لَعَيْنَيْكِ يا مُطِلَّةُ كَمِ احْلَولَتْ في رِحابِكِ الأَماسي،
وَكَمِ ابْتَهَجَتْ في رُبوعِكِ حَواسِي،
وَما دَرَيْتُ كَمْ تَبَسَّمَ الفُؤادُ..
ظَنّي، أَنَّهُ يُعِدُّ طيبَ العِناقِ.
قَدْ هامَتْ روحي في سُدولِ اللَّيْلِ عَلى ثَراكِ
وَراقَني، هُطولُ العِطْرِ فَوْقَ رُباكِ
فَتَبَيَّنْتُ، كَيْفَ تَفَتَّحَتْ أَكْمامُ السِّحْرِ،
وَكَيْفَ، تَنَهَّدَ الرَّبُّ في تَجْميلِ بَهاكِ..
إِلاّ النَّسيمَ المُنَدّى الجَناحِ،
لَسْتُ أَسْأَلُهُ عَمّا حَمَلَ مِنْ حَفيفِ أَدْواحِكِ.
***
وَلَقَدْ مَرَرْتُ بِالأَطْيارِ في الصَّنَوْبَرِ
تُناغي انْبِلاجَ الفَجْرِ في فَلاكِ،
وَما تَغاضى عَجِبًا بِالمُثْقَلاتِ نَظَري..
فَحَوْلِيَ التّينُ بُحَيْراتُ لُجَيْنٍ يَقَطُرُ بَيْنَ الأَوْراقِ
وَالكُرومُ مُخَضَّبَةٌ بِالضَّوْءِ
باتَتْ.. عَلى سَكينَةٍ بَيْنَ جَبَلٍ وَآفاقِ.
فَهلْ، يا زينَةَ البَلْداتِ مِنْ سِحْرٍ يُذْكَرُ إِلّاكِ،
وَهَلْ مِنْ خَيْرٍ يُشْتَهى، مِنْ غَيْرِ جَناكِ؟
***
إِنَّ المَساكِنَ قَدْ جَيَّشَتْ أَطْرابي..
فَيا لَيْتَ شِعْري يَفيضُ بِما في الأَعْماقِ
فالقادِمُ بَكْرَةً يُسافِرُ بِالذُّهولِ،
وَكُلُّ نَفْسٍ تَهْفو إِلى شَمِّ شَذاكِ.
لَأَنْتِ مِنَصَّةُ الشِّعْرِ، زُفَّتْ عَلَيْكِ بَناتُ الفِكَرِ،
وَغَزَلَتْ أَوْتارُ القُلوبِ مَغْناكِ
فَتَنَزَّهي يا مُطِلَّةً عَلى الكائِناتِ،
أَنْتِ الزَّمانُ جَمَعَكِ بِشوفٍ وَإِقْليمِ وَبِالأُدَباءِ أَثْراكِ.
فَمْنْ ذا يا بَلْدَةَ الأَماثِلِ..؟ لا يَرومُ سُكْناكِ.
****
(*) أُلْقِيَت خلال” أمسية بعقلين الثّقافيّة في المطلّة”، بدعوة من بلديّة المطلّة – الشّوف، ومنتدى الشّعر- بعقلين، وبحضور لفيف من الشّخصيّات الرّسميّة، والعسكريّة، والدّينيّة، والأدباء.