أدفن الحاضر بشهوة الغد

ذكرياتٌ مُجَعَدةٌ
لا تطاوع أسنانَ المِشطِ
كنسائم الصيفِ مشتعلة بالغضبْ

هي الأخرى غير قادرةٍ على بَسطِ الخصلاتِ
وحتى المرايا اِمتعضتْ من مرارتها
وسوادِ نَهارها
وحِدة قرونها
سَلالمُ اللحظةِ لا تَغريها
الحاضرُ مُحاصرُ في جُبِّ الاستفهامْ
يفشلُ كلَّ مرَّة أن يشربَ نخبَ الزيتون وعسل التمر
على مائدةٍ واحدةٍ مع باقي الذكريات
أَدفنُ الحاضرَ بشهوةِ الغدِ
وعتوِّ اللحظةِ المشتهاةْ
كلُّ شيء سَحيقْ
وبائدٍ
صهيلُ الفراغ موجعْ
وشراسةُ الصمت مخيفة
أُتوجُ الذكرى على بساطِ السُلطةِ
أَعزفُ النياح
وأَرملاتي يَتَشِحنَّ بسوادِ اللهفةِ
ودفائنِ السرائرِ غصة
تتلعثمُ فوق الصدورِ الموشومةِ بالممنوعاتِ
وقسوةِ السلطةِ
ما مِنْ شيءٍ إلا وأصبحَ ذكرى
وحنين ساذج بطعم الخيبة
خاتمُ السلطة وصيةٌ كُتبتْ بماءٍ ساخنٍ بَعدَ رعشةٍ خَجلةٍ
تدفنها أَرملاتي بالخاصِرةِ وأَسوارِ العتمةِ
النهارُ بلونِ الدمعِ
بطعمِ البرتقال
بمذاقِ حليبِ اللحظةِ
تعكسهُ المرايا
بِضجيجٍ وأصواتِ طبولٍ ودفوفْ
أَضنها معاركَ جنون هابيل وقابيل
وغربانٌ تزاحمتْ لِتُعَلِمَ طرقَ الدفنِ
بالوريد
وقد تكون معارك الازمنةِ
فقد تساوت في مهب الريح
وتجاعيد الوقت
اني أَراها ولا أَراها تتطاحنُ
في أَزمنةٍ غابرةٍ
وأَمكنةٍ مُلبدةٍ بالاوجاعِ
ولذائذِ التاريخِ المُشيَّدِ على ذيولِ اللحظةِ
هنا بين سهولِ نينوى
ونهودِ جمجمال
وأَقراطِ الحسكةِ
تُقتلُ القصائد
وتُرَملُ القوافي
وتُسبى العنونة
ويُخرمُ الايقاعُ برشاقةِ السيوفِ
وهي تدمي فمي
وتنغرزُ في ضلوعِ الشمسِ
ولا صراخ
ولا عويل
سوى أَنينَ الكرّد
وتَأَوهاتِ اليعاربة ِ
هنا الربُّ يفصلُ مابينَ المقتتلين َ
وأُمي تحتوي الغنائمَ وتُوسدني على جناحِ غرّابٍ
في هذا الثالوثِ المرّعبِ ثمة نهاياتْ
سَيشهدُ عيسى
كيف تُسفكُ الحروف
وتُشدُ رقاب الكَلامِ
سيحتاجُ مزيداً من اللفائفِ وسناراتٍ يُخيطُ بها جروح بياض الجوزِ
ستحضرينَ بزهوِ ظلالِ رموشكِ الزرق
وحصانكٍ الاسودِ
ستجدينَ قصاصةَ ورقٍ من شغافِ اللحظةِ
اِجمعيها مع ثمةِ ذكرياتٍ
واِكتنزيها في حقيبةِ الألمِ
ولاتنسين خواتيمَ القصيدةِ

اترك رد