يا حُلْوَكَ الشّوفُ جَبَلَ الشِّيَمِ،
جاوَرَتْكَ الأَنْجُمُ، وَالمَجْدُ وَقَفَ بِبابِكَ ثاوِيا
لَأَنْتَ الشَّمْسُ احْتَفَلَتْ بِكَ دارًا لِلفَجْرِ،
وَالصُّبْحُ أَلْبَسَكَ لَوْنَ البَهاءِ صافِيا
إِنَّما الشُّموخُ مَوْروثَةٌ رَوافِدُهُ،
كَأَنْ، عَتُقَ في الأَنامِ سامِيا
فَالجَبَلُ ثالوثُ عِزَّةٍ..
سَقاهُ الجَلالُ غَيْثًا مِنَ النّورِ سانِيا.
***
حَسْبِيَ التّاريخُ بَعَقْلينُ إِمارَةٌ،
بِقامَةِ فَخْرِ الدّينِ مُتَعالِيَةْ
إِذا مَثُلَتْ في الأَذْهانِ، تأَوَّدَتْ أَعْطافُ القَرائِحِ،
تَسْتَعْظِمُ ماضِيًا مُتَخايِلا..
فَهَلْ يُلامُ إذا انْحَنى الزَّمانُ لِاسْمِها،
وَلَيْسَ يَخْشى إِذا ظَلَّ حانِيا.
***
أَنا يا شوفُ مِنْكَ عِرْقٌ،
وَكُلُّ جارِحَةٍ بُعِثَتْ مِنْ أَعْماقِ روحِيَ
أَبْدَأُ بِذِكْرِكَ، فَما أُخْطِئُ إِنْ قُلْتُ:
إِنّي فيكَ نَسيتُ ذاتي، وَفيكَ أَنْسى أَهْلِيَ،
إِنّي ما تَنَفَّسْتُ إِلاّ وَكُنْتَ مُتَنَفَّسي..
أَوْ شَرِبْتُ إِلاّ وَاسْتَعْذَبْتُ ماءَكَ في مائِيَ.
****