الأعدقاء الودودون/اللدودون!

نهاد الحايك

(شاعرة- لبنان)

التكنولوجيا غزت عالم الترجمة واستقرت فيه. هذا واقع لا عودة عنه، بل منه الانطلاق إلى المستقبل. هي قوة في حراك متواصل لتطوير وسائل المهنة وعصرنتها. 

هذه بعض الأفكار على ضوء مشاركتي في المؤتمر حول مكننة الترجمة ومصطلحاتها الذي عُقد في لاهاي، هولندا، وكان شعاره لهذه السنة “البساطة هي منتهى التطور”. عُرضت فيه آخر الابتكارات التكنولوجية لمكننة عملية الترجمة وتبسيطها وتسريعها وتحسين جودة نصوصها وتعظيم الإنتاجية.

قواعد اللعبة تغيّرت، وإلى تغيّر. ومترجمو ومترجمات اليوم في سباق مستمر مع التكنولوجيا، يلهثون قفزاً مع القفزات المتتالية التي تحققها في أدوات المهنة. وإذا لم يكن المترجم/المترجمة ملماً بها ومستعداً لمعرفة المزيد دوماً، يبقى متخلفاً عن الركب.

 إذاً، لا بد من الصداقة بين المترجم/المترجمة والتكنولوجيا. لكنها للعديد من المترجمين/المترجمات كالزواج القسري. مضطرون للزواج مع أداة يتخوفون من أن يتعاظم دورها بحيث يتم الاستغناء عنهم تدريجياً.

قد يصح القول إن هذا التخوف في محله بالنسبة إلى المترجمين/المترجمات في حقول التجارة والصناعة والأعمال والإدارات الحكومية، حيث غالبية النصوص تتكرر وتقتصر على جُمل ومعلومات معلّبة.

 أما في ما يتعلق بالنصوص الأخرى، من تقارير ميدانية ودراسات وتحليلات وغيرها، فما من تكنولوجيا تستطيع الحلول محل العقل والذاكرة وقدرة التحليل والفهم والربط، لدى الإنسان.

وأما الأعمال الأدبية والفنية، فتقول للتكنولوجيا “كش برّا وبعيد”! لا مكان لك في أرضي!

اترك رد