يشرق عليَّ حبُك في رسالة الصباح فأستقبله بفرحة مكتَشِفي الكنوز.
****
أتنفسُ بعمق بعد قراءة رسالتك لأن كلماتِك الهواءُ تنتظره رئتاي كل صباح لتنطلق ماكينة جسدي وفكري.
****
وجودُ رسالة منك يرسِّخ خطواتي، وعدم وجود رسالة يُربــِكُها.
****
لم يطرأ جديد منذ رسالتي الأخيرة لك يوم أمس سوى حبـي الـمُزمـِن.
****
رسالتُك شاطئ، أسير على كلماته حافيةَ القدمين، أتمدَّد عليها ممرغةً جسدي في رمالها. أنت أصبحتَ كلماتِك، وليس لجسدي سوى أن يتوحَّد مع جسدِ كلماتِك.
****
أقرأُ رسالتك كهائمة في صحراء أنهكَها العطش، تنسحبُ الحياة من عروقها، فتترقرق كلماتك في كياني مُنعشةً مُـحيية.
****
رسائلك اليومية هي القمح يَـقيني الـمَجاعة.
****
أحدِّق في ما كتبتَه لي فأرى منحوتة صُبَّت من حجر نادر كوَّنَــتْــه واحتضَــنَـــتْـه الأرض من أجلي.
****
اللغة في رسائلك لي، تنهل من أبجدية نضرة، كأنّ أحداً لم يستعملها من قبل.
****
لم أستطع الرد على رسالتك هذا الصباح. ماذا أكتب بعدما أصابَتْ سطورُكَ حروفي بغيبوبة النشوة.
****
سارت عيناي بتأنٍّ على كل حرف كتبتَه لي، وكأني أمرِّر يديَّ على كل مسامة من أنحائك، فيسري تيارٌ منك إلـيَّ ومني إليك، يبثُّ في كياننا الـمُــتَّحِد سعادة لا يعرفها إلا القديسون.
****
رنَّــة المحمول الـمُعلِنة عن رسالةٍ منك أصبحت هي التي تنظِّم نبضات قلبي ودفقَ الحياة في عروقي.