عَلـى وَشَــكِ الرَّقْــصِ فَــوْقَ الجَمْــرِ..! 

 إِنّي وَشَوْقي عَلى وَشَكِ الرَّقْصِ فَوْقَ الجَمْرِ 
وَكُلَّما مَرَّ لَيْلٌ بَيْنَنا مُفْرِطٌ في تَأَنُّقِهِ تَنادَيْنا لِلسَّمَرِ 

وَما لَنا سِوى أَنْ نَرومَ وَجْدًا وَنَسْرُجَ اللَّحْظَ 
حَتّى نَثْمَلَ مِنْ لِقاحِ الفَجْرِ وَنَمْتَصَّ رَحيقَ الصَّخْرِ.. 
فَلَوْ كانَ طَعْمُ الشَّوْقِ كَثيفًا يُشْتَهى 
لَأَمْسى الشَّوْقُ قَرارًا يَجَزِمُ زِمامَ الأَمْرِ 
فَالشَّوْقُ مُعاهِدٌ الرّوحَ غَيْرَ مُفارِقٍ 
مَتى سَهَدَ اللَّيْلُ فيها مُنْتَشِيًا بِالعِطْرِ.. 
هَذي الحَياةُ لِلأَشْواقِ مَهْدٌ  
يَصْفو المَشوقُ فيها عَنْ غِواياتِ البَشَرِ 
وَكَذاكَ الشَّوْقُ حُبٌّ يَقِفُ عَلى أَطْلالِ الحُبِّ 
وَإِنْ كانَ لَهُ مِنْ سَلْوى ما تَبَقّى في خابِيَةِ العُمْرِ.. 
فَاقْتَرِبْ يا مُقْلَةً جَسَّدَتْ أَلْوانَ الأَنْهُرِ 
اقْتَرِبْ بِكُلِّ ما حَمَلْتَ في خَزائِنِ القَلْبِ مِنْ أَوْراقِنا الخُضْرِ  
فَأَنْتَ الحُبُّ الصَّرْفُ وَمِنْكَ الشِّعْرُ وَحَكايا النَّثْرِ 
تَمْتَشِقُ أَدَواتِ الشَّرْطِ وَتَشُدُّ عَلى حُروفِ الجَرِّ 
كَأَنّهُ التِّبْرُ إِذا الْتَوى عَلى عُنُقٍ 
أَمْسى عَلى قافِيَةٍ وَآثَرَ يَكْتُبُ عَنْكَ أَمَدَ الدَّهْرِ… 
فَيا وَجْهَكَ المَسْكوبَ مِنْ بَدْرٍ تَمَدَّدَ في أَعْماقِ البَصَرِ 
وَيا ثَغْرَكَ المَقْطوفَ مِنْ لَوْزٍ أَنْضَجَ ثَمَري 
إنَّ الشِّفاهَ لَوْ هَمَسْتَ بِبَعْضِ الحُبِّ 
لَتَوَرَّدَتْ آنَ عَطَفْتَها وَالثَّغْرُ تَأَوَّدَ لِمَذاقِ العِناقِ  
وَما حَسِبَ أَدْراجَ الشَّبابِ يَعودُ بِما مُنِحَ مِنْ مَنْهَلِ الخَمْرِ.. 
فَأَمّا الغَرابَةُ إِنِ القَلْبُ أَوْسَعَ الشَّوْقَ إِلى الخُدودِ السُّمْرِ 
يَلوذُ أَنّى تَنَقَّلْتَ وَنالَكَ وَجْدٌ حَقَنَ أَنْفاسَ الصَّدْرِ 
فَيا حَبَّذا الكَأْسُ في راحِ الحَبيبِ طَيَّبَتْ خاطِري  
وَحَبَّذا الرّاحُ تَصْرِفُني مِنْ سَكَري 
وَيا لَرَجاءِ نَفْسي فَبِروحي لأَنْتَ عِنْديَ الأَحَبُّ مِنْ نَفْسي 
تَسْتَميلُ القَلْبَ مِنْ لَهَفٍ وَيَذوبُ بَيْنَ يَدَيْكَ خَصْري 
إِذا اسْتَرْسَلْتَ في الحُبِّ خَضَعَ طَوْعًا لَكَ الحُبُّ  
وَإِنْ تَشَوَّقْتَ فَيا طِيبَ الشَّوْقِ المُبْتَكَرِ 
أَرى بِهِ الوَجْدَ غَرَّني بِلَهْوٍ دونَما أَدْري 
فَكَيْفَ بِعَيْنَيْكَ تَسْتَقِرّانِ فَوْقَ مُهْجَتي 
وَكَيْفَ بِآخَرَ يُتَوِّجُ خافِقي  
وَالخافِقُ قَلَّما رَسا عَلى هَوًى رُبّانِيِّ المَصْدَرِ 
وَلا زَها بِاشْتِياقٍ مُراوِدُني في كُلِّ مَحْضَرِ. 
1 . 10 . 2017 

****

(*) مِنْ ديوان ” في هَيْكَلِ الشَّوْقِ” 

 

اترك رد