أعلنت الاعلامية ليليان اندراوس، من نادي الصحافة، “احياء يوم الرجل اللبناني والعربي” في 8 يونيو من كل سنة، قبيل عيد الاب، في حضور ممثلة وزيرة الاعلام ملحم الرياشي مستشارته للشؤون الفرنكوفونية اليسار نداف، الوزير السابق مروان شربل، رئيس المعهد الوطني العالي للموسيقى (الكونسرفاتوار) بالانابة وليد مسلم، الدكتور في الطب النفسي صلاح عصفور وعدد من الشخصيات الاعلامية.
اندراوس
وتحدثت اندراوس فأشارت الى ان “الكاتب والفيلسوف الفرنسي فرنسوا بولان دي لابار والداعم لمساواة المرأة والرجل 1725 – 1647 قال: “ان الروح لا جنس لها”، ولفت الى ان “هدفنا اليوم هو دعم المساواة الانسانية في الجسد والنفس والروح”.
وقالت: “في 19 تشرين الثاني 1999، من اميركا الجنوبية من ترنيتيو توباغو، الدكتور في التاريخ جيروم تيليكسينغ اطلق فكرة اليوم العالمي للرجل، لكن للأسف وبعد ما يقارب 20 عاما لم يتجاوب ولم يتفاعل ال 60 بلدا لاحياء هذا اليوم، مما يعني ان هناك تقصيرا من المجتمعات او تجاهلا لامور الرجل”.
واضافت: “بعد البحث في شؤون الرجل في العالم، تبين لنا ان الرجل يعاني اكثر مما كنا نتصور: تخطت نسبة الانتحار في العالم لديه نسبة النساء. على سبيل المثال، ذكر احصاء في فرنسا ان 10334 حالة انتحار كان بينها 7606 حالة من الرجال.
وفي احصاء فرنسي جرى في 2012 في التربية، ان 42 في المئة من الصبية بعانون مشاكل تعليمية، الفتيات 34 في المئة، الحاصلات على شهادات ثانوية من الفتيات 74 في المئة ومن الفتيان 26 في المئة”.
واضافت: “تبين دراسة اميركية ان الرجل يتعرض للتعنيف اقله الكلامي من المجتمع او المحيط اما العنف الجسدي فلا يباح به كثيرا”.
وتابعت: “هذه التداعيات جعلتنا نسأل بدورنا اسئلة عدة:
الا يتألم الرجل؟ أهو مخلوق خارق للطبيعة؟ الا يتعرض لنكسات ومضايقات؟ الا يصل الى مرحلة الاختناق؟ الا يحتاج الى الكلام؟ ألا يحق للرجل ان يكون له يوم خاص به يعبر عن ذاته ويرفع صوته ويعرفنا عن نفسه؟ ونتعرف اليه نحن النساء، علها تخفف وتيرة الحرب الازلية بين الرجل والمرأة بالتفهم لبعضنا البعض”.
وقالت: “يجب اسقاط المفهوم الخاطئ عن الرجل، هل هو فقط الرجل المعنف، القاتل، المغتصب، الظالم، حارم المرأة حقوقها؟
بالتأكيد لا، هناك رجال صنعوا الاوطان، شهداء رووا التراب بدمائهم، وهنالك الرجل الاب الطيب، الاخ الحنون، الزوج المقدام، الرجل المساعد من دون منة وليس المانح لانه مؤمن بحرية المرأة وحقها في العالم العربي وفي العالم.
والدليل على ذلك، في عالمنا العربي والشرق من شريعة حمورابي، الرجل ساند المرأة ووقف الى جانبها من ايام: اليسار، بلقيس، زنوبيا، شجرة الدر، وما اكثرهن الشهيرات مي زيادة، ونازك الملائكة.
وفي تاريخنا الحديث قاسم امين (1863 – 1908) زعيم الحركة النسائية في مصر اقسم على دعم المرأة وتحريرها بالتعاون مع سعد زغلول وفضيلة الشيخ محمد عبده في مصر، الى لبنان مع جبران خليل جبران وكميل شمعون وغيرهم.
في الغرب واليونان وما قبل الميلاد حفظ الرجل مقامات المرأة.
