أقامت الحركة الثقافية في بسكنتا والجوار احتفالا بإطلاق كتاب “الطبيب الطريد” تكريما لمؤلفه الدكتور طانيوس موسى أبو ناضر، في رحاب الحركة الثقافية في قاعة كنيسة مار يوسف- بسكنتا. وقد حضر الاحتفال فاعليات سياسية ودبلوماسية وقضائية ودينية وعسكرية ونقابية وبلدية واختيارية وأكاديمية وتربوية وثقافية وإعلامية.
وقدم رئيس بلدية بسكنتا الدكتور الياس كرم درع تقدير للأمين العام للحركة الثقافية في بسكنتا والجوار فرنسوا طانيوس حبيقه “لجهوده المبذولة مع أعضاء الحركة الثقافية لإعلاء شأن الثقافة”.
بدأ الاحتفال الذي قدمه جوزف حرب، بالنشيد الوطني اللبناني، وبعد كلمة ترحيب كانت كلمة رئيس دير مار يوسف- بسكنتا الأب جوزف شربل، أشار فيها إلى “الدور الهام الذي لعبه الدكتور طانيوس أبو ناضر في إعطاء حقائق قيمة عن حقبة مهمة من تاريخنا موثقا إياها بالوقائع والحقائق التاريخية والجغرافية”.
حبيقة
ثم تحدث الأمين العام للحركة الثقافية في بسكنتا والجوار، فركز على “كتاب الطريد” الذي “يعد بحق وثيقة تاريخية”. وقال: “قد قامت الحركة الثقافية في بسكنتا والجوار بتقديم الكتاب، بعد مئة عام تقريبا من نشره أول مرة، بحلة جديدة للباحثين والقارئين تعميما للفائدة وحفظا لذكرى المؤلف، وتأكيدا أن لبنان الإبداع في سبيل الحرية والعدالة لا يموت”.
كرم
وشكر رئيس بلدية بسكنتا الياس كرم باسمه وباسم أعضاء بلدية بسكنتا، الحركة الثقافية في بسكنتا والجوار على “نفض الغبار عن الإرث الأدبي والفني والعلمي البسكنتاوي الكبير”. وقال إنه لن يألو جهدا مع أعضاء المجلس البلدي “في مؤازرة الحركة الثقافية بكل الوسائل لكي تستمر في بذلها وعطائها وإبداعاتها، لتعم الثقافة ويزيد العطاء”.
رزق
وكانت كلمة للنائب العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأب الدكتور كرم رزق تناول فيها دور الدكتور طانيوس أبو ناضر “في تشييد مؤلفه على إرث جليل مثلث الأركان: الجغرافيا والتاريخ والاجتماع، على نمط الحياة القروية”. وتساءل: “كم ترانا بحاجة إلى طبيب طريد ليطرد جميع باعة الهيكل؟!”. واعتبر أن “الطبيب الطريد يجسد روح أمة عظيمة لها حتما مهد في بسكنتا”.
غانم
أما رئيس مجلس القضاء الأعلى السابق القاضي الدكتور غالب غانم فأظهر أن “الطبيب الطريد كاد يموت ألف ميتة، بين الآكام والآجام، والمخابئ والكهوف، والقلاع والأغوار، والمنبسطات والمنزلقات… بين “مغارة الدولاب”، و”شير النسور”، و”وادي الدلب”، و”قلاع الجريد”، و”غابة الضليل” وعصيات “نبع العاصي”، وتلك القمم الشاهقات… ولكنه نجا منها لأنه تشبث بالحرية وتعلق بجبالها وبحبالها… وهي لا تتزعزع، ولا تتقطع، ولا تموت! ولن يموت… لأنه كان طبيبا طريدا، فصار طبيب الحرية”.
لبكي
وتحدث عميد كلية الآداب في الجامعة اللبنانية سابقا الدكتور جوزف لبكي فتطرق إلى موضوع “العلاقة الوثيقة بين الدكتور طانيوس أبو ناضر، الطبيب الطريد، ونعوم لبكي اللذين، مع جماعة أخرى من أبناء بسكنتا، أسسا لثورة حقيقية ضد الطغيان العثماني إبان الحرب العالمية الأولى، والتي كانت انطلاقتها من بسكنتا”. وبين دور “العنصر النسائي الداعم للثورة”، كاشفا عن وثائق في حوزته تدل على تلك الحقبة الزمنية.
أبو ناضر
وكانت كلمة لحفيد المكرم البروفيسور أنطوان أبو ناضر تناول فيها مدى امتنانه من إطلاق كتاب “الطبيب الطريد” تكريما لمؤلفه وتخليدا لذكراه. ودعا إلى “الاستفادة مما عاناه أهل بسكنتا وسكان لبنان عموما، إتقاء للأخطار والأهوال والحروب”.
عبد المسيح
وأشار الأستاذ في الجامعة اللبنانية الدكتور سيمون عبد المسيح إلى أنه عندما قرأ كتاب الدكتور طانيوس أبو ناضر- في سياق تحضيره للندوة- ارتاح لتفسيره التاريخي، “كشخص مثقف، للواقع في جبل لبنان (وفي بسكنتا ومحيطها) عند اندلاع الحرب”.
معلوف
كذلك كانت كلمة الأستاذ في الجامعة اللبنانية الدكتور منير معلوف قال فيها أنه عمل زهاء سنتين على إعادة كتابة “الطبيب الطريد” وتنقيحه وتحقيقه. وأنه عرضه على الحركة الثقافية في بسكنتا والجوار التي تبنت طباعته ونشره بمباركة وتغطية وزارة الثقافة اللبنانية. كما دعا إلى “وضع هذا الكتاب بين أيدي الجميع ليبقى ذخرا للمؤرخين وللأجيال القادمة”.
وفي نهاية الاحتفال، تم توزيع كتاب “الطبيب الطريد” ومنشورات الحركة الثقافية في بسكنتا والجوار على جميع الحاضرين الذين تشاركوا كوكتيل المناسبة.