تواكب رابطة قنوبين للرسالة والتراث سنة الشهادة والشهداء بسلسلة مبادرات أنجزت لاحتفال حديقة البطاركة بعد ظهر الإثنين المقبل 11 أيلول الجاري . وأبرز ما تحقق رفع تمثالي البطريركين الشهيدين دانيال الحدشيتي ( 1278 – 1282 ) للنحات نايف علوان تقدمة المهندس جان ساسين ، وجبرايل حجولا ( 1357 – 1365 ) للنحات الياس خليفة تقدمة النائب سيمون أبي رميا ، في حديقة البطاركة.
كما انتجت الرابطة فيلماً بعنوان ” الوادي المقدس نبع الشهادة والشهداء ” بنص تاريخي للأباتي أنطوان ضو يتناول سيرة حياة البطريركين الحدشيتي وحجولا والقائد الحدثي وظروف استشهادهم ، الأول خلال هجمة المماليك على جبة بشري ( 1282 – 1283 ) وحصار إهدن واحراقها مع بقوفا ، وهجومهم على حصرون ومحلة كفرصارون ( الحي الشرقي من الديمان ) حيث هدموا كنيستي السيدة ومار سركيس وقتلوا الأهالي ورموهم في مغارة الجماجم القريبة التي لا تزال تحتضن رفاتهم ، وانتقالهم الى حصار مغارة عاصي الحدث حيث تجمع البطريرك والأهالي .
ويضيء الفيلم على استشهاد البطريرك حجولا سنة 1365 احراقاً في طرابلس بتهمة مملوكية جائرة له بالتعاون مع الصليبيين لإعادتهم الى الشرق . ويتناول سيرة حياة القائد أبو كرم الحدثي وقيادته أول انتفاضة مارونية ضد الحكم العثماني أواسط القرن السابع عشر اثر اعدام الأتراك الأمير فخر الدين سنة 1635 . واستشهاده في طرابلس معذباً فداء عن البطريرك جرجس عميرة والجماعة المارونية التي كانت مهددة من الأتراك اذا لم يسلم ابو كرم نفسه .
الفيلم أعده وأخرجه كلوفيس الشويفاتي ، تقدمة نوفل الشدراوي ، رئيس رابطة قنوبين ، ضمن دعمه برنامج أفلام الوادي المقدس وجمع وتحقيق أوراق بطاركة قنوبين . وسوف يعرض على مسرح الوادي المقدس خلال احتفال حديقة البطاركة بعد ظهر الإثنين المقبل .
في الإطار عينه أنجزت الأوبيرات الغنائية لهذا الصيف بعنوان ” ما في موت بيمحي الصوت ” ، وسوف تعرض على مسرح الوادي المقدس في الإحتفال المقبل أيضاً . كلماتها لجورج عرب ، والألحان والتوزيع الموسيقي لفؤاد فاضل ، وهي تقدمة أنطوان بخعازي وعائلته رعاة انشاء وأنشطة المسرح السنوية. تتناول الأوبيرات شهادة الحدشيتي وحجولا والحدثي وسائر شهداء الوادي المقدس ولبنان. وتقع في أربع لوحات : “سنة الشهادة والشهداء” “اتهام البطريرك حجولا بالتعاون مع الصليبيين” – “استشهاد حجولا في طرابلس” “وحوار حجولا والبطريرك الراعي” وخلاصتها ان الشهداء أدوا شهادتهم ليبقى صوت البطريرك الماروني صوت الحق في هذا الشرق ، ومهما كثرت التحديات وأشكال الموت فلن تمحو صوته.
يشار الى ان رابطة قنوبين في صدد تحريك ملف دعوى تطويب الشهداء الثلاثة الحدشيتي وحجولا وابو كرم الحدثي ، الذي كان أعده مجمع المطارنة الموارنة برئاسة البطريرك أنطون عريضة سنة 1937.