فقد حض الشاعر الكوميدي اليوناني اريسطوفان في مسرحيته عام 411 ق.م. النساء على الانتفاضة والمطالبة بحقوقهن، من حينه والرجال يمدون اليد الى المرأة ويناصرونها، على سبيل المثال من القرني ال 18 و19 توماس هاردي والفيلسوف جيرمي بنثام وفي ايامنا من الغرب المخرج جوس ويدون والممثل والكاتب والمخرج الاميركي عزيز انصاري وغيرهم”.
وقالت: “حان الوقت ان نقول وراء كل امرأة عظيمة رجل عظيم، حان الوقت لأن تمد المرأة يدها الى الرجل تسانده كما تعودت فعله، ترد له الجميل.
لا ننسى ابدا انه لولا الرجل، المرأة لا وجود لها بعد القدرة الالهية بفضل ارادة الخالق وبفضل كروموزومه (Y) نمنح نحن النساء الحياة”.
واضافت: “كي نترجم الاقوال بالافعال، نطلق في 8 حزيران يوم الرجل في لبنان والعالم العربي وقبيل عيد الاب فيكون شهر حزيران شهر الرجل بامتياز.
الهدف منه:
1 – المساهمة في انهاض المجتمع نحو الافضل، مجتمع ذو جماليات متعددة، يبلور الرجولية والرجولة لا الذكورية.
2 – وضع صورة الرجل في اطارها الصحيح، تحسبا لاي شرخ بين الجنسين الأدميين في المستقبل، وكي لا يتعرض الرجل لما تعرضت له المرأة في العصور الغابرة لان الكبت يولد الانفجار.
3 – القاء الضوء على مشاكل الرجل النفسية، الصحية، الاجتماعية، مخاوفه، هواجسه، تطلعاته.
4 – تحقيق القيم الاخلاقية، التركيز على نظام اجتماعي سليم، التعريف عن الحق والباطل، السيئ والجيد.
5 – ترسيخ وتعليم للكلمة النبيلة، الصادقة والشريفة الصادرة من الرجل وعنه.
6 – التشجيع على التصرف الراقي البناء وعلى معرفة ما هو حق الرجل وما هو واجبه تجاه المرأة والمجتمع.
وتجسيدا لاهداف “يوم الرجل”، والذي نأمل ان تقره الدولة اللبنانية يوما وطنيا وان تعتمده سائر البلاد العربية، نطلق جمعية “حقك”.
هذا اليوم يحيا بفضلكم انتم اصحاب السلطة الرابعة.
فلندع سوية الى نشاطات مدرسية جامعية، ندوات عامة وبرامج اذاعية وتلفزيونية، طاولات مستديرة، معارض تغطى فيها شؤون الرجل من طفولته الى كهولته”.
نداف
بدورها، نقلت نداف تحيات وزير الاعلام الذي “يعير المساواة بين الرجل والمرأة في كل المجالات أهمية كبرى”. وتمنت “ألا يكون بعد الان يوم للرجل او للمرأة انما للانسان ككل”، ودعت الى ان “تكون الحقوق للرجل كاملة لدعم المرأة وليس للسيطرة عليها”.
ورفضت نظرية ان “الرجل لا يسعى الى وصول المرأة الى الاعلى لان الاب رجل،
ولطالما دعم ابنته ووقف الى جانبها”.
وشكرت “القيمين على هذه المبادرة وخصوصا انها تأتي من امرأة، وهذا دليل على الثقة بالنفس وايمان بالمساواة للجنسين”.
وختمت: “ليس فقط وراء كل رجل عظيم امرأة، انما هناك ايضا وراء اكثرية النساء رجال عظماء”.
عصفور
بدوره، تحدث الدكتور عصفور عن “دور الرجل والمرأة في المجتمع”، داعيا الى “تقدير المهمات والمسؤوليات التي تقع على عاتق الرجل وخصوصا رب المنزل والذي توضع عليه ضغوط نفسية عالية”.
ولفت الى ان “المرأة بيولوجيا اقوى من الرجل بدليل تحملها لحمل طفلها في احشائها لمدة تسعة اشهر”.
وقال: “ان في داخل الرجل بعضا من شخصية المرأة، بدليل حنانه وعطفه على الرغم من شدته وقسوته، وان في داخل المرأة بعضا من شخصيات الرجل بدليل القوة والثبات التي تتمتع بها عند الضرورة”.