السيد الزرقاني
(كاتب – مصر)
-لا اعتقد ان الرئيس المصري سيحضر القمة التي دعت لها المملكة العربية السعودية الرؤساء العرب، من اجل عقد لقاء تاريخي يجمعهم مع الرئيس الأمريكي “ترامب” في الايام القادمة، حيث جاءت زيارات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لعدد من دول الخليج العربي لتضع الكثير من التساؤلات حول اختيار تلك الدول بالذات في هذا التوقيت بالذات؟؟
-من المؤكد ان السيسي لن ينسى انه كان من اول المرحبين بمجيء “ترامب” الي صدارة الإدارة الأمريكية، وتجلي ذالك في الترحيب المبالغ فيه عند زيارته للولايات المتحدة مؤخرا، ولكنه لن ينسى ان “ترامب” قام بضرب سوريا بالصواريخ بمجرد مغادرة السيسي للولايات المتحدة، وهذا وضع الإدارة المصرية في إحراج بالغ، حيث انها من الدول المناصرة للدولة السورية، ومع الطرح السياسي لحل الأزمة السورية مع استبعاد كل القوى المسلحة ضد الدولة، كان السيسي يدرك ان “ترامب” له مشروع استراتيجي بالمنطقة، قائم علي إقامة تحالف عربي “سني” يضم كل من مصر والأردن والسعودية والإمارات والكويت، مناهض للتحالف “الشيعي” الذي يضم إيران وسوريا وإيران والعراق.
الا ان السيسي يرفض تلك الاستراتيجية الأمريكية بالمنطقة لانها تؤدي في النهاية الي خلق صراع إقليمي، تكون الأمة العربية هي الخاسر الاول فية وإسرائيل هي الرابح الأعظم من تلك الاستراتيجية الأمريكية، كما انها تخدم بالطبع كل الكيانات الارهابية التي بات خطرها مهددا لكل دول العالم، إلا انها في ظل هذا الطرح الأمريكي سوف تجد بيئة خصبة حاضنة لأفكارها وتشريعاتها، في الوقت الذي يحمل فيه الرئيس المصري استراتيجية عربية خاصة أعلن عنها منذ توليه الرئاسة، حيث نجد ان تلك الدول وقفت بقوة ضد المشروع المصري العربي، ولذلك كان السيسي يحمل أفكاره إلى تلك الدول قبل التورط في المشروع الأمريكي الذي يسعى “ترامب” إلى طرحه أثناء زيارته إلى المملكة العربية السعودية لتكون نقطة انطلاق له في المنطقة العربية، وهنا نلاحظ التباين في المواقف الأمريكية تجاه السعودية وغيرها من الدول العربية، حيث أعلنت عن وقف بعض المساعدات الى مصر خاصة العسكرية، وتحمل السعودية تكلفة القوات الأمريكية في اليمن والعراق وسوريا بدعوى انها لحماية السعودية؟
-والسؤال الان هل الإدارة المصرية ستظل على موقفها الثابت نحو القضايا العربية رغم التباين الكبير في المواقف خاصة مع دول الخليج العربي؟؟
-هل ستقبل أن تكون ضيفاً ثقيلا في لقاء الانبطاح العربي بقيادة السعودية أمام الراعي الأمريكي الجديد؟؟