أنماط اساسيات اللون والتوازن الديناميكي في لوحات الفنان سكوت ماكلاود

تختلف النسب في تدرجات الالوان التي يمزجها الفنان”سكوت ماكلاود” scott macleod)) وفق انماط اساسيات اللون والتوازن الديناميكي المدركن  لجوانب مختلفة من التكوين الحار والبارد،   وبنهج فني يؤدي الى  بساطة  تؤدي الى خلق تساؤلات تخفي التوتر والاحساس بالمخاطر وبالرومانسية في آن.

كأنه يحاول الامساك بأطراف المشهد اللونين وبالتباين المجرد من واقعية ما هي الا تجريد كوني يمزجه بأحاسيس اللون الداخلي والمعرفة الذاتية بأساسيات الوجود والجوهر الفلسفي بالوعي الفني محافظا بذلك على القواعد والمبادىء الخاصة  في التكوين الذي يخدم التأملات  والانفعالات،  واخراج الظلال  التي تكتسب ذروة الضوء وعلاقته  بالانعكاسات التي تشكل في جزء منها التسيج التجريدي  في لوحات تكتسب ايجابية بصرية تدفع بالمتلقي  الى التعبير البصري عن ايحاءات تأملية غارقة بالايقاعات،   والاشكال والالوان والنغمات،  والقوام والاحجام  والمزاج العاطفي بانثيالاته او ذاكرته الغامضة المتعلقة،  ربما!  بالكثير من القضايا  الحياتية التي تؤلف في ابعادها لغة تجريدية مرئية وفق اوجه الشبه المختلفة التي تحتوي على توازن ديناميكي،   يجعلنا امام الوعي الذاتي للوحة التي تتضح منحها افكارنا  ومعتقداتنا،  وعواطفنا  وشخصيتنا بشكل خاص.

لوحات الفنان التشكيلي “سكوت ماكلاود” scott macleod  من مجموعة متحف فرحات

يسيطر الفنان” سكوت ماكلاود ” على سلوكيات الريشة فيمسكها ويطلقها تبعا  لتركيزه  الذي يساعده على  على معرفة مسارات الحركة اللونية وردة فعل الضوء مع كل لون ينسجم مع الاخر او يتضاد معه بشكل حيوي ينسجم  مع الرومانسية والتجريد،   وتعزيز  علاقات اللون وتفاصيل الاشكال التي تتوالد من ذلك،  وفق ادراك العقل الواعي للفن التجريدي في هذه اللوحات التي تعكس قيمة فلسفة الذات نبعا لمعتقدات الوعي الذاتي في ادراك قيمة ماهية الالوان،  وايحاءاتها في الفن التشكيلي وجماليته النابعة من البصر المفتوح على ابعاد الكون والانسانية،  والتطلعات التقنية  التي تؤدي الى اسلوب يعكس بشكل حدسي،  تحفيزي يميل الى استكشاف ما في النفس  من الوان مرتبطة بالوان اللوحة.  لغنى الالوان التي يمزجها ولجرأتها في التوهج والخفوت في آن معا.

لوحات الفنان التشكيلي “سكوت ماكلاود” scott macleod  من مجموعة متحف فرحات

لا يخرج الفنان” سكوت ماكلاود ” من الاطر  التي تؤلف المنظور التجريدي،  واحاسيسه  التي تشدد على الغموض والايقاع ، وبث التأملات وتسخيرها.  لتحقق حركية بصرية مؤثرة في التذوق الغني بجمالية  الفضاءات المفتوحة نحو بث المزيد من الغموض في الافكار الذاتية،  ومحاكاتها للالوان والظل والضوء، وبمفردات شاعرية في بعض منها مشفرة،  ليبقي على اثارة بصرية تجمعه مع المتلقي واللوحة في ربط فني  حيوي يتيح  للتامل النقدي  معرفة الافكار والحوافز الجمالية التي ينتهجها ماكلاود،  لتتكون بخاصية شديدة الايحاء امام الناظر الى اللوحة دون حشو بصري،  وبجدلية تتعاطف  الافكار عبر السطوح والفراغات والانصهار،  والانسجام العاكس لطبيعة التجريد في لوحات خبالية،  كأنها العالم المثالي المفقود من الواقع التجريدي الذي تتفاعل معه الريشة الفلسفية التي تعكس الفكرة وقيمتها الحيوية في الوان تجريدية ذات مؤثرات نفسية تشمل الاحساس،  والادراك يانعكاس الالوان  التي تنطوي على  دمج حسي للعاطفة وثوراتها وتفعيلها مع الالوان الحارة.

لوحات الفنان التشكيلي “سكوت ماكلاود” scott macleod  من مجموعة متحف فرحات

التقييمات الجمالية في هذه اللوحات للفنان ماكلاود  تعتمد على الذاتية،   وما تؤججه من صراعات نفسية داخل المتلقي . اذ تشدد ريشته على التجريد الفلسفي للون،  واندماجه مع مفهوم الجماليات العابقة بالمعايير الديناميكية،  وباستخدام الكثير من المحفزات الايحائية ضمن سمات السماكة والكثافة،  والعوامل المشتركة بين الضوء والالوان،  والفترة الزمنية للانفعالات التي ساعدته في تكوين لوحات تنوعت المفردة الجمالية فيها ،  وفقا لايقاعات الالوان وفروقاتها الحارة والباردة مما يعزز التأثر والتأثير بتوازنات التجريد والوعي الذي بفرضه ماكلاود في اللوحات.

dohamol@hotmail.com

 

اترك رد