الافكار والقضايا والموضوعات معظمها متناثرة في عقول ووجدان وذاكرة العامة إلا ان المختصين قادرون على صياغتها في قوالب منتظمة قابلة للتفكير والنقاش والمطالعة.
يربط الانسان طيف واسع من العلاقات لها تصنيفات مختلفة وتقسيمات متعددة ولكن الاهم منها العلاقات القرابية والضرورية لحياة الانسان والتي تكون ملزمة في وجودها وحتمية لحياته ومع النظر للمشهد العام تجد ان استمرارية ووجود لهذه العلاقات وقد لا يظهر الفارق ببساطة بين واقع علاقة واخرى.
ما هو الفرق بين العلاقات التماسكة والممسوكة؟
الاولى هي العلاقات المستقرة التي تملك عوامل استقرار حقيقة فمثلا علاقة زوجية متماسكة تعني انها قائمة على خيار حقيقي وتوافق صحيح ورضى من الطرفين وتكافؤ في الاطراف وتفاهم جدي وحب متبادل من كل لذات لشريكها دون اي مصلحة او نفعية او اضطرار وحرص متبادل للاسعاد وخلق جو من الراحة وحنان ورحمة متبادلة واداء متكافىء للحقوق والواجبات (طبعا هذه الصورة النموذجية ) ويمكن اطلاق علاقة متماسكة على صور من علاقات تتوفر فيها مستويات مقبولة مما سبق ذكره ومن ميزات العلاقةالمتماسكة رسوخها وقدرتها للتاثير في محيطها كنموذج يحتذي به الاخرون وتنعكس على الاولاد والاعقاب وهي قوية لا تهزها عواصف الغضب والغيظ الطاريء ولا تفسدها موجات سوء الفهم والمصادفات القبيحة وفيها لا يوجد منة لطرف على آخر ولا يحتاج اي من الطرفين للنفاق مع الاخر او اختلاق اسباب لاتسدرار رحمة وعطف الاخر وهناك حالة من الطمأنينة والوثوق المتبادل.
اما الثانية الممسوكة وهي الصفة الغالبة لمعظم علاقاتنا في الشرق وخصوصا في العلاقات القرابية وتعني انها علاقة قائمة ومستمرة لكن سبب وجودها ودوامها ليس اصيلا ونابعا من عمقها وانما هناك جهد خارجي يبذله احد الطرفين او كلاهما من اجل بقاء هذه العلاقة سواء بسبب الخجل والعيب من المجتمع او لاجل مصلحة معينة مثلا لاجل الاولاد او للحاجة المالية او للحاجة الى المداراة او خوف الشماتة وكلام الناس او ……فالدواعي كثيرة لان يمسك طرف معين بجهد او كلا الطرفين العلاقة من ان تقع وينفرط عقدها وتتشظى وهم لا يشعرون ان اي متبصر او صاحب فهم او مترقب دقيق يعرف ويرى ان هذه العلاقة هي مجموعة شظايا ممسوكة بجهد كبير من اجل ابقائها في المشهد على انها معافاة وبخير .
ومما يميز تلك العلاقة الشعور بالارهاق والمعاناة من الطرف الماسك من اجل ديموتها وانقسام داخلي له بين رغبة في رفع اليد وتركها تتشظى وبين المصلحة في الحفاظ عليها كما انها سريعة الانهيار امام الصدمات والمواقف وهي عبأ على كل الاطراف وتدار بالنفاق والملق والية بوس اللحى او الهرب والصمت وتترك نموذج سيء لمن حولها.
طبعا هذا التقسيم يشمل كل العلاقات بما فيها حتى العلاقات الدولية والسياسية.
اخيرا هناك فرصة ان تتحول بعض العلاقات الممسوكة الى متماسكة. مع وجود فرصة مشترك كبيرة وتفكير بصوت عالي متبادل ورغبة جدية في التحسن كما ان هناك خطر في ان تتحول بعض العلاقات المتماسكة الى ممسوكة مع عدم الحرص المشترك وانخفاض نسبة الصراحة وربما تاثيرعوامل خارجية قوية.
حاول ولو مع نفسك ان تعرف خارطة علاقاتك ايها المتماسك وايها الممسوك.