دموع بلا أمل

حكاية الأب المفجوع حسين يوسف الذي انتظر ابنه محمد ثلاث سنوات بعد خطفه من قبل جماعات التكفير…

الدكتور المهندس قاسم دنش

 

 

ورحت في سباق الأيام أنتظره
أآنس بهدوء الليل لأرى صوره
واذا ما أيقظتني الشمس بنكد منبهها

حاملةً مني الدموع والآه بوسع كفها
لبقيتُ في حلمٍ ، فاق بجماله ثغرها…
لا أعرف من أكلم ولمن أشتكي
وهم الدنيا فاق عبؤه معتركي…
أنا الأبُ الذي أَنِس بعظيم تعبه
فلم أعرف من الآه حتى لفظه
أنا من ألبسُته ثياب النصر
فسطر عناوين من الفخر…
من يشعر بما اختزنته أحشائي
من يدري بأنين بكائي
فأنا يا جموع الناس غريب
غابت عني الروح والحياة
فبت دون ولدي حزين كئيب…

عند كل فجر
أقف بطيب ريحه عند سريره
أتأمل في المرآة خصلاً من شعره
أكلم الملعقة علَّها احتفظت بريقه
أقبل الوسادة التي تغازلت بثغره…
ولدي…
لا أصدق قائل يحدث بأنك شهيد
وان الجهاد يجري بعروق الوريد

حبيبي…
أسمعُ صوتك عند كل طرقة باب
“أبي” عُدت إليك بعدَ طولِ غياب
عُدتُ بفيضٍ من دعائك الميزاب
عدت إلى دفئك، حنانك والحجاب
فأسرع للباب وفي فرحي جنون
والقلب استفاقت نبضاته كحفل مجون
ولا ألقاك ويطيب العويل والبكاء
فأصرخ وفي الصراخ ألم الغرباء
فأنتظرك حبيبي ويطول الانتظار
كترقب موسيقى عودٍ بلا أوتار??
فَتَحِنُ الرياح وتهمس في أذني
ان اهدأ فمحمد؟؟ غدا ابني
أوصل إليه سلامك فلا تقلق
فللأبطال أمجاد كتبت منذ الفلق

اترك رد

%d