حسيبــــة طاهــــر
(أديبة وروائية وشاعرة جزائرية مقيمة في كندا)
يندد كثيرون بالمثليين ويُتحرش ويُنكل بهم … وكذا تقوم القيامة لو تزوج شاب بامرأة تكبره سنًا، ولن يسلم الزوج من القيل والقال حتى لو كان الفارق سنة…
لكن بالمقابل الأمر عادي جدًا حين يتزوج من جاوز الأربعين بفتاة في السابعة عشرة من عمرها، وقد ينحدر السن إلى القاصرات ما دون البلوغ … في المناطق الريفية من بعض الدول العربية وغير العربية … فلماذا رفض الحالة الأولى رغم أنها لا يترتب عنها أي ضرر للرجل، والصمت عن الثانية رغم كل العواقب الوخيمة المترتبة عنها جسديًا و نفسيًا وأخلاقيًا واجتماعيًا…
قد تصاب الفتاة لصغر سنها وهزال جسمها بنزيف مميت … صدمة نفسية لأنها ليست في سن تؤهلها للواجب الزوجي قد تسبب لها اكتئابًا حادًا، إجهاض متكرر، وفاة عند الولادة….
الخيانة الزوجية، فهي غالبا ترغم من عائلتها أو ظروفها الاقتصادية … فتعيش مع ذلك الرجل جسدًا ميتًا بلا إحساس، وقد تخونه مع شاب من سنها…عن رغبة أو كانتقام لاواع من الظلم الذي سلط عليها، وهذا النوع من الزيجات غير المتكافئة قد يكون سببًا لانتشار العنف والجريمة الزوجية …من انتحار أو قتل … ترمل مبكر للزوجة ومعاناتها وحيدة في تربية الأطفال إن وجدوا…
أضف إلى ذلك أن الغلمانية/ البيدوفيليا/ وهي العلاقة الحميمة بين شخص راشد وطفل قاصر لم يبلغ بعد أو في بداية البلوغ ، سواء في إطار الزواج أو خارجه، مغايرة أو مثلية، مصنفة من طرف منظمة الصحة العالمية كمرض عقلي وشذوذ جنسي … يتطلب علاجا كيميائيا أي تعديل هرموني وأدوية أوحتى جراحة أحيانًا … للقضاء على هذا الميل اللاإرادي المنحرف من أشخاص بالغين تجاه آخرين حديثي البلوغ أو قبله…
فإلى متى التسلط والجهل والنزعة الذكورية ؟؟
إلى متى تقديم المرأة قربانًا لتقاليد وأعراف ظالمة، مجحفة، تفتقر إلى العدل والرحمة والحكمة والتبصر؟؟ إلى متى؟؟