افتتتحت ندوة الإبداع موسمها الثقافي للعام 2017/ 2018، بندوة حول “فاعلية المرأة في موقع القرار” في مركز توفيق طباره / الصنائع ، وذلك بحضور دولة الرئيس حسين الحسيني والعديد من الوزراء والنواب وممثليهم ، وبحضور ممثل قائد الجيش العماد جوزيف عون العقيد المهندس وليد مشموشي، وممثل اللواء طوني صليبا مدير عام أمن الدولة النقيب أحمد نصار، والملحق السعودي ماجد الحويجان، والمهندس فؤاد مخزومي رئيس حزب الحوار الوطني ،والمديرة العامة لوزارة الاقتصاد عليا عباس ، وممثل عن رئيس الجامعة اللبنانية وعن رئاسة الجامعة الإسلامية ، والمحامية مايا الزغريني ممثلة رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة السيدة كلودين عون روكز ، ورئيسة الاتحاد النسائي المحامية إقبال دوغان والعديد من السفراء والعمداء و القضاة والمحامين ورجال الدين والكتاب والمثقفين والهيئات النقابية والثقافية والاجتماعية والنسائية الذين أثروا بوجودهم أهمية طرح موضوع أحقية المرأة بالوصول إلى موقع القرار السياسي .
كما أرسل فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون رسالة تهنئة للدكتورة سلوى الخليل الأمين رئيسة ندوة الإبداع المنظمة لهذه الندوة، كما تلقت رسالة تهنئة من اللبنانية الأولى السيدة ناديا الشامي عون ، إضافة إلى العديد من البرقيات المشجعة والداعمة.
أدارت الندوة الدكتورة سلوى الخليل الأمين رئيسة ندوة الإبداع ، بدءا بالنشيد الوطني ومن ثم بكلمة الافتتاح حيث قالت: … إن عملية تهميش دور المرأة في الحياة السياسية يتناقض مع المفهوم المثبت والقائل ” إن المرأة والرجل متساويان في الحقيقة الإنسانية “، ومع مفهوم الدستور اللبناني الذي نص على أن الشعب مصدر السلطات ، والشعب هو الرجل والمرأة على حد سواء. وأضافت ، بطرح بعض الأسئلة ومنها : لماذا ما زالت المرأة اللبنانية تتعرض للقمع والضغوط المختلفة لمنع مشاركتها في المجلسين التشريعي والتنفيذي وإن حصل الأمر فبخجل شديد وبناء لحسابات عائلية أو حزبية ؟
ـ لمصلحة من تهميش دور المرأة وإقصائها عن موقع القرار بما في ذلك من تعطيل، لما تمثله عدديا كونها تشكل نصف المجتمع ، علما أنه في لبنان تبلغ نسبة النساء 52% ؟
- لماذا التنكر لها كقوة انتاجية هائلة ؟ علما أن المرأة اللبنانية أثبتت كفاءة متميزة في المواقع المتقدمة التي تبوأتها في القطاعين العام والخاص؟
تتعدد الأسئلة ومنها أيضا : هل سيتمكن المواطن اللبناني من إيصال المرأة اللبنانية الكفوءة إلى المجلس النيابي في العام 2018؟ وأنهت كلامها بالقول : إن المجتمع القادر على رفع مكانة المرأة عبر تشجيعها على إثبات وجودها كعنصر فاعل في خدمة المجتمع ، هو المجتمع المتمكن من رسم الأطر المتطورة الصحيحة القادرة على التغيير ، لهذا على المرأة المستقلة والفاعلة على الساحة اللبنانية تخطي كل الحواجز التي تعيق وصولها لمواقع االقرار، وفرض وجودها بجرأة على اللوائح الانتخابية المقبلة، إنطلاقا من مواطنتها الصافية الملتزمة بلبنان وطنا للابداع والإشعاع والنور.
أحمد طبارة
ثم أعطت الكلام للأستاذ أحمد طباره رئيس مركز توفيق طباره الذي قال : ..في العودة إلى موضوعنا اليوم أنطلق مما هو معروف أصلا ، فالناس ليسوا إلا إناسا وحدتهم الإنسانية وأعطتهم صفات مختلفة ، لذا ذكر القران الكريم :” أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى” من هنا نلاحظ أن لا تمييز بين الرجل والمرأة ، لذا يمكننا تسمية الرجل بالإنسان الرجل، والمرأة بالإنسان المرأة. هنا الانطلاق ، فالمرأة والرجل إنسان وفي مسيرة الحياة توزعا الأدوار للتعاون على واجبات الحياة ، وهذه الواجبات أو الأدوار هي التي ركبت وهم سيطرة الإنسان الرجل على الإنسان المرأة .
القضية ليست من أحسن من من ، ولكن القضية من هو قادر على القيام بهذا الدور أحسن من الآخر، وفي هذا التطور السريع أخذ الإنسان المرأة يقوم بالأعمال التي كانت متروكة للإنسان الرجل ، ونحن في لبنان نرى كل يوم تقدم للمرأة في كثير من المجالات والمواقع، ومع هذا تبقى أماكن مفتوحة أبوابها تهاب قدرات المرأة ومنها دخولها البرلمان، وفي لبنان إذا وصلت إلى المجلس النيابي فهي أرملة فلان أو زوجة رجل مرموق إلى آخر المعزوفة المتبعة.
