وَمَضَى الزَّمَانُ!   

  
كانت كَنَوْرِ المَرجِ لَونًا مُشرِقًا، وشَذًا يَفُوحْ
ومَضَى الزَّمانُ فلم يَعُدْ أَلَقٌ، ولا ضَوْعٌ طَمُوحْ
فَالحَقلُ أَزهارٌ مُصَوَّحَةٌ، وأَغصانٌ تَنُوحْ

وإِذا بِأُفقِ المُشتَهَى طَيْفٌ لِفارِسِها يَلُوحْ
جَمَحَ الفُؤادُ، ولاتَ بَعدَ أُفُولِهِ يَشفِي الجُمُوحْ
فلقد خَبا مِنها الوَجِيبُ، فَلَيسَ مِن خَفْقٍ يَبُوحْ
وعلى الغُضُونِ تَسَمَّرَت بَصَماتُ دَهْرٍ لا يَزُوحْ
وتَعَثَّرَت خُطُواتُها، وعَلَا الوَنَى جَسَدًا ورُوحْ
فَغَفَت على الذِّكرَى، تَعُودُ إِلى المَرابِعِ والصُّرُوحْ
عَلَّ الخَيالَ يُبَلسِمُ الماضِي، وتَلتَئِمُ الجُرُوحْ!
***
لا تُرِجُعُ الأَيَّامُ ما وَلَّى، وَلَو عَظُمَ الطُّمُوحْ
فَنَضارَةٌ رَفَلَت خَبَت، والطِّيبُ يُوغِلُ في النُّزُوحْ
وَحَرِيرُهُ الوَهَّاجُ مِن كَرِّ السِّنِينَ غَدا مُسُوحْ
جَمَحَت عَلَيهِ العادِياتُ، وقَسوَةُ العُمرِ الجَمُوحْ
فَقَرارَةٌ نَضَبَت تَلُوحُ، فَلَيسَ تُخفِيها السُّطُوحْ!

اترك رد