توليف حركي بين الشكل واللون

يقوم الفنان “دان كريستنسن” Dan Christensen) (  بتوليف حركي بين الشكل واللون، لنسج علاقات متشابكة تتطور بصريا،  وفق ابتكارات الحركة وتوهجات الالوان  التي تجبر الرائي على اعادة النظر اكثر من مرة.  لانفصال الاشياء فيها وتلاحمها في المعاني اللونية،  المتناقضة والمختلفة،  

مستخدما احيانا خربشات تلقائية عفوية وعميقة ، واحيانا اخرى تكون بمثابة مستطيلات ومربعات  ومثلثات.  لتعزيز التعبير التجريدي المتجانس منه والغير المتجانس،  بتذبذب يتميز بابراز العلاقة اللونية مع الشكل المعقد.  لبساطة الخطوط في التعبير المجرد عن حالة لا مكانية غير مستقرة،  يدمج من خلالها الالوان الزاهية.  ليفك الجمود  عن الفراغات التي تحتضن اغلب اعماله الفنية. فالتكوينات الغير واعية تؤدي الى ضبط النفس المؤدي الى الوضوح في الفكرة،   وتميز المساحات التي تستقطب الضوء  الذي يبرز قيمة الخطوط وجوهر التخيلات للاشكال التجريدية عبر التشابه،  والتماثل والتناقض،  والتناغم والايقاعات ذات المسار الفني الذي ينتمي الى التجريدالتعبيري ي وبالعكس.   ليثير الدهشة ويدفع النفس نحو المتعة،  وباختزال ذي مسح بصري  يؤدي الى الاستكشاف والاحساس بالتجريد ذي عدة تعبيرات بين الكثير من الخطوط والالوان،  والحركة بينهما والاحساس بمتاهة الوجود.

ما بين عفوية الاحجام الصغيرة والكبيرة يعوم الضوء بين الالوان المؤثرة على الشعور التعبيري،  الغير موضوعي  والمشحون بمعاني ذاتية،  ينبذها الفنان ويترجمها في اللاوعي التعبيري،  والتجريد المتجذر في المراوغات البصرية بين الاشكال والاشكال التي تنفصل وتتلاحم .  للخروج من ازمة ما  ترتبط بالانفعالات الحسية عند الفنان ” دان كريستنسن ” وكأنه يتناقض بين الانماط التعبيرية والتجريدية بخلق تعبير تجريدي تشترك فيه نسب الضوء، وتدرجات الالوان في الخطوط التلقائية الموحية بالقوة في الكثير من الاحيان،  كنوع من فلسفة تشع بالوجودية.  لتمحو ما في النفس من شوائب تختزل تأثيرات الحروب على الانسان، ولتعطي لوحاته المعنى للحياة،  وغموضها المؤدي الى نقطة محورية  ذات خصائص جمالية،  ترتبط بالشفافية والكثافة والسماكة.  لابراز انات اللون والايقاعات الصامتة التي تعكس ديناميكية  النمط التعبير،  التجريدي  وحيويته  التي لا تفتقر للايحاءات والايماءات التي تخفي خلفيات فنية ذات معاني ابداعية رغم  التعبير النفسي البسيط الذي يحمله المغزى الفني للوحات”  دان كريستنسن”.

لوحة للفنان التشكيلي” دان كريستنسن” Dan Christensen  (1942 – 2007) من مجموعة متحف فرحات

يسلط “دان كريستنسن”  الضوء على الحقول البصرية  كانها مغناطسية تشد الالوان بازدواجية يوظفها في امتداد الالوان الحارة والباردة،  وبتناقض سلبي ايجابي يعكس مجازية وجود الانسان في الحياة،  وفلسفة الفهم المادي للقوى الداخلية التي تثير زوبعاتها عدة تأثيرات،  تهيمن على اللوحة وتكويناتها التي تركز على السطوح،  تاركة الفراغات للعمق وللاحساس بالاحجام التي تختزن الكثير من الافكار والمشاعر، الالم ،والفرح ،والمأساة،  والاوجاع،  واللاوعي الذي يتجسد في التعبير التجريدي،  وهيمنات الحركة العشوائية في بعض منها والمؤثرة على مشهديات لوحاته بشكل عام. فالتدفق الايقاعي في المتناقضات بين الاشكال يولد حركة تمثل حركة النفس الانسانية داخل الجسد،  وكأن اللوحة هي الانسان الذي يحيا على الارض،  بنزاعات وحروب تؤثر على مساراته في الحياة،  وترافقه حتى الموت.  فهل التجريد التعبيري فرويدي في بعض منه؟.

يتلاعب الفنان “دان كريستنسن”  بايماءات الشكل واللون،  وبحركة الخطوط على خلفيات تمثل الاكتمال والنقصان في اللوحة التشكيلية النفسية بشكل خاص.  التي قد تتخطى اللاوعي بالانفعالات التي تبرز شدة التعلق بالخطوط الرئيسية للحياة في مصطلحين هما التعبير والتجريد الذي  يصعب ابرازهما معا التعبير التجريدي،  وبالعكس ما لم يمتلك الفنان خاصية ما يحاول من خلالها فك لغز  الخط الذي يترجم ما في النفس من مخاوف وطمأنية، وما في لون من اختلافات في المعاني المداعبة للشعور بجمالية الفن ومؤثراته النفسية على بث المزيد من التساؤلات الفنية نحو التجريد التعبيري وماهيته الخاصة عند كل فنان.

رسام يحظى بتقدير كبير ولد عام 1942 وتوفي عام 2007… برزت موهبته وهو في كلية  تشادون) ( Chadron State الحكومية في اواخر عام 1950 ..مما شجعه على الحضور الى  معهد الفن في كانساس. (Kansas City Art Institute). لتبرز اعماله الفنية فيما بعد وتحظى بشهرة واسعة في العالم،  مما جعله يكتسب ميزة فنية خاصة به ، وبابتكارات بصرية خاصة.. رغم انه بدأ بالموسيقى الحية قبل انتقاله الى الفن التشكيلي ، لينتقل بعدها من كلية تشادرون الى معهد  كانساس سيتي وتخرج في عام 1964 وفي عام 1967 اشتغل على معرضه الفردي في غاليري اندريه امريش ، وكانت من ابرز العروض التي بدأ بها  في حياته المهنية  حيث بدا التجريد مختلفا وفي عام 1969 بدأ باللوحات الهندسية التي تميزت باشباع الخطوط والالوان وبغموض منحه الافضلية من حيث القدرة على التناغم والدمج بين الخط واللون . نال العديد من الجوائز وتنقل باساليبه بين الكثير من المدارس الفنية.

 

dohamol@hotmail.com

 

اترك رد