وختم قائلا : تهاني للدكتورة سلوى الخليل الأمين التي عودتنا على طرح المواضيهع الساخنة التي يعيشها مجتمعنا ، ومن هذا المنبر كم وكم كان لها صولات في الإضاءة على المشاكل العالقة ، وها هي اليوم تثير موضوع فاعلية المرأة في موقع القرار، إنطلاقا من فاعلية دورها في مجتمعنا النابض دوما بما نأمل له أن يكون في المستقبل الآتي,
عمر زين
أما المحامي عمر زين ، الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب فقد أثنى على طرح الموضوع في هذا الظرف بالذات، خصوصا ولبنان مقبل على انتخابات نيابية من حق المرأة المستقلة صاحبة الانجازات أن تخوضها بجرأة وفاعلية، واستشهد بما صدر في منهاج عمل بيجين ، المادة 25 التي جاء فيها ” إن النهوض بالمرأة وتحقيق المساواة بينها وبين الرجل هما مسألة متصلة بحقوق الإنسان وشرط للعدالة الاجتماعية، وينبغي ألا ينظر إليهما بصورة منعزلة على أنهما من المسائل الخاصة بالمرأة”.
وأردف قائلا بعد عرض مطول لوجود المرأة في مختلف المواقع الإدارية والحياتية والمجتمعية: إن التركيبة اللبنانية هي عائلية مبنية بمعظمها على الطائفية والمذهبية، وهي في الجوهر أبوية قبلية، تأصلت خطورتها بتوفر المال السياسي لها مع حمل الشعارات التي تهم المواطن دون العمل على تنفيذها، وعليه فإن الواقع الاجتماعي بعاداته وقيمه وثقافته الذكورية هو العائق الأكبر أمام مساهمة المرأة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وكلها لا تسمح للمرأة إلا بحيز محدود من الحركة ، مما يقف عائقا دون تقدمها نحو الصفوف الأولى من المسؤولية، من أجل ذلك لم نشاهد المرأة في المسؤولية السياسية إلا بعد وفاة زوج أو أب أو أخ، أي أنه أمر مبني على العاطفة بعيدا عن كل مقومات العمل السياسي الوطني الصحيح ، الذي يتطلب امتلاك الفكر، والموقف السياسي الوطني المبني على إرادة التغيير والمرتكز على العمل الجاد قفي بناء الدولة الديموقراطية لصالح الوطن والمواطنين، مع المساءلة والمحاسبة خاصة ضد الفساد”.
وختم بالقول: “المرأة كالرجل يمكن أن تكون نتاج عمل وطني مؤمن بالسيادة والاستقلال والديموقراطية والسلم الأهلي للنهوض بالوطن، وتكون أيضا ضد التطرف والتعصب والتكفير والإرهاب، أو من نتاج مغاير لكل ذلك، وعلى هذا الأساس يتبلور القرار ، إما لصالح المواطن والوطن أو للمصالح الشخصية”.
غالب غانم
بعده تكلم الرئيس القاضي غالب غانم رئيس مجلس القضاء الأعلى سابقا، قائلا:”عودتنا ” ندوة الإبداع ” ورئيستها الدكتورة سلوى الخليل الأمين على إطلاق المبادرات الرائدة وإيقاظ السجالات ذات الجدوى وعلى المشاركة في نسج ثوب من أثواب الرقي يوم الأنظار مذهولة بما تشهده من رجعى وقهقرى في ميادين جمة ، خاصة وعامة، اجتماعية وأخلاقية وبيئية وسياسية وكيانية. يوم لا مساوة إلا في الكلام ، ولا ديموقراطية إلا على القياسات ، ولا علمنة إلا في أصوات بعض المنورين من نهضويين ومحدثين ، وقد بحت ولا حياة لمن تنادي”.
وأردف قائلا: “لست أجامل إذا أعلنت انحيازي إلى ما أثبته العلم، وأثبتته التجارب ، حين أسقطا مقولة تفوق الرجل، وشهدا لقدرة المرأة على المشاركة في صنع القرار، والتطلع إلى ما هو خير وترق للمجتمع. والحق أن الرجل والمرأة ، إذا تساويا في القدرة والبذل وتأدية الدور، فيبقى أنها قد تتخطاه إذ بمستطاعها أن تلف العمل الذي تؤديه بوشاح من المحبة ، ووشاح من السلام يعجز عنهما قلب الرجل ويده وظنه أن القرار لا يكون قرارا إلا إذا رافقه تشوف واستبداد وكسر أنفس ومبادىء. وها هي المرأة اللبنانية تتقدم في ساحة القضاء وأقولها كعارف وصاحب تجربة مديدة ، حيث أنها قدوة تحتذى في اثنتين على الأخص : الأولى رد غزوات السياسة التي تحاول ترويض العمل القضائي وتسخيره لصالح الأغراض الخاصة على حساب الصالح العام ، والثانية : هي نظافة الكف التي تعكس ما تربت عليه المرأة اللبنانية من شفوف وشيم . لهذا أفسحوا للمرأة في محافل المسؤولية والإبداع وفي مواقع الصدارة. إنها جديرة بذلك. وإن أبيتم فهي آتية إليها في يوم من الأيام، بلا دعوة وبلا منة”.
فؤاد مخزومي
واختتمت الندوة بمداخلة قيمة للأستاذ فؤاد مخزومي، حيا فيها نضال المرأة اللبنانية في جميع الميادين وأحقيتها بالوصول إلى مواقع القرار إنطلاقا من عملها المنتج على ساحة الوطن ، تلته رئيسة الأتحاد النسائي إقبال دوغان والسيدة عزة الحر والدكتور وفيق ابراهيم والإعلامي محمد العاصي الذين تمنوا على المرأة خوض الانتخابات النيابية المقبلة بكثافة ودون منة من الرجل ، بعيدا عن الأحزاب والتكتلات السياسية الحالية.