة الحب الأول .. برعشة العشق الابدي ، هكذا أحسست وحين احتضنا بعضنا أنا وأنت كالزمان خريف جزائري ساخن، رغم تعري الأشجار من أوراقها، المكان المعرض الدولي للكتاب سنة 2016 ، هنا قرأنا في الجرائد أن الأديبة والروائية الكبيرة أيقونة الحرف العربي ستكون اليوم على موعد مع قرائها ، صادفت جمهوراً غفيراً ينتظر دوره، هنا تزرعين الفرح في قلوب القراء والعشاق والعذارى، واعتذرت لقرائي الذين كانوا يتهافتون من أجل إهدائهم حروفي (على حافة القلب ) ما لم يقله هذا القلب المثقل بالآهات ..
قلت اعتذرت وتسللت خفيةً نحو جناح وزارة الثقافة فكانت دهشتي. كبيرة جداً وجدت طوابير كبيرة تنتظر لقاءك واندهشت أن معظم القراء نساء، فقلت من المستحيل أن أتمكن من رؤيتك ولو للحظة اسرق منك عطرك الجميل واستبشر ببسمتك الشفافة كعطر الورد وأحظى بتوقيع منك لأجمل كتبك، اقتحمت المدخل الرسمي للعمال ، كان الحارس غليظ اللهجة ، نظر إلي نظرة تشبه رعب هتلر ( ممنوع الدخول من هنا ) تحدثت معه بلطف، قلت له مشغولة ولا يمكنني أن انتظر دعني ادخل من هنا ) أدار وجهه ولم يرد ، شعرت بالخجل كيف أنا ابنة الوزارة ولا يتركني ادخل !؟ فكان إصراري عنيدا يجب أن أدخل مهما كان الموقف، بقيتُ انتظر يمر شخصُ ما يعرفني أو اعرفه، وأنا استدير وجهي سمعت أحدا ينادي: أستاذة .. أستاذة أهلا بك فاستدرت إليه فكان أحد إطارات وزارة الثقافة، فقلت له: الحارس لم يدعني أدخل اريد فقط اللقاء بالروائية أحلام ، فقال لي: تفضلي أهلا والتفت للحراس وكاد يلتهمهم بالصراخ ….
المهم كل هذا يهون من أجل أن التقي بأحلامنا الجميلة تمنحنا الحب، تنثر واقعا من الابحار في روايتها حقيقةً …أخذني عند سيدة مهذبة كانت تنظم اللقاء قال لها ( اتهلاي في الأستاذة ) احتضنتني بكل حب. ورافقتني الى أحلام، وجدتك غارقة ترسمين القبل بأحمر الشفاه الجميلة على أحدى روائعك وتهدينها لطفلة لا تتجاوز العشر سنوات..
كم هو رائع أن يحبك الصغار لان حبهم عفوي ويكبر معهم …كم خجلتُ من نفسي حين مررت أمام تلك الطوابير من القراء التي. كانت تنتظر دورها بفارغ الصبر ، كم كان حضنك يشبه حضن الوطن ، أنت فيها جناحُ للوطن .. أنت المواطنةُ التي تعج بحب الوطن حتى الفرح، كنت تشبهين رائحة الياسمين وعطر الفجر ، أحسست حينها انك سيدة ملكت قلوب الملايين من القراء لأنك تكتبين بصدق وصفاء قلبك ، اخترت كتابك {نسيان com}، عنوان مثير جدا للجدل وللقراءة ، وخاصة أنه ممنوع على الرجال، لتوقعي عليه حروفك الخالدة، وأهديتك ديواني على ( حافة القلب ).
سمعت وشوشات من الفتيات الجميلات اللواتي انتظرن طويلا ، ( انظروا إنها زميلتها هي أيضا أديبة ..!؟ أردتُ أن آخذ صورة بكتابك لكنك اخترت أن نأخذ الصورة مع ديواني ، هذا الكرم والشرف افاض لقلبي حباً لتواضعك وطيبتك التي تحتضن الكون.
كم سكنت قلبي وأحتليت كياني، بهذا التواضع المرهف الإحساس ، قوة فكرية توازي الكون ، حينها أدركت سر نجاحك … كم أنت سيدتي عظيمة كعظمة هذا الوطن ، وعالية كشموخ جبال الاوراس…
حبي الذي اكنه إليك من القلب .