يوميّات عابرة (47)

 

لي أكثر من جسد

وجسدكِ واحد

ما استطعتُ اختصار حضوري بكِ.

٭٭٭

مدّدتُ إليكِ يدي وفي كفّي خمس أشجار حور

وما استطعتُ حَجبَ الشمس عن وَجهَكِ.

٭٭٭

فَتَحتُ شبابيكي وقلت للطفل فيكِ:

  • ادخل

وما استطعت استقباله.

كنتُ مشغولاً في ترتيب ما خلف الشبابيك.

٭٭٭

كنتُ في الجمال أرسم وجوهًا

كان وجهك واحدًا

وما استطعتُ جمع جماله الكلّي.

٭٭٭

رحتُ إلى حديقتي

كان الزّهر يغريني بكِ

وما استطعتُ معرفةً في التقاط عطرٍ هو منكِ.

٭٭٭

كنتُ أبحثُ عن بيتٍ أنتِ خميرته

وما استطعتُ وضع باب لعتبته.

٭٭٭

كنتُ أبحثُ عن ملاذٍ في كلّ ما صنعتُ

كنتِ الأمان كلّه،

وما استطعتُ إدراكه لأسند رأسي إليه.

٭٭٭

كنتُ أترقّبُ اكتشاف وطنٍ… كنتهِ

وما استطعتُ حمل هويّة تَسَعُ علاماتك الفارقة.

٭٭٭

كان لي أكثر من سفينة تنتظر

كنتِ شاطئًا

وما استطعتُ إدراكه لأطلع منه إلى سفرٍ بعيدٍ… بعيد

إلى زمنٍ لم يُدرَكْ من قبل.

٭٭٭

كان لي من الدفاتر البيض ما يكفي لأرسم وأكتب، ألف نيسان ونوّار

كنتِ الأشهر جميعها… إلا… ما ظننته امتلاكًا لأجمل شهرين

ما قرأتُ طلّتهما في روزنامتي.

٭٭٭

كان لي من اللغاتِ لغة سعىالجمال لامتلاكها… ظننتُ

كنتِ اللغات بكثيرها المكتوب وغيره

… وما استطعتُ وضع نقطةٍ في آخر سطرٍ، سَعيتُ لتكون ختامًا.

٭٭٭

كنتِ في الحضورٍ حبيبةً، أمًّا، مدينة… قصائدي وألواني…

وما استطعتُ إكمال حبٍّ، وحنانٍ، وسَكَنٍ في قصيدة ولون.

٭٭٭

كنتِ في الحضور عمرًا

شختُ وما استطعتُ رجم الزمن بحجرٍ

أو رميه بعقدة ذنب.

٭٭٭

كان لي في العشق كتابٌ

كتبتُ مطالع كلام وشعر

وكنتِ الكلّ في الكلّ

وما استطعتُ كتابة أوّل حرف من اسمي في المتيسّر من جزءٍ ارتضيته.

٭٭٭

كنتُ غريبًا في أجيالٍ مضت

وسأكون غريبًا في أجيالٍ آتية

وسَتَظلّين أوّل الحلم

 أوّل الحقيقة

ممنوعٌ عليَّ امتلاك الحلم كاملاً

المعرفة كاملةً والحقيقة الدامغة

سَأظلُّ على ما أنا عليه مكتفيًا، إلى الآن،

ببعضِ نَفَسٍ لعطر.

اترك رد