لكَ انحنيتُ أُغنّي غِبطَةَ الوجدِ
يا موطِني، يا كتابَ الحُسنِ والمَجدِ
من الشّمالِ إلى عُمقِ الجُنوبِ.. ومن
بيروتَ حتى البقاعِ الواسعِ الأيدي
أرضي الطبيعةُ وجهُ الربِّ مَرَّ بها،
أرضي سماءُ الشتا والشمسِ والبعدِ
هي الكرامةُ والإيمانُ ثروتُها،
وعبقريةُ دفءِ العقلِ والكدِّ
لبنان، مُذ كُنتَ، للدُنيا غَدا زمنٌ،
وللزمانِ غدا وجهٌ من الوردِ..
هذا ابنُكِ الحرُّ في “اليونان” دقَّ يدًا
من الحديدِ، وصوتًا صبَّ كالرعد
” قُدموس” يَحمِلُ رؤياهُ وأحرُفَه
لأرضِ “غربٍ” خُطى “قدموسَ” يَستَهدي !
من شاطىءِ الأرزِ شقَّ الموجَ زورقُه
يمضي يعلّمُ أن الحقَّ بالجَهد
وأن من شاء نشرَ العدل ليس له
سوى التعالي على الأهواءِ والحِقدِ
وأن من قصد الحرّيةَ امتشقت
يداهُ “شِلحين” من أرزِ ومن زِندِ.
من أين “قدموس” ؟! من أرضٍ كفايتُها
كم أرزَةٍ تَوِّجَت أرضًا من المجدِ!
****
(*) من ديواني الأول ” وطن الجراح” _ كانون الثاني 1980 .